إنها الحرب فلماذا كل هذا الاستغراب والاستنكار ؟! - مهدي قاسم
إنها الحرب فلماذا كل هذا الاستغراب والاستنكار ؟!


بقلم: مهدي قاسم - 23-12-2016
إنها الحرب فلماذا كل هذا الاستغراب والاستنكار؟!

غريب أمر البعض ــ كعمار الحكيم مثلا ــ و الذين يحتجون على تفجيرات عصابات داعش في الموصل و يستنكرون ذلك استنكارا شديدا !! ..
، كأنما هذه العصابات تتمتع بمصداقية صالونية أخلاقية أو مبدئية ، لكي تتحرج بسبب هذه الاحتجاجات و الاستنكارات أو تتهب قليلا ، بينما هي عبارة عن مجموعات حثالات من قتلة و سفاحين مهووسين بالقتل و سفح الدماء ، في الوقت الذي هي في حالة حرب مع العالم أجمع ، حيث مصيرها على محك زوال وانقراض محتملين ، كوجود ميداني مسلح ، ومن الطبيعي أن تلجأ عصابة إجرامية شرسة و مسعورة مثلها إلى الاستعانة بكل الوسائل القذرة ، بهدف إلحاق الأذى بالعدو حتى ولو على حساب قتل و إبادة كثير من مدنيين عُزل ..
مع العلم بأنه يمكن تحييد أو الأحرى تجريد هذه العصابات من أهم أسلحتها الوحيدة و المتجسدة بعمليات انتحارية بكثير من حيطة وحذر و إجراءات أمنية استباقية بغية إحباط و إفشال هذه العمليات الانتحارية قبل وصولها إلى أهدافها ، فضلا عن تطهير الجيش من أتباع النظام السابق المندسين و الذين يزوّدون هذه العصابات ضمن قطاعات الجيش ذاتها ، بمعلومات عن خطط الجيش الحربية وعن أوقات تحركات وحدتها و ألويتها العسكرية ويسهّلون عمليات اختراقها و مباغتها حتى من الخلف أيضا !..
فعلى سبيل المثال تفيد معلومات بأن عصابات داعش قد قامت بمهاجمة الجيش العراقي في الموصل بعمليات انتحارية من الخلف ، و هذا يعني بكل وضوح حصول هذه العصابات على معلومات وافية من داخل فصائل ووحدات الجيش ذاتها حيث يتواجد مندسون ضباطا أو جنودا ، و إلا فمن أين تعرف هذه العصابات عن أماكن تواجد الجيش العراقي و عن عدم حماية ظهره المكشوف و من ثم اختراقه بكل هذه السهولة ؟!..
فكيف يمكن أصلا اختراق و مباغتة جيش من الخلف وهو يقاتل مندفعا إلى الأمام ، حيث يفترض مؤخرته محمية بكل أمان ودقة وانضباط ..
فلماذا لم تستطيع لا عصابات داعش ولا جبهة النصرة و لا ذباحو نورالدين الزنكي ولا غيرهم في حلب من مباغتة الجيش السوري لا من المقدمة ولا من المؤخرة هذا ناهيك عن العاصمة دمشق ..
هذا دون أن نذكر سهولة و سرعة تحرير الجانب الأيسر من الموصل ــ حيث الاختلاط السكاني المتنوع والكاره في أغلبيته لعصابات داعش ــ بينما الجانب الأيمن لا زال عصيا بحكم التعاطف و التأييد الجماهيرين من بعثيين و نقشبنديين وغيرهم مع هذه العصابات..
فضرورة إلقاء أسئلة من هذا القبيل مهمة جدا جدا لتفادي مثل هذه الاختراقات والعمليات الانتحارية المباغتة والمتكررة في العراق باستمرار و بشكل دائم و كارثي فادح بخسائر الأرواح ..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google