خياران أمام العرب: - عزيز الخزرجي
خياران أمام العرب:


بقلم: عزيز الخزرجي - 20-12-2016
يا أيها الذين أخرجتم إيران من الأسلام بحجّة أنّها رافضية؛ لمْ تُخطئووا أبداً, فإيران بآلفعل ليست من المسلمين .. لأنّها لا تنتمي إلى دار العجزة و العمالة الذي تُسمّونه "عالمٌ إسلاميّ"!

و آلآن هل عرفتم لماذا تحالف النظام السوري مع إيران و ليس مع العرب!؟


فلو كان قد تحالف مع العرب لكان الآن في خبر كان ...

أنّها الأستراتيجية الحاذقة لحافظ الأسد .. إتّفَقْتمْ معهُ أو إختلفْتُمْ؟

و هذا هو الفرق بين الأغبياء و الأذكياء!

لقد إحتراقت الشعوب العربية و حكامها بطفرة عين خلال بضع سنين, نتيجة ظلم و غباء الحكام و الأنظمة العملية للأمريكان و الصهاينة, و لم يبق أمام العرب سوى خياران للتعامل مع الواقع في بلاد سوريا و محور المقاومة؛

الأوّل:
لو أرادت منظومة جامعة الدول العربية الإصلاح الحقيقي في المجتمع السوري، و الذي أغلبيته السكانية عرب ومسلمين محسوبين على المرجعية السنية ما نسبته 85%، و تغيير النظام في سوريا سلميا ومدنيا بدون طلقة رصاص واحدة، وإنهاء قطبية حزب البعث المتسلط، و دحر نفوذ الوجود الإيراني من العراق و سوريا و لبنان، فهذا كان جائز و ممكن للغاية بدون أدنى شك، و معلوم بديهياً كيف ذلك؟ و من هو الأفضل؟ وما هو طبيعيا الأسلم؟



و ذلك من خلال البناء و التعمير، و فرض استراتيجيات الإصلاح و التغيير على الهرم السوري ، و الفرص التي تخدم مصلحة الشعب العربي السوري العامة، و مصلحة مركز الثقل الثالث في الوطن العربي الكبير.







الثاني:



الهدف الحقيقي من وراء الحرب في سوريا ليس خلع رأس الهرم السياسي من على كرسي السلطة كما يعتقد أغبى الناس و هم الوهابية، فلو كان المقصود ذلك؛ فأن إزالة هيمنة بشار عن الحكم عسكريا من خلال المواجهة الدولية المباشرة، لم تكن ستستغرق أكثر من ثلاثة أيام بالنسبة لحسابات ذلك الوقت، و بعد التجربة على أرض الواقع فأنها لم تكن لتزيد عن أسبوع واحد.







أمّا السّؤال الذي يطرح نفسه، لماذا أستخدم تكتيك الحصار الخانق مع صدام حسين و ليس مع بشار الأسد, و الذي توج بالاجتياح الدولي للعراق؟

و كذلك الضربة القاضية السريعة مع معمر القذافي، أمّا مع الرئيس بشار الأسد فقد استخدموا تكتيك المد و الجزر، و سرطنة الأرض بالميليشيات المستوردة، و سياسة التفريغ و التهجير، من أجل الاستبدال السكاني، و مناورات التحالف و الغارات الإسرائيلية من أجل كسرة شوكة المواطنين الموالين له، أو شوكة المعارضة الوطنية له، و أن يبقى الأسد يصارع طواحين الهوى و يدك في شعبه بالبراميل العشوائية، و يرحل عن سوريا الشعب السوري من أوله لآخره.







و لكن أبى غربان العرب منطق الإصلاح و طريق التغيير في البيت العربي داخليا، و سلموا الأمر لأسيادهم في الغرب الصهيوني، و قد ضربوا حصانة العروبة، و حماية الأمن العربي القومي، و الدفاع العربي المشترك ليس بعرض الحائط و حسب، بل بدعسه الحذاء، و تمرير المؤامرات و توظيف الخيانات، بواسطة .. و من خلال تأجير أصلاح الذات العربي للقوى الخارجية، و مؤجري البندقية و الأجندات الأجنبية، و الأطماع الصهيونية، و ها نحن اليوم صرنا نخوض حرب محلية ما بين معسكر السنة و الشيعة العرب أنفسهم، و ليس إقليمية جديدة بين العرب "السنة" و الشيعة "الفرس و العجم"، على الرغم من دخول إيران (الطامحة إلى إعادة أمجاد إمبراطوريتها الفارسية و استعادة دويلات الخليج الفارسية إلى حاضنتها) و روسيا في سوريا، و الذي رفع وتيرة هذا التدخل الخارجي مستوى الصراع بين السعودية و إيران، و جعل الأخيرة شماعة يعلّق عليها النظام السعودي عدوانه الغاشم و انتهاكه الدموي على الجارة اليمنية و قبلها البحرينية و الذي هو في حقيقة الأمر للاستحواذ على منابع النفط و الموانئ و مضيق باب المندب أمريكياً!

وبظهور روسيا و إيران في المشهد العسكري في سوريا، بما في ذلك نغمة التصعيد لحرب دولية ما بين روسيا و الغرب الأمريكي و الأوربي، و الذي كونه مجرد صراع التهديد و الوعيد بين القوى و ليس بالضرورة أن يكون بأسلحة الدمار الشامل، أمّا فرضية المواجهة العسكرية مع الغرب مستبعدة و ليست حتمية من أجل سوريا، و خاصة بعد خروج تركيا المفاجئ من صدمة الانقلاب عليها و انضمامها للمعسكر الرّوسي مباشرة في مواجهة الغرب، و بهذا ما زالت روسيا تفرض نفسها على الغرب على أنها دولة عظمى، و هي تخوض حربا بالوكالة في سوريا!


الخلاصة:

ضريبة الحرب على بلاد الشام و الرافدين هي نهاية العرب، الذين فقدوا مراكز القوى العربية الأولى، و هم المركز الثاني في العراق، و الثالث في سوريا، الذين انضموا تلقائيا للنادي الإيراني بعد أن لم يبق أمامهم خيار ثالث، و حيث أن المركز الأول في مصر على الطريق، هذا أن لم يكن هنالك العديد من المرشحين للالتحاق بالهلال الشيعي سواء من دويلات الخليج الفارسي، أو اليمن أو الجزائر، و ليس هذا و حسب، بل صعود قوميات أخرى في المنطقة و التي ستطالب بالانفصال و الاستقلال على غرار الأكراد، و التركمان، و بديهيا الأمازيغ في شمال إفريقيا.

عزيز الخزرجي

مفكر كونيّ



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google