حضور عراقي في معرض بيروت للكتاب - مصطفى غازي فيصل
حضور عراقي في معرض بيروت للكتاب


بقلم: مصطفى غازي فيصل - 22-12-2016
[email protected]

أقيم في بيرت معرض للكتاب وهو تقليد سنوي ,وهذه السنة بلغ عمره (60) ستين عاما, وقد أفتتح بتأريخ 1/12/2016 وأمتد حتى 15/12/2016 .

وقد كانت زيارتي له هي الأولى حيث أنبهرت لراصانة المعروضات من الكتب وحرفية التنظيم والاعداد والاقبال عليه جيد قياساً ,للتطور الحاصل في (الميديا) و( السوشيال مديا) أو المعلوماتية الالكترونية التي بدأت تحيد وبقوة كل ماهو مطبوع سواءً كان جريدة أو مجلة أو كتاب .

حفلات التواقيع للكتب الجديدة

كان هناك الكثير من حفلات التواقيع للكتب الصادرة حديثاً , وأعدت بأسلوب حضاري مبهج يتقدم القارئ لشراء نسخته من الكتاب ويقف بالصف وراءمن سبقه حتى يصل للمؤلف ليخط عبارة الاهداء ممهورة بتوقيعه, فتجد الغبطة والسرور تملأ المكان سواء من القراء أو من المؤلفين على حد سواء .

حضور دور النشر العراقية

كان هناك حضور لدور نشر عراقية مهمة مثل دار الجمل لمؤسسها الشاعر العراقي خالد المعالي ,ودار المدى لمؤسسها الكاتب الصحفي فخري كريم , و دار الرافدين التي سنسلط الضوء عليها لاهميتها في سوق الكتاب العراقي , و هي دار نشر وتوزيع عراقية مسجلة رسمياً في بيرت ,ويرأسها الناشر الشاب (محمد الدجيلي) ,هذه الدار أخذت على عاتقها مهمة صعبة , وهي دعم الكاتب والكتاب العراقي .فأخذت تنشر للمؤلفين العراقيين أغلب نتاجاتم أما مباشرةً أوإماعن طريق دور النشر الفتية التي تطبع لها دار الرافدين .

حضور واسع للمثقفين والكتاب والاعلاميين والناشرين العراقيين

ولمَا شهد المعرض اقبالاً واسعاً من قبل عدة شرائح عراقية تمثل المشهد الثقافي العراقي , مثل مؤلفي القصة والرواية والباحثين والمفكرين,والشعراء , والصحفيين ,والاعلاميين ,والناشرين ,واصحاب المكتبات ,أرتأى صاحب (دار الرافدين) أن يدعو الحضور لعقد ندوة نقاشية قدم لها وترأسها كل من الكاتب والروائي (محمد حياوي) والشاعر والاعلامي الشاب (علي وجيه),وكان من ابرز الحظور ,الباحث الدكتور خزعل الماجدي, والمترجم كامل العامري , والقاص والروائي وارد بدر السالم , والروائي علي بدر , والروائي خضير فليح الزيدي ,والناقد عباس داخل حسن , والشاعر الشاب أدهم عادل , والروائية الشابة هبة الجراخ ,وعذراً لمن فاتني ذكرهم ,بالأضافة لعدد من الناشرين واصحاب المكتبات في العراق.
مشاكل مطروحة ,بأنتظار الحلول

طرحت خلال الندوة النقاشية العديد من المشاكل التي تعيق حركة النشر والتوزيع للكتاب العراقي , مثل الرقم الدولي المعياري للكتاب (ISBN ) أو ما يقابله بالعربية (ردمك),وهو بأختصار هوية تعريفية للكتاب وحماية لحقوق الملكية الفكرية,وقد أصبح هذا الرقم يشكل عائقاً للكاتب العراقي وبالأخص القاص والروائي الذي ليس له الحق من المشاركة في أي مسابقة ابداعية أن لم يحمل كتابه الرقم هذا ,فيكون غير مصنف دولياً ,ومن المشاكل الاخرى التي طرحت عملية صناعة الكتاب بدءاً من إخراجه الفني إلى تصميم الغلاف الذي بقى محيداً بنمط ذي أفق محدود ,مما يستوجب استحداث افكار جديدة خارجة عن المألوف لتطوير عملية صناعة الكتاب العراقي ليواكب الحداثوية المتبعة في دور النشر العربية والعالمية على حد سواء ,كما تم طرح قضية المحرر أوالمقوم الخاص بدار النشر ,والذي يكاد ان يكون غير موجود في أغلب دور النشر العراقية ,ألا ما ندر ,لما له من دور مهم في عملية ترتيب الكتاب وجعله خالياً من ألاخطاء سواء أكانت لغوية أو علمية ,كذلك تم التطرق لقضية أنتشار نسخ الكتب المزورة أو المقرصنة (الاستنساخ) في سوق الكتب العراقية لمختلف العنوانات سواء أكانت كتب لمؤلفين عراقيين او عرب أو اجانب ,فما أن يأخذ كتاب صادر حديثاً موقعه في السوق حتى يسارع المضاربين الى استنساخه (أي تزويره) وضخه بكميات كبيرة وبسعر بخس قياساً للنسخة الاصلية (أو المعتمدة) ,مما يعرض دار النشر للخسارة بسبب رخص ثمن النسخ المزورة .

القضية الأهم

أما القضية الأهم التي تم طرحها من قبل الناشر الشاب والمدير التنفيذي لدار سطور في بغداد, الاستاذ (بلال ستار محسن) , هي قضية الحظر المفروض على الكتاب العراقي ,من خلال القرار الصادر من ديوان رئاسة الجمهورية المنحل والمؤرخ في 3 /7 / 1993 ,الذي قيد وجمد عملية أنتشار الكتاب العراقي ,مما دفع دور النشر العراقية التي تطبع كتبها خارج العراق الى عدم ادخال كامل الكمية المطبوعة الى العراق بل ترك عدة نسخ من مطبوعاتها في الخارج للمشاركة بها في المعارض التي تقام عربياً أو دولياً من خلال دور نشر صديقة أو من خلال النشر المشترك,ونأمل من خلال هذا الطرح أن يصل الصوت الى لجنة الثقافة والإعلام النياية في مجلس النواب الموقر لأتخاذ اجراءاتها لألغاء هذا القرار وتعديل قانون المطبوعات العراقي أو تشريع قانون جديد ومرن يصب في خدمة أنتشار وترويج للمؤلفين العراقيين والمطبوع العراقي الذي اصبح يعاني من قلة الانتشار والتهميش عربياً ودولياً ,ألا ما ندر من الاسماء التي اعتمدت على طبع نتاجاتها في دور نشر عربية أو اجنبية لتحقق طموحها المشروع في الانتشار عربياً ودولياً .

كلمة أخيرة لابد منها

تبقى دار الرافدين, شجرة سامقة في ضيعة الثقافة والنشر اللبنانية , جذورها عراقية الأصل والمنبت ,اخذت على عاتقها مسؤلية دعم الكاتب والكتاب العراقي بجهود ذاتية خالصة ,فأنتجت وأخرجت وابصرت للنورعديد من المؤلفات العراقية التي اغنت المكتبة العربية بشكل عام والمكتبة العراقية بشكل خاص.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google