في السياسة مصالح وليس صداقات - د.محمود القبطان
في السياسة مصالح وليس صداقات


بقلم: د.محمود القبطان - 17-11-2016
مهما تتغير ألاحوال في البلدان سياسياً فإن في السياسة تتحكم المصالح وليس العواطف والصداقات وما عدا ذلك يمكن العمل عليه.ففي الحقبة الزمنية للدول الاشتراكية وبالرغم من المساعدات التي قُدمت للدول النامية ولشعوبها وعلى كافة المستويات فقد كانت المصالح دوماُ لها الكلمة في ذلك,سواء آيديولوجياً أو إقتصادياً أو عسكرياً وكان كل ذلك في ظل الحرب الباردة التي أشعلها الغرب,ومن الجانب الآخر كانت الدول الغربية اساس مصالحها فوق كل إعتبار ولم تكن شذرات المساعدات الشحيحة والمحدودة جداً للدول النامية إلا لفرض الهيمنة عسكرياً اولاً ومن ثم التبعية لها ,الخليج العربي مثالاً على ذلك.
1-عالمياً:
جاءت نتائج الانتخابات الامريكية الغير متوقعة لكثير من المحللين السياسيين الكبار مفاجأة حتى على دولاند ترامب نفسه وحزبه الجمهوري لاسيما وكان في كثير من الاحيان متخبطاً في كثير من تصريحاته مما حدى بهيلاري كلنتون أن تصاب بصدمة الفشل الانتخابي وانسحابها بعدما ألقت خطاب الفشل في الوصول الى البيت الابيض كرئيسة لامريكا.مهما يكن فأن "الحكم يعلم الحاكم" كما قالها القذافي في لحظة صحوته من غروره في بداية حكمه..ويكون معروفاً في امريكا أن الرئيس لا يعمل لوحده مهما كان جباراً وقوياً حيث إن مستشاريه ومن يكتب خطاباته ورجال مكتبه هم من يحددون كل شيئ ,كل شيئ يمكن تحديده مقدماً إلا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية فهناك مستشارين آخرين,فالاولويات لعلاقاتة امريكا مع اللوبي اليهودي,ومن ثم علاقتها بالاتحاد الاوروبي وحلف الناتو ومن بعدها تأتي باقي المصالح ,الخليج العربي,تركيا,العراق ,سوريا,اليمن وليبيا أخيرا وليس آخراً.ففي الاشهر الثلاثة من العام القادم لتولي ترامب السلطة في امريكا سوف تحدد إتجاه أو بوصلة سياساته المستقبلية.
2-عربياً:
مازالت قضية سوريا,اليمن وليبيا مناطق ساخنة تقضي مضاجع من فجّرَ الحروب هناك وأدخل عصابات الارهاب ,داعش,وبدأت الحروب الاهلية لتأخذ مديات بعيدة تعدت كل خطط البنتاغون والمخابرات الامريكية لليسطرة على منابع النفط الكبرى,فتصريحات ترامب بالتهديد من "إن أمريكا هي من تدافع عن الحكم في السعودية ويجب دفع اثمان ذلك" الى "إن 50% من نفط العراق يجب أن يكون لنا"وصولاً الى السفرة الوداعية لجون كيري الى عُمان لتقريب وجهات النظر بين السعودية-الامارات من جهة وبين الحوثيين من جهة أُخرى بعيداُ عن موقف "الحكومة" اليمانية والتي مقراها في السعودية والتي أعلن كيري عن موافقة دول التحالف العربي والحوثيين على خطة الامم المتحدة والتي كتبتها وأقرتها أمريكا, بعد فشلت كل خطط التحالف العربي في القضاء على الحوثيين وأنصارهم ولم تشفع لخططهم كل ححم نيران
صواريخهام براً وجواًعلى المدنيين والمدن بضربات" بالخطأ" إضافة الى تدمير البنى التحتية للمدن, فأضطرت أمريكا الى خطوة الفترة (الدقيقة) الاخيرة لتحريك اتفاقية قد تنجح لايقاف نزيف الدم في اليمن وربما قد تقوم بخطوة في سوريا بهذا الاتجاه,ومن هنا جاء إتصال بوتين مع ترامب وإتفاقه مع أباما وبحث بعض "الامور"المشتركة وبعدها بسويعات أعلنت وزارة الدفاع الروسية إنطلاق طائراتها من حاملة الطائرات لاول مرة في التأريخ لتضرب مواقع داعش في حلب.لكن فيما يخص الاحتلال التركي لاراضي عراقية لم تحرك أمريكا ساكناً ماعدا في الضغط شفهياً على عضو حلف الناتو تركيا في الانسحاب من الاراضي العراقية,وسوف يبقى الامر على ما هو عليه الى زمن قد يطول.
