حرية التعبير والتعبير عن الرأي في دولة ........الامام علي بن ابي طالب (ع) - عدنان المياحي
حرية التعبير والتعبير عن الرأي في دولة ........الامام علي بن ابي طالب (ع)


بقلم: عدنان المياحي - 23-12-2016
حفلت سيرة سيد الزهد والحكمة الأمام علي(ع) بالعديد من الأقوال والمواقف التي تُجسد ولعه بالحرية واعتبارها ضرورة من الضروريات المهمة في الحياة الإنسانية، ولعلنا لن نجد لأي خليفة آخر أو شخصية تاريخية في الإسلام اهتماما وشغفا بالحرية كما كان من يصنع الامام علي (ع)، فيما يلي تسطيرا لما بلغنا منها: يروى أنهُ قد جاء رجل إلى الإمام وهو في جمع من أصحابه فقال له: أنا لا أتابعك ولا أبايعك ولا أخرج معك في وقت ولا أصلي معك جمعة أو جماعة، فردّ عليه الإمام (ع) وأنا لا أجبرك على شيء من ذلك ولا أمنع عنك الفيء وأسالمك ما سالمت المسلمين. وفي رواية اخرى قال له الامام علي ع اجلس في بيتك وعطائك يصل اليك من بيت المال لا زال الناس مِنْك بأمان .. ،لم نسمع يوماً ما او نقرأ في التأريخ ان الامام علي ع أعلن الحرب او اعتدى على شخص او قام بتسقيط خصم له بدافع شخصي او كونه لم يقدم له الولاء والطاعة بل كان على العكس من ذلك تماماً بحيث لا يهمه ما يُقال عَنْه بقدر ما يهمه حقوق الناس وحفظ كرامتهم وعدم التجاوز عليهم بدون وجّه حَق مهما وان أختلف مَعَهُم او اختلفوا مَعَهُ في فكر او رأي ، كان المهم عنده مراعاة حقوق الناس على اختلاف ألوانهم وأشكالهم وانتمائهم ومذاهبهم وهوياتهم لم نسمع يوماً ان عليّا (ع) حرض محبيه او مواليه وانصاره او اي احد من اتباعه ضد شخصاً مَّا بسبب قضيةً ما او مشكلة شخصية . حيثً كانت الحقوق في دولته محفوظة ومكفولة للجميع على حدًّا"سواء دُون استثناء بما فيهم خصومه ومخالفيه ، في الرأي والفكر ، فالجميع في دولته محترم ويُحترم ، فأين نحن اليوم من شخّص علي بن ابي طالب ع ومفاهيم أفكاره النيره التي تأسست عليها ركائز الاسلام وحفظت حقوق النَّاس دون تميز بين طرف وآخر لماذا بَعضُنَا يريد ان يأكل بَعضُنَا الآخر على حساب خلافات شخصية مقيته وتناحرات سياسية وعرقية ومذهبية وطائفية هل هُو هذا اسلام مُحَمَّد (ص) وأهل بَيْتِه الاطهار" الذين بذلوا كل ما لديهم في سبيل إنقاذنا من الجهل والتخلُّف والانحطاط الفكري والاخلاقي. والاجتماعي لكي نكون أمة محترمة ومتحضرة ومتقدمة على باقي وسائر امّم العالم والدنُيا، تلك الامةً التي. أُريد لها ان تكون خير أُمَّةً أخُرجت للناس ، اين نحن اليوم من تلك المبادئ السامية والمعايير والاخلاق النبيلة الَتِي جاء بها فخر الكائنات مُحَمَّد وأهل بيته الأطهار عليهم السلام ، وَنَحْن ندعي الإسلام والانتماء لأهل البيت ع فإذا كنّا ندعي الاسلام فلابد ان نلتزم بما ألزمنا به اسلامنا وإذا كنّا ندعي غير الاسلام فلابد ان نحترم حقوق التعايش الانساني السلمي في ما بيننا، لأنه ليس من حق اي انسان ان يتدخل في حرية وُ خصوصية وحقوق الانسان الآخر وكَذَلِك ليس من المروءة والاخلاق ان يختلف الانسان مع طرف آخر بِسَبَب دوافع شخصية او تحزبية ومن ثُم يعلن عليه الحرب باستخدامه اُسلوب رخيص قائم على التسقيط و التهوين والتخوين لهم كونهم محبين لذاك الطّرف او مبغضين للطرف الآخر ماذا يعني ان يُهان انسان بِسَبَب حبه او انتمائه او ولائه لشخص ما او لطرف او معتقدًا مَّا والخ" أليس هناك حريّة لكل فرد في المجتمع قد كفلها الشارع المقدس والقانونين والانظمة الوظعية التي شرعهتا البشرية أليس من حق كل انسان ان يُعبر عن رأيه وافكاره ما لم تتسبب تلك الاّراء والأفكار في إيذاء الآخرين ماذا يعني ان يُشتم ويهان ويُعتدى على ذلك الانسان بدون مبرر سوى أنهُ حضر في مناسبة عامةً او اجتماع او حفل ديني او سياسي مكفول، دستوريا وقانونيا ،وأخلاقيا, واجتماعياً وعُرفيا ". ماذا يعني عندما تتحول السُلطة والحكومة