الى الأحزاب الكوردية - ناظم امين
الى الأحزاب الكوردية


بقلم: ناظم امين - 24-12-2016
نحن على أعتاب عام ميلادي جديد. الأيام والسنين تمضي، لكننا مازلنا نراوح في مكاننا منذ عشرات السنين٠ خطوة الى الأمام وخطوة الى الوراء٠ لانعير أهميةً لقضية تقرير المصير واعلان الدولة الكوردية المستقلة٠الأعداء يحذروننا من الانفصال وهناك من الأكراد من يقول ان الوقت لم يحن لهذا الأمر٠ وهذه الاسطوانة ليست بجديدةٍ علينا٠ نسألهم: متى سيحين ذلك الوقت؟ ولماذا نحن الشعب الوحيد في العالم لانملك دولة؟ ماذا ينقصنا؟ لنا أرض ولغة وتاريخ وجميع مقومات الدولة٠ البعض يضع مصالحه الحزبية فوق القضايا القومية٠ والبعض الآخر وبدلاً من أن يعمل من أجل قضية شعبه، صار يعمل ضد شعبه إرضاءاً لهذا وذاك وتطبيقاً لاجندات الدول التي تخضع كوردستان لسيطرتها٠
لماذا لانفكر بأجيالنا القادمة؟ ولماذا لانؤسس لهم دولة؟ الى متى سنظل نرواح في مكاننا؟ ماذا ستقول الأجيال القادمة عنّا؟ هل ستسامحنا؟ لا بالطبع٠ ولماذا نفكر فقط في اليوم الذي نحن فيه ونترك المستقبل للمجهول؟ ألا يحق لنا نحن الأكراد أن تكون لنا دولة مثل باقي شعوب العالم؟ لماذا نقلل من شأننا وأنفسنا؟ ولماذا نتحالف مع من لايريد الخير لنا ويتآمر علينا ونكنَّ العداء لبعضنا؟
منذ عشرات السنين ونحن نضحي ونعطي الشهداء ونتحمل الويلات والمصائب٠ من أجل ماذا كل ذلك؟ الى متى يجب أن تروى أرض كوردستان بالدماء؟ ألا تكفينا المصائب التي عانينا منهاعلى مر التاريخ؟ كم حلبجة وشنكَال وأنفال نحتاج لنعود الى رشدنا ونفكر بجديةٍ في مستقبلنا؟ لماذا نتخوف من الاستقلال؟ لماذا نستخدم الازمة الاقتصادية التي يمر بها الاقليم والخلافات الحزبية ذريعةً لإفشال أو تأخير مسألة الاستقلال؟ الى متى سنظل مرتبطين ببغداد ؟
عندما ننادي بحقنا، يعادوننا ويحاربوننا على كافة الاصعدة ويقولون في نفس الوقت نحن شعب واحد ونحن شركاء في هذا الوطن!! لتكن لنا دولتنا ولهم دولتهم٠ لقد حان الوقت للاستيقاظ من نومنا العميق هذا والعمل بجدية من أجل كوردستان حرة، غير تابعة لهذه أو لتلك الدولة؟
لسنا بحاجة الى النفط ولسنا بحاجةٍ لنسبة ١٧ بالمئة من ميزانية العراق٠ فهناك دول متقدمة ومتطورة لاتملك النفط، لكنها تعتمد على الزراعة والصناعة٠ غبيٌ من يعتقد ان بغداد هي مفتاح حل القضية الكوردية٠ الحل بيدنا لابيد غيرنا٠ المطلوب ان نكون يداً واحدة ونترك مصالحنا الحزبية جانباً ولانخافُ الأعداء، وإلا فستتحمل أجيالنا القادمة ذنوبنا نحن وستلعننا٠ فالتاريخ لايرحم٠



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google