3-عراقياً:
انتصارات الجيش العراقي وباقي كل الفصائل المحاربة ومن كافة الجهات ضد عصابات داعش تتوالى أخبارها من جبهات القتال بالرغم من ضراوة المقاومة المدعومة من جهات خارجية. وليس أمام داعش أما الاستسلام أو الموت.كل هذا والوضع الامني الداخلي مازال متردياً حيث التفجيرات مستمرة حتى بعددها القليل لكن الضحايا كثيرة مما يُقلق المواطن العراقي.أما فيما يخص الاصلاحات فإنها في حالة سُبات بحجة الحرب على داعش.بدأ السيد العبادي موتمرات صحفية إسبوعية لتوضيح الكثير من الامور والتي تتطلب مثل هذه المؤتمرات من أعلى شخص في السلطة التنفيذية دون المرور بدهاليز التأويل والاشاعات وردود أفعال غير محسوبة.وحسنا فعل السيد العبادي أمس 15 ت2 في مؤتمرة حيث قال وان حدثت بعض التصرفات الفردية هنا وهناك فأن متابعة الموضوع ومعاقبة المخالفين هو أمر لابد منه ولن يتساهل مع أي خرق بحقوق الانسان وهذا رد جيد ويصب في صلب صلاحياته لردع أي اعتداء قد يحصل ضد أي مواطن في نينوى حتى لا تستغله القوى المعادية للعراق.عقدة العلاقة بين بغداد وأربيل لا تنتهي بين تصريح وتصريح وبعد ترتيب بعض الامور والاتفاق عليها يأتي تصريح يُفجر أزمة جديدة,فقبل ايام وبعد أن أتفق العبادي والبرزاني في أربيل على كثير من القضايا,كما أُعلن من بينها ايجابية التعاون بين القوات المسلحة العراقية والبيشمرگة وانسحاب الاخيرة من المناطق المحررة الى ما قبل بدأ تحرير المناطق في نينوى صدر تصريح من أدهم البرزاني بأن قواتهم لا تنسحب من الاراضي المحررة,ومن ثم جاء تصريح مسعود البرزاني أمس 16 ت2 في لقاء حزبي-ديني في اربيل بأن قواته أعطت آلاف الشهداء وسوف لن تنسحب من الاراضي المحررة بدماء البيشمرگة بعد الاتفاق مع الامريكان,بينما امريكا تقول أن اي اتفاق مع الاكراد يمر عبر الحكومة المركزية.فأين الحقيقية ومن يلف حولها؟ثم لمصلحة من إثارة التصريحات بعد كل إتفاق.وقبل بضعة ايام صدر تصريح آخر لادهم البرزاني حيث قال أن كل من يقول الاتفاق مع بغداد عبر تسليم موارد النفط السابقة يجب أن يترك الاقليم في إشارة لما صرّح به أحد قادة أوك. في لقاء مع سعدون محسن ضمد مع حميد معلة احد قيادي المجلس الاسلامي الاعلى والناطق باسمه على فضائية الحرة-عراق في رده على سؤال حول قانون محمود الحسن السيئ الصيت والذي اختفى اسمه بعد الضجة الاعلامية التي أثارها حول قانون منع بيع وتجارة الكحول قال معلة "لتصحيح" خطأ ! بأن البرلمان سوف يضيف الى القانون بعد تعديله بأن بيع وتجارة الكحول هو صحيح أمر مخالف للشرع الاسلامي لكن سوف يُحصر بيعه وتجارته بالمواطنين المسيحيين حصرياً,رد السيد سعدون كان وحسب الدستور ان لا يُسن قانون مخالف للديمقراطية وحقوق الانسان,لكن معلة تلعثم ولم يستطيع أن يخرج من مأزقه لان بيع وتجارة الكحول حصرياً ومن زمن العهد الملكي بيد المسيحيين ,فهل المعلة نسى أو تناسى ذلك أم لم يكن مولوداً وقتها ولم يتعرف على قوانين العراق التي اجلبته ليكون له موقعاً في الدولة العراقية التي نهبوها على مدى 13 عاماً.يقول أحد سياسيي العراق الجديد في معرض "تهديده"لتركيا فيما إذا لم تنسحب تركيا من الاراضي العراقية سوف نفاجأها بخطوات لم تحسب لها حساباً.أيعقل أن من يريد أن يفاجأ احد أن يشعره بما هو قادم؟ألعراق بيده أوراق إقتصادية كبيرة قد تقوض إقتصاد تركيا وهي في حالة غليان شعبي بعد محاولة الانقلاب المفبرك أصلاً من قبل أردوغان على غرار مؤامرة ناظم گزار في 1979 في العراق وهناك تهديد للمياه العراقية القادمة من تركيا وإيران والعراق مازال يهدد ومن بعيد دون أن يوصل المشكلة الى الامم المتحدة ومجلس الامن...التهديدات الجوفاء لا تغني ولا تسمن من جوع,العمل المتزن والمستمر وإدخال مجلس الامن والامم المتحدة على الخط والتضامن الدولي هو الامر الاهم والانجع من التهديدات التي لا تصل الى أُذن الطامعين بالعراق,كل هذا يبدأ بعمل الخارجية ووزيرها,الفيلسوف, الجعفري صاحب "المارد اذا خرج من القمقم معنوياً....."لكن مارده لم ولن يخرج إلا بتركه الوزارة وإتيان بوزير يعرف السياسة الخارجية ويجيد إداءها.
د.محمود القبطان
20161116



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google