حَرقُ الصِوَر حِقدٌ دَفين - سلام محمد العامري
حَرقُ الصِوَر حِقدٌ دَفين


بقلم: سلام محمد العامري - 16-11-2016
[email protected]

قالت الروائية اليف شفق: يوجد نوع واحد من القذارة, لا يمكن تطهيرها بالماء النقي، وهو لوثة الكراهية والتعصب التي تلوّث الروح.

الكراهية والحقد, صفتان ذميمتان, لا يمكن للإنسان السَوي, أن يحملها, ولابد أن يكون مصاباً بمرضٍ عضال, من تُسَيطر عليه تلك الصفات, يحتاج لعلاجٍ يكون آخر الكَي, عندما لا تَنقطعُ سُبل العلاج.

هناكَ أمثلةٌ عديدة في تأريخنا, عربياً كان او إسلامياُ, حيث يحقد من يشعر بالنقص, على من يحمل روح التكامل, فيحقد الجاهل على العالم, والجبان على الشُجاع, والوَضيعُ على الوجيه, وبما أننا لا زلنا نعيش أجواء مصيبة كربلاء, التي ظهر بها الحقد والكراهية, بشكل يندى لهُ جبين, من لم يتعرض جبينه للبَلَل.

يَمر عراقنا الحديث, بحالة حقدٍ متراكمة, عمليات تمادى بها المَرضى, على من يريد الشفاء للعراق, من جراحاته والخروج من الازمات المتفاقمة, وبدلا من أن ينهل المرضى, من نبع العلاج الشافي, أظهروا منذ عام سقوط الطاغية حقدهم, بكل وقاحة كما فَعَلَ جيش يزيد, بعثيون اندسوا بين من قاتل قوات الاحتلال؛ ليتهموا كُلَّ من عاد للعراق, بالتبعية والعمالة؛ وقصدهم ليس إلا مجموعة المجاهدين الحَقيقيين, فقاموا بحرق مكاتب المجلس الأعلى, في أغلب المحافظات! ليجعلوها حرباً شيعية أهلية, لولا حكمة قيادة الحكيم, في استيعاب الهجمة, والرد عليها بكل هدوء, لتسحق جذوة الكراهية.

تم اغتصاب ثلث العراق, من قِبلِ داعش, فَهب الشرفاء تطبيقا لفتوى المرجعية, كي يحرروا الأرض ويستنقذوا العِرض, فسعى الجُبناء للاندساس, تحت ستار الإصلاح, ليهاجموا مقار بَدرٍ والمجلس الأعلى, ظَناً منهم أنهم سينجحون, في مسعاهم الحقود, بعد كل تلك التضحيات, التي يعتبرها المجاهدون واجِباً, يُظِهرُ الأفاقين والمنافقين, ما جادت به أنفسهم الملوثة, بنجاسة لها جذور متأصلة, من سرطان الجُبنِ, وانحدروا للرذيلة, كمن حارب الحسين عليه السلام, كُرهاً لأبيه الذي قاتَلَ المُشركين, ليحرقوا خيامه ويَسبوا عياله, قام شرذمة من أسلافِ أولئك, بحرق صور الشهداء, كان آخرها صورة المجاهِدُ الشهيد, صالح البخاتي كونه من شهداء المجلس الأعلى.

فهل يعي أهالي ميسان الحبيبة, ما يسعى له الحاقدون, هل نام ضمير أهل الغيرة, عما يَفعَل الجبناء؟ فإذا كان أهل الكوفة يعتذرون, لسجن ابن زياد لرؤسائهم, فهل ان ميسان أضحت بدون وجهاء.

كلمة عتابٍ من ابن سومر, كي لا تعود كربلاء ثانية, فمن يصون العرض, جزاؤه صيانة ذكراه, كي يفهم أحبابنا, معنى الشهادة فهي دنيا وين, وليست عرضة للإهانة والتهوين.

قال الحكماء:" الحِقدُ والكراهية ُرذيلتان ممقوتتان، لا ينِمُّ وجودُهُما في سجيةِ صاحبهما إلا على سوادٍ داكنٍ كالقطران!, "اذا كنت تكرهني فتأكد أن الكراهية, لا تقتل سوى قلب صاحبها".



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google