وداعا ً أيها الشيخ المجاهد مالك هلال آل كاصد - قاسم ماضي
وداعا ً أيها الشيخ المجاهد مالك هلال آل كاصد


بقلم: قاسم ماضي - 14-11-2016
كعنفوان نخل الناصرية وأور غادرنا الشيخ المرحوم المجاهد مالك هلال آل كاصد الى رحاب الله تعالى بشكيمة الابطال وكبرياء الاشجار التي ترحل وهي واقفة بعز ، هذه الشخصية الجنوبية التي تعود جذورها لسوق الشيوخ سليلة أور مهد الحضارة ومنطلق الابداع تلك المدينة التي تغفو على نهر الفرات ، الذي تنساب أمواجه لتطرح أدبا ً وثقافة وفنا ً أصيلا ً تزدهي به مختلف أرجاء المحافظة التي لطالما أخرجت للعراق رجالات في الادب والعلوم والرياضة فضلا ً عما طرحته من نماذج وطنية تبعث على الفخر ، ومنهم الشيخ المرحوم مالك هلال آل كاصد سليل الشيخ المجاهد كاظم الريسان ، وقبل أن تعرف هذه العائلة الكريمة بنضالها ضد الطغاة ، فقد عرفت عبر تاريخ المحافظة بأنها من ابرز العائلات في محافظة

ذي قار ، وكان لها حيز مهم في مجلس الاعيان منذ فترة الاحتلال العثماني للعراق ، وخلال تلك الفترة كان لهذه العائلة صولات وجولات في مناهضة الاحتلال المذكور وصولا ً الى دورها الوطني والنضالي إبان فترة الاحتلال البريطاني ، وفي الراهن المعاصر برز إسم الشيخ المرحوم مالك هلال آل كاصد بوصفه أحد أهم ثوار مدينة سوق الشيوخ خلال فترة الانتفاضة الشعبانية المباركة في أعقاب حرب تحرير الكويت عام 1991 ، حيث قام بدور بطولي شجاع في توعية جمهور مدينته في ضرورة التحرك ضد النظام الدكتاتوري البائد والوقوف بوجه نظامه عبر إنتفاضة شعبية توسعت رقعتها لتشمل معظم محافظات العراق وبعد أن طويت صفحة الانتفاضة و لجوء الآلاف من أبنائها الى صحراء ( رفحاء ) ومنهم المرحوم الشيخ مالك هلال آل كاصد ظل الأخير يمارس دورا ً سياسيا ً مهما ً بوصفه ناشطا ً سياسيا ً ما إنفك يحاول إيصال مظلومية الشعب العراقي الى الجهات الدولية ومنظمات حقوق الانسان وظلت قضية شعبه هي الهاجس الاول لدى الشيخ المرحوم مالك هلال آل كاصد حيث لطالما عبر عن تطلعاته في رؤية عراق مستقر مزدهر وموحد عبر سيادة القانون وإرساء دولة المواطنة الحقة التي يتساوى فيها المواطنون العراقيون في الحقوق والواجبات ، وأكد الشيخ المرحوم مالك حضوره من خلال العديد من الانشطة والمؤتمرات والندوات الدولية والمحلية محاولا ً المساهمة بشكل فعال مع عدد من المعنيين بالشأن العراقي سواء كانوا سياسيين أو منظمات مجتمع مدني أو فعاليات مدنية ، ولطالما كنا نستمع لطروحاته الوطنية ونستمتع بآرائه السديدة هنا في ديترويت حيال مختلف القضايا التي تهم الوطن والمواطن ، ولم يبخل يوما ً في إيصال رؤآه للسياسيين من منطلق النصيحة الوطنية والاخوية للوصول الى المستوى الافضل في إدارة البلاد التي أنهكتها الحروب ، وفي خضم معاناته مع المرض ظل يدعو الله تعالى في لحظات مغادرته لهذه الدينا الفانية في أن ينعم العراق بالامن والاستقرار والازدهار ، ونحن بدورنا كجالية عراقية في ديترويت لا يسعنا الا أن نقول لقد غادرتنا جسدا ً أيها الأب الرؤوم والشيخ الوقور بيد أن روحك وفكرك ستظل شاخصة في وجداننا وضمائرنا ما حيينا ، سائلين الله تعالى أن يتغمدك بواسع رحمتك وإنا لله وإنا إليه راجعون .

قاسم ماضي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google