كان ترامب أصدق سياسي مع ناخبيه في تاريخ أمريكا - مهدي قاسم
كان ترامب أصدق سياسي مع ناخبيه في تاريخ أمريكا


بقلم: مهدي قاسم - 10-11-2016
تكاد ظاهرة الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب على صعيد التعبير عن أرائه و أفكاره و مواقفه السياسية من جملة أمور و بصراحة كاملة ، و جارحة في الوقت نفسه لمجوموعات و فئات وشرائح في المجتمع الأمريكي كانت حقا استثنائية و فريدة من نوعها إلى حد ما، إلى جانب الصدق و الشجاعة في مثل هذا التعبير الذي لا يتجرأ أي سياسي آخر البوح بها ، سيما أثناء حملة الانتخابات على رئاسة الجمهورية و ذلك خوفا من فقدان ناخبين كثيرين بسبب هكذا تصريحات صادمة للبعض ....
ولكن ترامب لم يبال بذلك ، ولا خاف من فقدان عدد لا بأس به من أصوات الناخبين بسبب هذه المواقف و الأراء الصريحة ـ عندما استهدف بصراحته ومواقفه تلك ، الملايين من أبناء دول أمريكا اللاتينية المهاجرين ، عندما شدد على ضرورة صرامة الإجراءات الأمنية والتقنية للحد من الهجرة غير الشرعية ، وكذلك خصّ الملايين الآخرين من المسلمين في أمريكا ، عندما ربط بين الإرهاب و الإسلام ، و كذلك بين النظام السعودي و بين ظاهرة انتشار الإرهاب في العالم ، كنظام معروف عنه دعه و توميله للإرهاب من خلال سفاراته و جوامعه و رجال دينه المتبعثين إلى الخارج ، لنشر الفكرالوهابي التكفيري الفاشي ...
و بطبيعة الحال إن عملية تجسيد الأقوال بالأفعال تبقى هي الأهم وأحسن تجسيدا ، و ذلك لكي تأخذ صراحة و مواقف ترامب مصداقية أكثر ، و حتى تكون هذه المواقف أنجح عملية و فعالية على أرض الواقع و في حيز الأفعال ، ضمن خطوات و إجراءات ، يُفترض تنفيذها شيئا فشيئا ، بعد استلام سيد البيت الأبيض الجديد مهام سلطته الفعلية ..
لكي تساهم الإدارة الأمريكية الجديدة بمكافحة الإرهاب و لكن بشكل جدي و جذري وليس خلقها و دعمها تارة ومن ثم ضربها الاستعراضي غير الجدي تارة أخرى ، مثلما دأبت الإدارات الأمريكية حتى الآن ..
و كم سيكون رائعا لو بدأ ترامب خطواته الأولى في زعزعة بعض أنظمة الخليج المتهرئة والمتعفنة كالنظام السعودي و القطري ، و كذلك يهز هراوة غليظة في وجه النظام الإيراني الثيوقراطي القمعي المقيت ..
ولكن مثلما أكدنا في مقالتنا السابقة فأن ثوابت المصالح الأمريكية الاستراتيجية في العالم و كذلك تحالفاتها القديمة سوف لن تتغيير بشكل راديكالي ، مثلما يتوقع البعض ، ربما قد يتخللها شيء من برود أحيانا ، و لكنها لن تصل إلى مستوى زعزعة مثل هذه الأنظمة المنخورة والمتعفنة حتى النخاع ..
فلدى الساسة الأمريكان ــ بديموقراطييهم وجمهورييهم على حد سواء ـــ تبقى المصالح فوق المبادئ ، و كذلك الأرباح والأموال فوق الأخلاق والقيم الإنسانية ، مثلما الأمر في أجزاء آخرى من العالم ..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google