بقلم: علي فاهم -
09-11-2016 في أستشراف مسبق وقبل بدء معركة تحرير الموصل التي خطط لما بعدها الجميع وفق مصالحهم وأطماعهم عندما علموا أن فك أسرها من براثن الدواعش تحصيل حاصل لا محالة ، أصدر المرجع اليعقوبي من النجف الاشرف بياناً مهماً عنونه ( الجميع بأنتظار بشرى تحرير الموصل ) وفي العنوان أشارة الى أن كل من له علاقة بالموصل ينتظر هذا الحدث ولكن هذا الانتظار هو تحضير لما بعد التحرير ولكل من هذه الاطراف مخططاتها سواءً كانت أطراف داخلية أو خارجية فقد عقدت فرنسا إجتماعاً موسعاً لوزراء خارجية عشرون دولة لبحث مرحلة ما بعد داعش وصرح وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرو "لا يمكننا الانتظار ماذا سيحدث بعد تحرير الموصل من تنظيم داعش؟ إننا بحاجة لإدارة تحقق الاستقرار على المدى الطويل". فعلى المستوى الداخلي أعتبر الكرد أن تحرير الموصل هي فرصة ذهبية لأقتطاع ما يمكن قضمه من محافظة نينوى وضمه الى الاقليم الكردي بضم القرى التي يسكنها الاكراد والتي حررتها البيشمركة من تنظيم داعش وقاموا بحفر الخنادق لترسيم حدود جديدة وصرحوا بأستعدادهم للقتال حتى ضد المركز للدفاع عن حدود الاقليم الجديدة وطرف أخر له دور مخفي خطير هو مخطط أثيل النجيفي وقواته المدربة والمسلحة تركيا ودورها في الخطير في دعم الدواعش وستكشف عنه الايام القادمة ، أما على المستوى الخارجي فيبدو أن رأس الحربة وأخطر المخططين الاقليميين للاستفادة مما بعد تحرير الموصل هو الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي له مطامع كبيرة صرحت بها مؤسساته في نينوى و كركوك ولكي يتمم المخطط كان لابد له من أيجاد عذر للتدخل أمام المجتمع الدولي حتى لايكشف أوراقه المخبأة وحقيقة كونه الداعم الحقيقي لداعش بفتح الابواب وتسهيل وصول عناصره من مختلف البلدان والتسليح والتدريب والاهم شرائه النفط المهرب وأيجاد مصدر مالي كبير لداعش أستطاع من خلاله التمدد والتوسع، ولم يجد اردوغان من حيلة الا العزف على الوتر الطائفي والقومي وتخوفه على السنة والتركمان في الموصل وتلعفر من هجمات الحشد الشعبي ولهذا عززت تركيا قواتها على الحدود العراقية بالاضافة الى قاعدتها في بعشيقة ولسد الباب على هذه الاطراف وأسقاط أعذارها وبأستشراف من قبل المرجع اليعقوبي في بيانه السالف قال (إننا نتابع بقلق ما يثيره تجار السياسة وأمراء الحروب من الداخل والخارج من استفزاز واحتقان وتحريك العصبيات القومية والطائفية لإيقاع الفتنة بين أبناء ومكونات المحافظة الذين سادهم التآخي والتواصل، لذا ندعو المخلصين والمضحّين الى فضح هذه المحاولات وتحذير الأمة منهم، وقطع الطريق عليهم ، ونهيب بقادة الحشد الشعبي المبارك البطل أن يعملوا ضمن حدود توجيهات القائد العام للقوات المسلحة فيقفوا حيث يأمرهم بالوقوف ويتحركوا حين يأمرهم بالحركة ليحبطوا الفتنة في مهدها ويفشلوا مساعي خلق الخوف والقلق من عملية التحرير وتصويرها وكأنها عملية انتقامية.) وأكد هذا المعنى في لقائه مع قادة فصائل الحشد الشعبي في مكتبه في النجف الاشرف وبالفعل كانت تحركات الحشد الشعبي مقيدة بأوامر وتوجيها القائد العام للقوات المسلحة وضمن الخطة العسكرية المرسومة لدورهم في تحرير الموصل وهذا ما أسقط بأيدي من يريد شراً بهذا الوطن ولكننا نعلم أنهم لن يألوا جهداً في تنفيذ مخططاتهم في تمزيق هذا البلد واضعافه ويبقى الرهان على وعي العراقيين في أفشال المخططات السوداء والصفراء في تفتيت هذا البلد وتهشيمه وأضعافه وكما وجدت صفحة داعش فستوجد العديد من الصفحات في دفاتر وسجلات دوائر الدول التي ليس بمصلحتها وجود عراق قوي { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }.
