استقلال كوردستان بين الحلال والحرام - كريم المدرس
استقلال كوردستان بين الحلال والحرام


بقلم: كريم المدرس - 22-12-2016
قد لانبالغ اذا قلنا ان كل المؤشرات الواردة على الصعيد الدولي توحي باقتراب نهاية عهد مظالم ونكبات شعب كوردستان (على الاقل في جنوبها المعروف بكوردستان العراق) وانهم سيتوجون اخيرا بالاستقلال بعد ان نالوا صنوفا من العذاب والحرمان على يد كل من هب ودب من ساسة العراق (اعداء واصدقاء !) ودفعوا من اجل تحقيق هذا اليوم انهارا من دماء ابنائهم الزكية قلما وجدنا هذا العنفوان والاصرار في شعب اخر..
ويبدو ان معالم هذا الامر يتجلى يوما بعد اخر سواء من خلال العلاقات السياسية القائمة بين اقليم كوردستان وسائر دول العالم من ضمنها الدول ذات الشان في تقرير مصائر الشعوب، اضافة الى العلاقة القائمة مع منظمة الامم المتحدة وسائر المنظمات العالمية المعنية بمصائر الشعوب المنكوبة، والاعتماد على هذا الاقليم في مقارعة الارهاب الدولي المتمثل بداعش .
اضافة الى كل هذا وذاك فقد عقدت الجامعة الامريكية الكوردستانية مؤتمرها السنوي لهذا العام تحت عنوان (استقلال كوردستان، التحديات والفرص) منتصف كانون الاول الجاري في محافظة دهوك الكوردستانية بحضورعدد كبير من الساسة والاكادميين والمفكرين والمسؤولين ب (غياب عراقي ملفت !) حث فيه سائر المشاركين شعب اقليم كوردستان على اتخاذ الخطوة التاريخية الجريئة لاعلان استقلالهم وتشكيل دولتهم الكوردية المستقلة وانهم يحضون بدعم ومساندة دولية..
وبحسب كلمة القاها نجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان خلال المؤتمر ان الوقت مناسب الان من أي وقت مضى لاعلان الاستقلال ولكن بالتفاهم مع بغداد اولا واخيرا، اضافة الى ذلك فقد اكد رئيس حكومة اقليم كوردستان ان الكورد عندما يتكلم عن الاستقلال يجب ان يعرف الجميع بانهم لايثيرون بذلك المشاكل للعراق وانما يسعون الى ايجاد حل لهذه المشكلة التاريخية المعلقة، مضيفا ان حكومة الاقليم تسعى الى حل هذه المشكلة كي يطمئن الجيل القادم من مستقبله. والمشاركون ايضا اكدوا ان العوائق امام اعلان الدولة الكوردية المستقلة قد زالت واصبح مؤيدوا استقلال الكورد في جنوب كوردستان الموزع كالكعكة على دولة العراق اثر اتفاقية سايكس –بيكو المشؤومة كافيا لاعلانها، وان القائمين حجر عثرة امام تحقيق هذا المطلب القومي لم يبقوا الا قلة قليلة ولكن ..
يقال ان اهل مكة ادرى بشعابها، وان الكورد يعرفون اكثر من غيرهم معنى خطورة هذا الكلام وتبعاتها سيما بعد انعقاد مؤتمرخاص بدراسة مدى امكانية اعلان الاستقلال من عدمها لاول مرة علنا لذلك نتساءل هنا: هل زالت تلك الصعوبات حقا، وماهو راي الاخوة العرب الذين مازالوا يتفرجون على معاناة هذا الشعب منذ مئات السنين في هذا الامر، هل هم مستعدون لتمرير قرار الاستقلال تعويضا منهم على الصمت الذي اتخذوه على سني شقاء التي لقوها..؟! ونتساءل ايضا ماهي اثار استقلال الكورد السلبية على دولة عربية شقيقة مثل مصر مثلا التي قال رئيسها عبدالفتاح السيسي مؤخرا بان استقلال كوردستان العراق سيكون كارثة للمنطقة برمتها، ترى ماهي صورة هذه الكارثة، ولماذا وكيف سيكون استقلال شعب بعد استغلال دام تاريخا مريرا كارثة لبلد يبعد عنه الاف الاميال، هل الاستقلال هو الكارثة بام عينه ام ابقاء المنطقة مزعزعة مشتتة على ما عليها بسبب محاولات هذا الشعب من الخروج من قفصه هي الكارثة الحقيقية؟؟!
لقد اصرنجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان في كلمته على ضرورة حل هذه القضية بين بغداد واربيل سلميا الان وعدم تركها معلقة يتناحر عليها الاجيال القادمة مرة اخرى، وان استقلال الكورد في هذا الاقليم في رايه لن يتحول الى مشكلة وانما سيحل المشكلة بحد ذاتها.
اما زالماي خليل زاد السفير الامريكي السابق في العراق وافغانستان فقد حث شعب اقليم كوردستان في كلمته على الاقدام على اتخاذ قرارهم التاريخي الحاسم بتان وعقلانية وانهم يحضون بتاييد دولي بسبب الصورة الجميلة التي اعطوها خلال ممارستهم الديمقراطية في هذا الاقليم، ولفت انظارالعالم اليهم.
اما جي كارنر فقد قال في لقاء تلفزيوني اجري على هامش المؤتمر بان الكورد مستقلون منذ زمن، فالحدود القديمة ألغيت ولن تعود مجدداً، فقط يتبقى أن نقبل بالحدود الجديدة ونجري المفاوضات على هذا الأساس، وذهب كارنر الى ابعد من ذلك عندما كشف عن تندم امريكا من عدم وضع نظام فيدرالي عندما جاءت إلى العراق عام 2003، بواقع ثلاثة أقاليم "السنة، الشيعة، والكورد"، بدلاً من بناء عراق ديمقراطي.
اما رئيس ديوان رئاسة اقليم كوردسان فقد قال بان حدود دولة العراق لم تعد مقدسة وقد طرات جملة امور جديدة على الساحة يمكن ان تسخر اساسا للاستقلال وتجنب تكرار ماساة الابادة الجماعية التي تتجدد في حياتنا باستمرار بعكس الشعوب الاخرى التي شهدتها مرة على مر تاريخها، فهذا العامل بحد ذاته يمكن يعطينا بحسب رئيس ديوان رئاسة الاقليم حق الاستقلال والحرية لانه في حال اذا ما اخفقت الدولة في حمايتنا فحينئذ يجب ان يكون لنا قوتنا الخاصة ونستقل لكي نتمكن من حماية انفسنا بانفسنا، وهذا ما اكده مسرور بارزاني مستشار امن اقليم كوردستان الذي قال بالحرف الواحد ان الكورد يسعى الى الاستقلال بالدرجة الاساس لحماية انفسهم، وليس هذا فحسب وانما هم مضطرون لنيل الاستقلال دفاعا عن انفسهم.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google