طهران توظّف بغداد ... لمعرفة مجسّات ترامب - قحطان السعيدي
طهران توظّف بغداد ... لمعرفة مجسّات ترامب


بقلم: قحطان السعيدي - 15-11-2016
ليلة لا مثيل لها خارج توقعات مراكز البحوث والأماني الشرق اوسطية .. ان يتسلم ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الامريكية، بعد ان ادمن الحكام المسلمين والعرب لغة الديمقراطيين وباراك حسين اوباما لثمان سنوات خلت.

يذكرني المشهد برواية حكى لي فصولها استاذي المرحوم المحامي والمدعي العام السابق محسن خزعل المحسن، الذي تتلمذت على يديه أصول وضوابط مهنة المحاماة.

هنالك وحدة ادارية شمال مدينة الناصرية، تسمى قلعة سكر، جيء اليها بمدير ناحية من أصول كردية عوقب لنقله الى مدينة نائية جنوب العراق.

وحين تسلم مهام عمله جاءت امراة ريفية من قرية المعدان مربيّ الجاموس، تبيع اللبن في سوق المدينة تشكو ملاحقة احد الرجال لها .. فنادى مدير الناحية الى رئيس عرفاء المركز اسمه جحيل.

قال له: ابني جحيل اصطحب هذه المرأة وعنف الرجل الذي يتحرش بها.

ما كان من جحيل الا يقول: امرك بيك ...

واصطحب المرأة الى السوق ونادى على مجموعة من الرجال الذين يرومون شراء اللبن من تلك المرأة بعالي الصوت، وهو يلمز ويغمز ... من يتحرش بتلك المرأة مصيره السجن .. بأمر مدير الناحية وحينها ضحك الجميع وشاركوا الشرطي جحيل السخرية ...

فكان الجواب: ابدا لن نتقرب منها.

تكررت شكوى المرأة الى مقر مدير الناحية عدة مرات للنظر في امرها ... وكل مرة يرد المدير عليها سأرسلك بواسطة جحيل ليؤدب من يتحرش بك...

بعدها جاءت يوما مهمومة مغمومة تستنجد بمدير الناحية اعلى سلطة ادارية ليمنع التحرش عنها .. وبأول قدومها صاح المدير جحيل شوف الحرمة ليش يضايقوها ...

صرخت المرأة بعالي صوتها ... كلها تتدخل بأمري الا جحيل.

((وحتى نقرب الصورة للقاريء الجحيل كلمة شعبية تعني الثلج المتساقط كقطع بلورية في الشتاء، يسمى بالموروث الشعبي العراقي الجحيل ))

نعود: التفت اليها المدير لماذا ترفضين جحيل ؟؟!!

قالت بصوت مرتفع: جحيل أبرد من ك ..... ي

هي أعطت وصفا لجحيل ببرودة هنها وهو مثل شعبي تضربه النساء للذكر فاقد الرجولة.

ذلك السرد الروائي يتطابق مع سياسة باراك حسين اوباما في العراق حيث امن الإيرانيين من رادع سياسته حتى صار مصدر سخرية لمن يتحدث عن المسؤولية الاخلاقية للولايات المتحدة بتحجيم النفوذ الايراني داخل العراق الذي جاء من جراء السلبيات التي رافقت دخولها العراق.

ان الاستعراضات التي سبقت يوم الفصل بانتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية كانت رسائل جليَّة واضحة بشان تعامله مع ملفات الاسلام السياسي في المنطقة سواء في الرياض الوهابية او طهران الخمينية او تركيا الاخوانية.

ولو ان لمحة الذكاء التركي جاءت متميزة وسريعة حيث سرعان ما استدار اردوغان ظهره للتاريخ العثماني واستلهام أفكاره ... الى ظهور مميز يشيد بباني الدولة التركية الجديدة القائد العلماني اتاتورك ، إنها رسالة للبيت الأبيض باستدارة بوصلة الاتجاه التركي.

وأما قاهرة المعز فكان أمامها السيسي صامدا صلبا في وجه الموجة البربرية الاخوانية التي لا تليق بشعب مصر وحضارته وتاريخه العريق.

هنا نعود لبغداد المحتلة ايرانيا تحت ستار الديمقراطية الامريكية بواسطة أحزابها وعملائها.. احتلالا قد حلم به الخميني من قبل، حيث توغل الإيرانيين سلبا ونهبا وتوظيف للموارد البشرية لمخططاتها في المنطقة وكسر الشوكة الوطنية للشعب العراقي تشفيا وتلذذا بثأر قديم سنحت الفرصة من الاخذ به.

ستقوم كتلة التحالف الشيعي في البرلمان وباوامر إيرانية لتقديم قانون الجيش الرديف لاستنساخ التجربة الإيرانية للحرس الثوري الايراني في العراق.

وذلك الموضوع نبهنا اليه مرارا وتكرارا منذ نشوءه.

ونرجع القارئ لمقال نشر قبل سنتين ونيف

تحت عنوان: الجيش الرديف واستنساخ التجربة الإيرانية

http://www.kitabat.com/ar/page/20/06/2014/29820/الجيش-الرديف--واستنساخ-التجربة-الإيرانية.html

لو تحقق ذلك القانون للجيش الرديف في العراق، يعني ان طهران أعلنت وبشكل رسمي احتلال بغداد وإعلان قوتها العسكرية في الجيش الرديف بقيادة مكتب المرشد الديني الايراني .. ولم نتجنى على فصيل من ذلك لان غالبية الفصائل أعلنت ولائها القاطع للولي الفقيه وتحت لواء قيادته... الا المتطوعين الإشراف الملبيّن لنداء الامام السيستاني بفتوى الجهاد الكفائي ضد الهجمة البربرية الداعشية.

وبذلك فان المواجهة الاولى بين طهران وواشنطن في عهد ترامب ستكون في بغداد، وهو جس نبض لمخالب القوة الامريكية التي يروم استخدامها ترامب في العراق .. وما ينتج من تلك الخطوة هو استثمارا لحفظ مصالحها، لتكون بغداد حائط صد دون طهران المرعوبة مما تخبئه لها الأيام القادمة في دمشق ولبنان، لان اللاعبين الكبار أعلنوا لا وجود لطهران وأنقرة في رقعة تواجدهم.

[email protected]



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google