بقلم: د.رائد بداي -
21-12-2016 بسم الله الرحمن الرحيم
تقول الحكومة انها تمر بضروف صعبة ولذلك الكل يعتقد انها فعلا تقوم باجراءات تقشفية ضغطا للمصاريف..لكن واقع الحال يقول غير ذلك.
احد الامثلة التي يغفل عنها المواطن ولايعلم عنها شيئا هي ما يسمى بالمبادرات في رئاسة الوزراء..المبادرة التعليمية والمبادرة الزراعية..وما هذه المبادرات الا طريق للسرقة وسحب البساط من تحت الوزارات. جل عمل هذه المبادرات الحقيقي هو استغلالها بالتعيينات لاصحاب النفوذ ونعني بذلك العصابة المتنفذة المحيطة برئيس الوزراء والمسيطرة عليه وعلى الامور..ويتم استغلال هذه المبادرات بارسال الايفادات لاقارب ومعارف الجماعات المتنفذة وكذلك حصر البعثات الدراسية باقاربهم وجماعاتهم..نعم انها مبادرات فقط لاتباع رئيس الوزراء..كلاهما التعليمية والزراعية ولربما سيكون هناك مبادرات اخرى وتحت مسميات اخرى..والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو عمل وزارتي التعليم العالي والزراعة اذا؟ اذا كانت الايفادات والبعثات والتعيينات التي تخصهم هي تحت سيطرة الجماعات المسيطرة على هذه المبادرات اليست هكذا امور هي من صميم اختصاص الوزارة المعنية فكيف يتم التعدي على صلاحياتهم واختصاصهم..الموضوع هو عبارة عن سرقات واستغلال حقوق الشعب والناس الذين لا علم لهم بهكذا عناوين ومبادرات علمية وزراعية معمولة خصيصا للجماعات المتنفذة.
مثال اخر للسرقة يغفل عنه المواطن المسكين هو الايفادات..فعندما قالت الحكومة انها تقلل بشكل كبير جدا من الايفادات وانها ستكون منحصرة فقط على المسائل الضرورية والملحة جدا..ولكن في الحقيقة ان من يتم حرمانه من الايفادات هو فقط من يستحقها وبحاجة اليها فعلا. فما يجري في الحقيقة ان الايفادات مفتوحة على مصراعيها لمن لا يستحقها خصوصا في رئاسة الوزراء وامانتها العامة..وكذلك في مختلف الوزارات و دوائر الدولة..فما يجري مهزلة وحتى في الموازنة العامة في العام الماضي تم التاكيد على موضوع تقليل الايفادات عدا الملحة جدا..لكن الحقيقة ان ما يجري هو ارسال اشخاص في ايفادات تطول الى اشهر وعلى حساب الدولة ولاشخاص ليس لهم علاقة اصلا بموضوع الايفاد وعنوانه..وطبعا تكون هذه الايفادات للمعارف والمقربين من اصحاب النفوذ..وغالبية الايفادات هي لاغراض غير مهمة وليست ضرورية بل لاتفه الامور..فقط للاستجمام والاستفادة من مبالغ هذه الايفادات لهؤلاء الاشخاص لا غير وعلى حساب الدولة. ومن المهم جدا ان تعلموا انه حتى لو كان الايفاد ليس على حساب الدولة كأن يكون تبرعا من دولة معينة فهو ايضا سيكون على حساب الشعب والمواطن وذلك لأن الدول عندما تتبرع للعراق مبلغ 100 مليون دولار مثلا كمساعدة فهي بالحقيقة لا تساعد بمبالغ نقدية بل عن طريق هكذا امور كأيفادات وتدريبات وغيرها وتحتسب مبالغ وكلفة هذه الايفادات والتدريبات وتستقطعها من مبلغ المساعدة الكلية..فيجب اذا استغلال هذه المساعدات بالمكان الصحيح والطريقة الصحيحة وليس لاغراض شخصية ومنافع ذاتية.
