عن الـ NGOs ، صراحة لابد منها - عبد الصاحب الناصر
عن الـ NGOs ، صراحة لابد منها


بقلم: عبد الصاحب الناصر - 13-11-2016
من عايش احداث العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، يلاحظ مع الاسف، تشابه واختلاف كبيرين في نهج المنظمات غير الحكومية ، منذ كانت غالبية تلك المنظمات خاضعة لما سمي بالديمقراطية العالمية التي سيطر عليها الاتحاد السوفيتي، و الدول السائرة معه ، منظمات مثل اتحاد الطلاب العالمي، و الشبيبة و النساء و حركات السلم، و نقابات العمال و غيرها . و تعلم العالم الغربي الراسمالي اهمية هذه المنظمات، و اخذ يستولي عليها تدريجيا بالأخص بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وانهيار المعسكر الاشتراكي، و كما استوالى صدام على بعضها في اوسط السبعينات . فكلا الطرفين مولوا بسخاء هذه المنظمات مباشرة و غير مباشره و جعلوا منها هيئات تنتعش ماديا لتحكم و لتقرر و لتنشر و تروج الى ما يرغبون به .
اذاً هم خلقوا بيروقراطيات ارستقراطية دون الاحساس بخطورة من يستعينون بهم وان يوم عدم حياديتهم . و اصبحت ادارات و قيادات معظم تلك المنظمات سلطة بذخ و استعلاء . و اجتذبت لها كثير من المتعلمين ممن استهوتهم المناصب بكل لذاتها و اغراءاتها ومنافعها، و من مواطني كثير من بلدان العالم الثالث، يدعون "العالمية " ، بالأخص البلدان التي تحت انظمة التعسف و الارهاب. فاصبحت تلك القيادات تجار كلمة و اخبار و نشرات عالمية ، يخيف بعضها حكام دول كثيرة ، بالاخص حكام بلدان العالم الثالث ، كما اصبحت تلك القيادات كالسوط بيد حكام بلدان العالم الغربي " الديمقراطي" ، يستغلونهم كيفما و متى يشاؤون .

