همسات فكر(112) - عزيز الخزرجي
همسات فكر(112)


بقلم: عزيز الخزرجي - 23-12-2016
ينتابك الدّهشة و الذهول و أنت تقرأ أفكاراً و معتقدات إستمرّت لردح طويل من الزمن و هي تتمتع بالسفاهة و الخرافة و آلظلم تجسد الشرك العملي و ليس النظري فقط, و الأعجب من ذلك انتشار تلك الأفكار في بقاع الأرض و إعتبارهاى من قبل مئات الملايين بكونها تمثل الإسلام المحمدي الأصيل!

و الأنكى من ذلك كله, حين ينبري "علماء" الضلال بتفسير تجزيئي مجحف ذات بعد واحد و مبتور و مادي شكليّ لآيات القرآن الكريم, بعيداً عن التفسير الموضوعي - الفلسفي, لتتوالى المصائب و القتل و الذبح على الأمة الأسلامية!

إنها كارثة عظمى و محنة المحن!
يُعتقد بها الكثير من المسلمين دون وعي أو فحص و تدقيق و بحث و فلسفة, لمجرّد أنْ يقال بأنّ هذا الرّأي و هذا الفكر أو الحديث صادر أو منقول عن الشيخ أو المرجع الفلاني أو علان الأماميّ ليُسلم بها الناس و كأنّ صاحب هذا الرّأي هو الله أو نبي مرسل من قبل آلله, هذا إذا لم يكن هو الله نفسه؟!

و نسى هؤلاء السّذج بأنّ الأنبياء و الرّسل أنفسهم كانوا يتعرّضون للإحتجاج و المعارضة و الخلاف و آلنقد من قبل عامّة الناس و أنكرهم, بل الله تعالى نفسه تعرّض للسؤآل و النقاش حين خلق آدم(ع) من أتعس خلقه و هو إبليس (لعنه الله)؛ بينما هؤلاء الرّموز المرجعية و الحزبية و السياسية يُؤخذ منهم مباشرةً و بكلّ تسليم و بمصادرة واضحة للعقل و التفكير و الفلسفة و التدبر الذي أمرنا بها الله تعالى في مئات الآيات و آلرّويات .

و أمثلة ذلك كثيرة في التأريخ و في كل المذاهب الأسلامية التي بعضها تعتبر قدرة و عظمة الأمام المعصوم(ع) بقدر عظمة و قدرة الله تعالى, و نكتفي بآلوهابية و أتباعها كأبشع مثال يُدلل على الغباء المقدس و التخلف و فقدان الوعي تماماً, حيث يقول شيخهم (إبن تيمية):
[رأيتُ رَبِّي فِي صُورَةِ شَابٍّ أَمْرَدَ، لَهُ وَفْرَةٌ جَعْدٌ قَطَطٌ، فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ ... شابٌ أمرد من دونه سِترٌ من لؤلؤ، رجليه في خَضِرةٍ، قدميه في خَضِرة...عليه حُلّة خَضراء...شاب مُوَقّرٍ فِي خَضِرٍ، عليه نَعْلانِ من ذهب، وَعَلَى وجهه فراش مِنْ ذهب ... شاب مُوفِر في خَضِر على فراش من ذهب في رجليه نَعْلان من ذَهَب ... شاب ذي وَفْرة، قدماه في الخَضِرة...](بيان تلبيس الجهمية - 7/194).

و آلحقيقة أن هذا البيان يُعتبر تلبس إبليس في عقل ابن تيمية الذي صار منهجاً لآل سعود و آل نهيان و آل عربان و حمدان و الحركات التكفيرية و من تحالف معهم من الترك و الديلم, و لهذا لا تعجب للذبح و القتل و الأرهاب في أمّة الأسلام العربية و من تحالف معهم من الهند و الشيشان و الأفغان التي تعتقد بأن لله جسماً و أبعاداً و أعضاء و جوارح و ألبسة و أحذية و قمصان ذات ألوان زاهية.
عزيز الخزرجي
مفكّر كونيّ
للتّواصل؛ عبر(المنتدى الفكري)؛
https://www.facebook.com/AlmontadaAlfikry



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google