مبالغ طائلة وخيالية غير معقولة تصرف في هذه الايفادات والشعب مخدوع ويتصور ان الايفادات قد تم تقييدها وحصرها بالضرورية والملحة..فلذلك ولحل هكذا تعديات وظلم يجب ان يكون هناك موقعا الكترونيا رسميا تتم عن طريقه الايفادات ونشر تفاصيلها وغاياتها للمواطنين كي يطلعوا كليا عليها ويذكر فيها..الايفاد..وغايته..والشخص المراد ايفاده..ومهنته..وعنوان الموظف..ومدة الايفاد..والدائرة التي ينتمي اليها الموفد...ولا يتم اي ايفاد لا عن طريق الوزارات ولا الدوائر ولا رئاسة الوزراء ولا امانتها العامة...ويكنون فقط عن طريق هذا الموقع الالكتروني الرسمي وبذلك سيكون الجميع على اطلاع لى كل شيء وستتحدد الايفادات بالضرورية والملحة فقط وللذين يستحقونها فعلا..هذا طبعا اذا كانت فعلا تريد الحكومة حلا لهذه المشكلة.
الموضوع الاخر الذي انهك الشعب والدولة وخزانتها هو استغلال موضوع الفصل السياسي من قبل الكثيرين عن طريق العلاقات مع المتنفذين ومعارفهم ولاغراض شخصية..في حين ان كثيرين من الذين يستحقونها فعلا قد تم ضربهم عرض الحائط...فيجب ان لا ننسى الذين ضحوا وتم اعتقالهم وحرمانهم من جميع حقوقهم من المناضلين والشرفاء الذين جاهدوا فعلا المجرم المقبور صدام حسين..فهؤلاء حقا يستحقون التعويض واعطائهم حقوقهم التي حرموا منها...ولكن ما يحصل هو ليس هذا ابدا ابدا ابدا فقد تم استغلال هذا الموضوع ابشع استغلال..فاقارب المجاهد المظلوم اخوته واعمامه واخواله وابناء عمه وابناء خاله وكل من لم يتعين في ذلك الوقت..ولا اعلم وربما حتى الشخص المبلغ على المعتقل اصبح من المفصولين السياسيين..اي هزلت..واي مهزلة وحتى الحرامية والمجرمين والقتلة في زمن صدام المقبور اصبحوا الان من المفصولين السياسيين..وهم الغالبيه العظمى....فاي جريمة هذه. علما ان مبالغ خيالية تصرف في هذا الموضوع كون كل من يعتبر مفصولا سياسيا الحقيقي منهم وغير الحقيقيين ياخذون حقوق وتعويضات العشرين او ثلاثين سنة الماضية وتخيلوا الارقام والمبالغ الفلكيه التي تصرف لاناس اكثرهم حصلوا على هذا الفصل السياسي عن طريق علاقاتهم الخاصة ولا حق لهم بها ابدا.
وهناك كارثة كبيرة اخرى في موضوع الفصل السياسي..هو انه يتم اعطاء المفصول مهاما هو لا علم له بها..نعم نحن مع اعطاء المفصول السياسي الحقيقي والمظلوم حقوقه المادية وكل ما حرم منه..ولكن ليس مع اعطائه منصبا فنيا او اداريا هو لا علم له به اصلا..فاذا كان هناك مثلا شخص موظف زميل للمعتقل قد مارس عمله في مجال معين لمدة عشرين عاما واصبح خبيرا بهذا العمل واصبح مديرا لمؤسسة لعلمه بالتفاصيل الادارية والفنية لهذه المؤسسة..فهل من المعقول لان اكون عادلا ان اجلب المفصول واعطيه نفس منصب زميله الفني والاداري واجعله مديرا لمؤسسة او مديرا في دائرة وهو لا يعلم اي شيء عن هذا العمل واموره الفنية او الادارية بالمرة!!! فهذا حقا هو الدمار..فهذا تدمير لهذه الدائرة او المؤسسة....وهذا في الحقيقة هو ما دمر البلد ودمر مؤسساته ووزاراته. ويجب ان نتذكر دائما ان المساله الفنيه ليست فيها مجاملات بالمره..لانها ستكون تدميرا وظلما للبلد وللشعب وللشخص نفسه لانه سيشعر بانه عاجز في مكان هو ليس مكانه بالمرة.
نرجوا متابعة ما تم ذكره في هذا المقال لانه حقيقة يستهلك الاول والتالي من ميزانية الدولة لانها ابواب للاستغلال والسرقات من اموال وحقوق الشعب والمواطن ولا احد علم له بما يجري كونها امورا مخفية على الجميع وتحصل في الكواليس ويستغلها المتنفذون ابشع استغلال ممكن ان تتخيلوه.
د.رائد بداي
