شناشيل : ما هكذا الردّ على منظمات حقوق الإنسان - عدنان حسين
شناشيل : ما هكذا الردّ على منظمات حقوق الإنسان


بقلم: عدنان حسين - 12-11-2016
[email protected]
أحدٌ لم يدفع إلى منظمة العفو الدولية لكي تنشر تقريراً أو يصرّح أحد المسؤولين فيها عن انتهاكات لحقوق الانسان تحصل في مجرى عمليات تحرير الموصل وما حولها.. هذا أمر مؤكد. مؤكد أيضاً أنّ أحداً لم يحرّض منظمة "هيومن رايتس ووتش" للقيام بعمل مماثل.
عدا عن هذا فإن "أمنستي إنترناشنال" و" هيومن رايتس ووتش" وسواهما من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة عبر العالم، ليست طامعة في مقعد في مجلس النواب أو منصب في مجلس الرئاسة أو في مجلس الوزراء، ولا هي في منافسة على عقد استثماري، كيما تُصدر تقارير وتصريحات تنطوي على معلومات ملفّقة في إطار خطة للتسقيط السياسي، كما تفعل القوى السياسية الحاكمة في العراق حيال بعضها بعضاً في ممارسة صارت روتينيّة.
هذه المنظمات - وبعضنا كان على صلة بها يوم كنّا معارضين للنظام السابق ونستعين بتقاريرها في صراعنا مع النظام - تتقصى المعلومات عن أحوال حقوق الإنسان في مختلف أرجاء المعمورة بهدف واحد هوالتزام الحكومات بأحكام قوانينها الوطنية والشرائع الدولية الخاصة بحقوق الانسان والحريات. وهي، كما نعرفها، تتشدّد في التحقّق والتوثّق من المعلومات التي تصل إليها، ولا تُصدر تقاريرها أو تخوّل المتحدّثين باسمها الإدلاء بالتصريحات من دون الاستناد إلى مصادر موثوقة ومعوَّل عليها لمعلوماتها.
بطبيعة الحال هذا لا يعني أنّ ما تقوله هذه المنظمات "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"، فالمنظمات تتشكل من بشر، والبشر خطّاؤون بطبيعتهم، بيد أنّ خطأ هذه المنظمات، وكلّ خطأ، لا يتعيّن مواجهته بخطأ، من قبيل نفي معلومات تقاريرها وتصريحات المتحدثين باسمها جملة وتفصيلاً، كما حصل في الأيام الاخيرة عندما سارع مسؤولون في الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان إلى تكذيب معلومات المنظّمتين بحصول انتهاكات لحقوق الإنسان في موازاة العمليّات العسكرية لتحرير مناطق محافظة نينوى وسواها، وإظهار هذه العمليّات كما لو كانت نظيفة مئة في المئة فيما لا توجد على مدى التاريخ البشري حرب نظيفة بنسبة 90 بالمئة، بما في ذلك حروب التحرير الوطني.
لم نكن لنحتاج إلى تقارير المنظمات الدولية لنعرف أنّ هناك انتهاكات، فبعض القنوات التلفزيونية المحلية كانت قد عرضت مقاطع فيديو لعمليات قتل وسحل وحرق. وحتى لو كان الأمر يتعلق بعناصر لتنظيم داعش فإنه مرفوض ،لأنه يُعدّ ليس فقط انتهاكاً لحقوق الإنسان وإنما أيضاً لأخلاقيات مهنة الإعلام.
إذا كانت بعض المعلومات الواردة في تقارير "أمنستي أنترناشنال" و"هيومن رايتس ووتش" تثير الذعر بين سكان المناطق التي يحتلها داعش وتسعى قواتنا المسلّحة لتحريرها، فإن تصريحات من النوع الذي أدلى به قائد "عصائب أهل الحق" بأنّ عمليات تحرير نينوى هي للانتقام للإمام الحسين والثأر من قتلته تثير ذعراً أكبر.
التعامل السليم،إنْ في بغداد أو في أربيل، مع تقارير المنظمات الدولية وتصريحات مسؤوليها يكون بإجراء تحقيقات بشأن المعلومات الواردة فيها وإعلان نتائج هذه التحقيقات بكل شفافية... هذا سيكون أفضل ردّ على المنظمات الدولية، وأفضل طريقة لردع أيّة انتهاكات مُحتملة في المستقبل.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google