بقلم: د. رضا العطار -
14-11-2016
قصيدة حب – شذرات من قصائد الشاعر نزار قباني *
رسالة حب صغيرة
حبيبتي ، لديً شيءُ كثير – اقوله ، لديء شيءُ كثير
من اين ؟ يا غاليتي ابتدي – وكل ما فيك . . اميرُ . . أمير
يا انت يا جاعلة احرفي – مما بها شرانقا للحرير
هذي اغانيً وهذا انا – يضمًنا هذا الكتابُ الصغير
غدا . . إذا قلبتِ اوراقهُ – واشتاق مصباحُ وغنًى سرير
واخضوضرت من شوقها ، احرفُ – واوشكت فواصلُ ان تطير
فلا تقولي : يا لهذا الفتى – أخبر عني المنحنى والغدير
واللوزَ والتوليب حتى انا – تسير في الدنيا اذا ما اسير
وقال ما قال فلا نجمةُ – إلا عليها من عبيري عبير
غدا . . يراني الناسُ في شعره – فما نبيذا ، وشَعرا قصير
دعي حكايا الناس . . لن تصبحي – كبيرة . . إلا بحبي الكبير
ماذا تصير الارضُ لو لم نكن – لو لم تكن عيناك . . ماذا تصير ؟
وزاد الشاعر في عبق عواطفه واضاف : أحبًكِ !
احبك . . لا ادري حدود محبتي – طباعي اعاصير . . وعاطفتي سيلُ
واعرف اني متعب يا صديقتي – واعرف اني اهوج . . انني طفلُ
احب باعصابي احب بريشتي – احب بكلي . . لا اعتدال ولا عقلُ
انا الحب عندي جدة وتطرفُ – وتكسير ابعاد . . ونار لها أكلُ
وتحطيم اسوار الثواني بلمحة – وفتح سماءِ كلها اعين شهلُ
وتخطيط اكوان وتعمير انجم – ورسم زمان . . ماله . . ماله شكلُ
أنا ما أنا . فلتقبليني مغامرا – تجارته الاشباح والوهم والليلُ
احبك تعتزًين في عشرةِ – ونهدك في خير . . وخصرك معتلً
وصدرك مملوء بألف هدية – وثغرك دفًاقُ الينابيع مبتلُ
تعيشين بي كالعطر يحيا بوردة – وكالخمر في جوف الخوابي لها فعلُ
وقبلك لم اجد فلماً مررت بي – تساءلت في نفسي : تُرى كم كنت من قبلُ
بعينكِ . قد خبأتُ احلى قصائدي – اذا كان لي فضل الغنا . . فلكِ الفضلُ
* منقول من ديوان الشاعر م 1 ص 61 ، ص 261