قراءة موجزة حول مقتل السفير الروسي وتداعياتها على انقرة. - منتظر الزيدي
قراءة موجزة حول مقتل السفير الروسي وتداعياتها على انقرة.


بقلم: منتظر الزيدي - 20-12-2016
لم ينم الرئيسان التركي والروسي ليلتهما على ما اظن، فالحالة تتطلب تفكيراً عميقاً للرجلين اللذين مازالا في المراحل الاولى من كسر جليد الطائرة الروسية المسقطة بنيران تركية.

فالامر بوجهة نظري اصعب على بوتن منه على اوردوغان . كما ان صورة السفير الروسي ملقاً على الارض ويقف فوق جثته الشرطي القاتل ،هي اهانة كبيرة لروسيا واكبر منها لتركيا التي شعرت بالاحراج لعدم تمكنها حماية السفير الروسي من جهة، وهوية القاتل (رجل الامن الاسلامي) من جهة ثانية . فباعتقادي ان اول مهاتفة ستتم بين النظيرين التركي والروسي ستيكون اول كلمة لبوتين هي " كيف سنثق بكم من جديد بموضوع حماية بعثاتنا الدبلوماسية"؟ .

فلو ان القاتل كان مواطناً عاديا او متطرفاً اسلامياً لكانت النتيجة اقل حدة مما هي عليه . لكن ان يكون القاتل مكلف بحفظ الامن، هي الطامة الكبرى بالنسبة للرئيس التركي. لان تمرد شرطي سيفتح الباب مستقبلا لتمردات عدة واغتيالات قد تطال شخصيات اجنبية او حتى محلية تحت ذريعة (الثار والغضب لله) اي ان سلطة اوردوغان هنا اصبحت ثانوية، والامر لله من قبل ومن بعد .

كتبت بعد اسقاط الطائرة الروسية بنيران تركية ، ان تكهنات الفريقين ،المؤيد لروسيا والاخر المؤيد لتركيا ، هي اماني وان اي حرب لن تستعر وسيتم احتواء الموقف لان علاقات الدول الكبرى لاتبنى على الثارات والكرامات وان الحرب، ان نشبت، ستكلف ميزانية جميع طائرات العالم. واليوم يذهب البعض بالقول والتمني بردة فعل كبيرة من قبل الجانب الروسي على اغتيال سفيره ،لكن اياً من هذا لن يحدث ، حسب رأيي ،لان الواقعة لم تكن متبناة من الحكومة التركية او بتاييد منها كما في حادثة الطائرة. وانما نتيجة المشاعر المشحونة ضد روسيا من قبل دعاة ورجال دين اتراك وعرب، وتظاهرات امام سفارات القيصر ببلاد اسلامية متعددة، وقد جاء اغتيال السفير ليتوج هذه الفورة التي انطلقت غداة تراجع حلفاء تركيا في حلب امام حلفاء روسيا.قرأت الكثير من التعليقات والتحليلات التي تُمنّي النفسَ بحرب عالمية ثالثة اسوة بالحرب الكونية الاولى التي كان احد اسبابها اغتيال ولي العهد النمساوي على يد شاب صربي. الا ان الحقيقة غير ذلك فاغتيال ولي العهد كان اضعف اسبابها والمصالح كانت تحل بالمرتبة الاولى وعلى رأس تلك الاولويات هي ما اطلق عليه حينها تقاسم تركة العجوز المريض(الدولة العثمانية) وكانت روسيا القيصرية احد اقطاب الصراع فيها.

بعيداً عن الاصوات المتشفية والاخرى المعزية علينا ان نقرأ التاريخ جيداً للاعتماد عليه في تحليل الاحداث الجارية والتي ستجري ولا نضع اية حادثة على شماعة المؤامرة كالتي تحدث عنها الرئيس التركي في حادثة الطائرة وكررها نائبه في الحزب هذا اليوم بعد اغتيال السفير .

منتظر الزيدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google