ورجال الأمن الى أداة بيد فلان وفلان ليس لها القدرة على حفظ أمن المواطن الَّذِي يُهان وتنُتهك كرامته وتُسلب حقوقه امام مرئى ومسمع الجميع دون ان يكون هنالك رادع من قبل من كلُفوا بمهام حماية المواطن وَهُم يتقاضون مرتّب شهري من الدولة مُقَابِل اداء ذلك الواجب الوطني المقدَّس ماذا يعني ان تهدِّد ارواح الناس الابرياء في وسَط رجال الأمن وهم يتفرجون وكأنهم في حلبة ملاكمة او مشاهدة فلم سينمائي او ساحة كُرة قدم ، ماذا يعني ان تتعرض نساء طاعنات في السن الى كلام يندى له جبين الانسانية ولا احد يحرك ساكن ، ليذهب السياسي الفلاني والآخر الفلاني بخلافاتهم الى حيث يذهبوا لكن ما ذنب الآخرين وما علاقة اتباع فلان او أنصار فلان او محبين فلان هل هذه هي الحرية التي كفلها دستوركم وقانوكم هل هذه هي الدولة التي كُنتُم قد وعدتمونا بِهَا هل هذا هو الاسلام الذي تدعون الانتماء له وهل هكذا يكون الانتماء لعلي بن ابي طالب (ع) بربكم هل يجيز لكم دينكم قتل البريئ بجريرة المُذنب او المقصر او المخطأ , إذن على مَاذَا نحث الناس والمجتمع على الالتزام بالقانون واحترام القانًون والاحتكام الى القضاء ًفي خلالفاتهم إذا كنّا نتعامل بهكذا طريقة حوانية مفترسة يفترس فيها بَعضُنَا البَعْض الآخر وبهكذا اُسلوب رخيص لا يرتقي الى واحد بالمئة من مستوى ما ندعي من اسلام إذن ماذا تركتم للبعثيين الذين فعلوا ما فعلوا بِنَا حيث ارتكبوا بحقنا ابشع الجرائم الوحشية لكن عندما أنهار جبروتهم وطغيانهم الجميع أفتى بعدم التعرض لمحاسبتهم بصورةً عشوائية بما في ذلك مراجع وعلماء الدين والمشرعين لكي لا يختلط الحابل في النابل حَيْث لا يجوز ولا يحل لاي احد قتل احد ما لم تُثبت عليه التهمة وأدانه بالجريمة وكما أفتى بذلك سماحة المرجع السيد السيستاني وطالب ان تكون هناك محاكم مختصة بذلك ، كل ذلك كان من اجل ان لا تُراق الدماء وتنتهك الأعراض وتعم الفوضى ويحل الخراب والدمار ويعاث في الارض الفساد والانحطاط الاخلاقي والاجتماعي ويُقتل البريئ بجريمة وجريرة المذنب والمقصر والمخطا" الجميع يعرف كيف قتل الامام علي ع يوم قُتل في محراب الصلاة بعد ان امتدت عليه يد الاثم والعدُوان يُد أشقى الأشقياء الاٍرهابي عبد الرحمن ابن ملجم المرادي ، ورغم ذلك كَانت قيم الحرية والحقوق والكرامة عند الإمام علي(ع) حتى عند اقتراب اجله، حيث أوصى أبنائه وأهل بيته بعدم التمثيل بجثة قاتله عبد الرحمن بن ملجم، ومنحه حقوقه كإنسان ومسلم وأسير كاملةً غير منقوصة، وقد نُقل عنه (ع) في هذا الشأن. قال "أطعموه واسقوه مما تأكلون وتشربون واحبسوه فان عشت فانا أولى بدمي أعفو إن شئت وان شئت اقتص منُه وان مت فاقتلوه ولا تمثلوا به" وهو عبد الرحمن ابن ملجم المرادي قاتل الامام علي بن ابي طالب ع كل ذلك الفعل كان من اجل عدم إراقة الدماء وجر الناس لحروب واقتتال ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل ، لا يوجد على وجه الارض انسان وطني مخلص وشريف لا يقبل بمحاربة الفساد والمفسدين لكن عبر الوسائل المشروعة والأطر القانونية والانظمة الحكومية التي من خلالها تطورت دول وشعوب العالم وتأسست على أساسها مناهج ومؤسسات وحكومات تلك الدول التي حُفظت من خلالها حقوق وكرامة المواطن ،المفسد مُفسِد عندما يُثبت أنهُ فاسد والمجرم مجرم عندما يُثبت أنهُ مجرم والقاتل قاتل عندما يُثبت أنهُ قاتل ، وهكذا تسير الامور لكن ان نحارب من يُطلق عليه أنهُ مُفسِد او متهم بفساد دون دليل يُثبت ذلك سوى كلام يقولُه فلان وفلان او من منطلق الاهواء والمزاجات وفي مقابل ذلك نقف مع من هو اشد فسادًا فهذا ما لا ترتضيه وتقبل به"كل الشرائع والأديان السماوية على مُختلف انتمائاتها ومناهجها وأفكارها....................

الكاتب / عدنان المياحي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google