و انتمى لاغراءاتها اشخاص كثيرون من النساء و الرجال ، انتمى كثير منهم من اجل الشهرة والمنصب والمال، و من اجل ما ياتي معها من نعمة و تخمة و سفر و اجتماعات و اغراءات اخرى نستحي البوح بها في مقالة كهذه .
و كان الشرط الأهم في توظيف من يرغب بالانتماء لها ، ان يكون من بلدان العالم غير الغربي، يقودهم اشخاص من العالم المتحضر الغربي، و ان يعمل هؤلاء الجدد بما يمليه عليهم قادتهم و ان يكتبوا ما يشير عليهم القادة . كما يوجد شرط غير مكتوب ، بان يكون هذا الراغب بالانتماء من الاقليات في تلك البلدان على اعتبار بانه سيقول ما لا تقوله الاكثرية، بهذا سيفتح الطريق لاحتمالات قد تكون مخفية على العالم و التي ستثير جدلا عسى ان يكون مفيدا .
يتلقى موظفو هذه المنظمات رواتب عالية مع كل ما يدعى " بالمزايا الإضافية " و أجور السفر و الاقامة في فنادق راقية ووو، الخ.
اثارت الآنسه ( بلقيس ولي ) من اصل يمني قبل ستة ايام جدلا غير عادل عن *(تجاوزات الجيش العراقي و البيشمركة)، و طبعا عن الحشد الشعبي، لا إنسانية قياسا بمستوى انسانيتها اليمنية. أردت ان اكتب بالتفاصيل عن هذه الآنسة التي تتنقل بين لوزان و جينيف و لندن و نيويورك لتؤدي واجباتها "الانسانية" من مراقص و بارات قنادق النجوم الخمس . لكني لم ارد ان اجعل من هذه "الانسه" بطلاً اجتماعي انساني ،بعد ان بحثت عنها و عن تاريخها و علاقاتها ، من مصادرها هي ، من الفيسبوك و من موقعها على لائحة منظمتها ، و هكذا . و بعد ان كتبتُ لها رسالة انتقد تقريرها الذي نشرته وكالة رويتر، العالمية ، لاعطيها الفرصة لتجيب على تساؤلاتي . لم تجب بعد ، الا انني و بعد ان نشر تقرير من منظمة امنستي انترناشونال ،amnesty internationalالاخير ، الذي كذبه حتى ممثل الامم المتحدة في العراق امام مجلس الامن . قررت ان اكتب عن هؤلاء العصبة المتخمة المتاجرة بدماء الابرياء .
*ملاحضة مهمة . كانت هذه المنظمة بالاخص، تقف مع الشعب الكردي على طول الخط ، بحق او بطلان . الا انها و بعد ان انضمت و اصطفت البيشمركة الى صفوف الجيش العراقي تحت قيادة عراقية موحدة ، انقلبت ١٨٠ درجة و اخذت تتهم البيشمركة كما تتهم الجيش العراقي و الحشد الشعبي ، بحجة التجاوز على حقوق الانسان . يا سلام على الحياد و على الامانة الانسانية و حقوق الانسان !.
انا من مواليد سنة ١٩٤٠ ، و لي اطلاع على مثل هذه المنظمات بكل اتجاهاتها، الشرقية و الغربية، و اعرف عن تصرفاتهم و تعاليهم و مناصبهم المغرية التي تمولها بلدان تستغلهم و هم راضون، بل وفرحون بهذه المناصب الفخمة .
تولدت "عصبة " متنعمة ممن هم على المستوى الاقل من القيادات العليا، اي على المستوى الثاني في القيادة . يحتفظون و يحمون مجتمعهم و علاقاتهم ، و لا يسمحون لأي انسان ان يدخلها الا اذا جاء باغراءات شخصية ، كالبنات الشابات، المتحررات ، الاكثر انفتاحا مما هم عليه في بلدانهن .واعرف كثير من هؤلاء البشر عن قرب. لكني لا أريد البوح باسرار شخصية .فقررت ان اتخذ من هذه الآنسه " بلقيس" مثالاً لاكتب عن منتسبي هذه المنظمات العالمية .
كتبت بلقيس تقريرها عن العراق من مدينة جنيف بعد عودتها مباشرة من اجازة قضتها في احد البلاجات الخاصة في بحار الله لغير عباده الآخرين، و هي من نشرت صورتها على حافة البحر من على صفحتها على الفيسبوك ، كتبت تقريرها معتمدة على اقوال ناس لا يتواجدون اصلا في ساحات معركة تحرير نينوى، في وقت كان بامكانها او بامكان منظمتها ان ترسل مراقبين لجبهات القتال ليتوصلوا الى حقيقة الامر، كما فتح العراق الباب لكل وكالات الاخبار العالمية و قنوات التلفزة ، ليأتي تقريرها من موقع الاحداث .ثم الحقته بمقالة و مقابلة من السويد تتهم العراق بخرق الاتفاقات الدولية فيما يخص حقوق الانسان، بل تطلب من دولة السويد ان توقف مساعداتها للعراق و شعبه .لماذا هذا الجحود و الحقد و الكراهية لشعوب مظلومة اصلا ؟ و هل يوجب موقعها في هذه المنظمة ان تكتب لترضي اسيادها ، ام لتكتب الحقيقة كما تدعي هذه المنظمة .
سيتصور الناس اني اكتب عن غيرة او عن حقد مسبق .لكني اعيش في لندن مدة طويلة واعرف عن التمدن و التحضر و الديمقراطية الحقيقية في بلدها المؤسس .
و كمثال عن هكذا منظمات، تم تعيين السيد نوري عبد الرزاق حسين عن " العراق " أمينا عاما لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية التي تأسست سنة ٥٧ من قبل الراحل جمال عبد الناصر، كتحالف آخر يساند دول عدم الانحياز بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي، و مقرها القاهره - مصر، و عين نوري عبد الرزاق حسين / عن العراق سنة ١٩٦٥، و مازال الى يومنا هذا كسكرتير عام لها ، اي منذ ٥١ سنة، ما هو انتاجه ؟، حتى اشجار النخيل تثمر و تنتج بعد أربعة أعوام !.
و كانت اكثر هذه المنظمات مخترقة من قبل الصهيونية العالمية بحجة التفاهم الديمقراطي لحلحله القضية الفلسطينية ! ضمن حملة السلم الآن المشكوك بامرها .
لكن الحقيقة التي يجب ان تذكر كذلك هي أن هناك منظمات عالمية حقيقية حافظت على حياديتها و استقلاليتها و نشاطها الى هذا اليوم، وهي:
١- CND - Campaign for Nuclear Disarmament، التي اسسها الفيلسوف البريطاني اللورد بتراند رسل
٢-medicine san frontier، منظمة اطباء بلا حدود العالمية
التي اسستها الاميره الراحله ديانا .The royal anti-land mine crusader٣-
٤- و منظمة (Give Well) التي تعمل بها الممثلة الامريكية انجلينا جولي
ليس مدعاة للفخران نشكك بمنظمات انسانية في عصر الغطرسة الامريكية ، العصر الذي نحتاج الى اي مساعدة من اي انسان في تسهيل و توضيح امور الناس التي تناسى العالم معاناتهم . لكننا نشك بمن يستغل هذه المنظمات لتمرير مخططاتهم اللا إنسانية بغطاء إنساني، لطموحاتهم الشخصية، لتمرير ما يراد منهم من فبركة وتشويه الحقائق على حساب الشعوب المتعبة اصلا .
انه لمن الاسى والأسف ان يستغل هؤلاء عطف العالم و كرمه و تبرعاته، لاطماع شخصية و أهواء نرجسية تضر بمن يدعون مساعدتهم .
عبد الصاحب الناصر
لندن في 14/11/2016



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google