فوز دونالد ترامب وانعكاساته على العراق - سالم سمسم مهدي
فوز دونالد ترامب وانعكاساته على العراق


بقلم: سالم سمسم مهدي - 09-11-2016
في فوز غير متوقع وخطاب هادئ على عكس ما كان متوقع أيضا ً تحدث الرئيس الأمريكي عن الانتصار في واحدة من الانتخابات الكثيرة الجدل بشكل يختلف تماما عما كان يقول ويصرح أثناء الحملة الانتخابية ...

ابتدأ حديثه بشكر غريمته خلال الفترة الماضية لدرجة أنه هدد بسجنها إذا ما فاز ولكنه تحدث عن الوحدة الامريكية ومداواة الجراح وبأنه رئيسا لكل الأمريكان ليؤكد على علاقات طيبة مع كل دول العالم بعيداً عن الوعيد لجارته المكسيك التي شهدت عام 2015 وقوع 17013 جريمة قتل والمصدر الرئيس للمخدرات الى امريكا ...

قدم للشعب الامريكي والعالم اجمع عائلته التي غلبت عليها صفة الهدوء والوداعة والاتزان وكذلك المقربين في طاقمه الانتخابي الذين بدت عليهم اللياقة وألطف والالتزام والقبول ...

مما يحسب له ثناءه على هيلاري كلينتون التي قال عنها انها عملت جاهدة خلال فترة طويلة وان الشعب الامريكي يجب ان يشكرها على خدمتها العامة وهذا على عكس ما يحصل في بلداننا لأننا ننتهز الفرصة لكيل السباب والتهم والتلفيق الارعن لمن يختلف معنا بالتفكير او من يسبقنا في المنصب او الوظيفة ويبتعد عنها...

ما يهمنا كعراقيين ما صرح به ترامب من انه كان المفروض بالولايات المتحدة احتلال ابار نفط العراق كغنيمة وثمن لتخليص العراقيين من صدام الذي قال عنه ان العالم افضل بوجوده في السلطة وإن كان مستبدا لأنه قام بعمل افضل لمواجهة الارهابيين حسب ترامب ...

ومع تأكيده على انه سيفتح النار على تنظيم داعش وانه ليس هناك احد سيكون اكثر صرامة منه مع هذا التنظيم وانه سيحرمهم من النفط كما ان لديه خطة للقضاء على هذا التنظيم بمدة ثلاثين يوما في حال فوزه وهذا ما حصل...

كلا الحالتين النفط وداعش سيترك حتما اثرا معينا على الوضع في العراق إما سلباً أو إيجابا وينعكس بلا جدل على مستقبله وإذا كان الفساد المتفشي في المكسيك وتجارة المخدرات والجريمة المنظمة من أسباب اهتمامات ترامب بهذا البلد فأن العراق قطع شوطاً طويلا في التعامل مع هذه الممنوعات على درب المكسيك ...

وإذا كانت الاخيرة جارة للولايات المتحدة فان للعراق مكانة هامة في سياستها ويرتبط معها بمعاهدة امنية ولها فيه ( العراق ) قوة ضاربة لا تقبل النكران ومجاور لإيران التي يشوب العلاقة فيها الكثير من الحذر وانعدام الثقة منذ سقوط الشاه ...

واليوم وبعد أن آل الامر إلى شخص هو خارج كل حسابات منظومة الأعداد لحكم الولايات المتحدة لدى الجمهوريين والديمقراطيين على السواء في تغيير يكاد ان يكون أساسي في توجهات الناخب الأمريكي ...

وبما ان ما جري سابقا في العراق هو بالضد من هذه التوجهات الجديدة التي تتعارض مع تلك التي اراد لها الصقور الامريكان ان تتحكم في الأوضاع في بلد وادي الرافدين الذي اصبح ساحة حرب امريكية شرسة ...

فأن خير ما سيفعله دونالد ترامب هو أن ينسف من الأساس قواعد اللعبة السياسية التي طبقتها دولته في العراق لأنها فاشلة ومخزية وبعيدة عن الديمقراطية بل هي ممارسة مزيفة جعلت الشعب العراقي يعيش في دوامة الفوضى والاقتتال والانقسام المجتمعي ناهيك عن تجويع شعب يعد واحداً من أغنى بلدان العالم بسبب الفساد وسوء الإدارة .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google