بقلم: مهدي قاسم -
09-11-2016 أنا شخصيا لم أعرأهمية قصوى على الانتخابات الأمريكية و كذلك لم أعلق أمالا كبيرة على هذا المرشح الديمقراطي أو على ذاك الجمهوري ، لا سابقا و لا الآن، طبعا، ولا أفعل ذلك في المستقبل ..
ليس فقط لكون الولايات المتحدة الأمريكية تُعتبر دولة مؤسسات عريقة ، تديرها أصابع خفية لأجهزة مخابرات ، ولولب مصالح كبرى وجبارة ، بغض النظر عن من يكون رئيسا في البيت الأبيض ، و كلها تعمل وفق مصالح أمنية واستراتيجية محددة سلفا ، تجري عملية ضمانها في أي مكان من العالم ، سواء بضغوط سياسية ابتزازية مباشرة أو بهروات غليظة ، عبر افتعال واختلاق ذرائع و آباطيل كاذبة وملفقة بهدف التدخل المباشر مثلما حدث في العراق ــ على سبيل المثال و ليس الحصر..
فخلق بئر توتر لأعمال عنف و إرهاب وميادين قتال و جبهات حروب أهلية أو إقليمية في أنحاء مختلفة من العالم من قبل الإدارات الأمريكية لم تتوقف ، لا في عهود الجمهوريين و لا في عهود الديمقراطيين ، ولن تتوقف في يوما ما ، حالما أصبحت مصالح الولايات المتحدة مهددة من قبل دول أو مجموعات أو أفراد معينين أو على ضوء متغيرات سياسية طارئة لا تناسب المصالح الأمريكية ..
خاصة إن الإدارات الأمريكية تصنف ــ مزاجيا ــ دولا و مجموعات أو أفرادا بالإرهاب أو بالإرهابيين، طبعا حسب متطلبات مصالحها القومية ، و تعمل قائمة طويلة وعريضة في ذلك ، ولا تتردد بعد ذلك ، في حذف هذه الدولة أو تلك المنظمات أو المجموعات المصنفة من قبلها بالإرهابية ، من قائمة الإرهاب ذاتها ، طبعا بناءعلى متطلبات و مستجدات مصالحها القومية والاستراتيجية في أنحاء العالم ، زاعمة بأنها تفعل ذلك من أجل نشر الديمقراطية في العالم ، دون أن تتحرج في الوقت نفسه في أن تتحالف مع أسوأ الأنظمة قمعية وظلامية وهمجية كالنظام السعودي أو القطري و تزودهما بأحدث أسلحة فتكا و دمارا ..
و هكذا كان الأمر دوما وعلى طول الخط ..
و هكذا سيبقى ! .....
سواء فاز مرشح الدموقراطيين أو مرشح الجهوريين بالانتخابات الرئاسية الحالية والتي هي ــ بالمناسبة ــ أشبه بعروض سيركية و تهريجية مملة ومنفرة ، أكثر منها بحملات انتخابية رصينة ..
و هذه الأخيرة سوف لن تختلف عن مثيلاتها السابقات سواء هيلاري كلنتون تفوز أو ترامب يقود..
