بقلم: مهدي قاسم -
25-12-2016 سوف تتحرر الموصل من جانبها الأيمن عاجلا أم آجلا ، ولن تبقى ذريعة بعد ذلك لعدم القيام بإصلاحات جذرية و شاملة ..
غير أن هذه الإصلاحات سوف لن تبدأ كخطوة جدية و صادقة ، لسبب بسيط إلا هو : عدم وجود ــ حاليا ــ رجال إصلاح أو رجال دولة حقيقيين و مخلصين ليبدوأ بالإصلاحات برغبة قوية و تصميم وعزم أكيدين ، انطلاقا من موقف مبدئي و سياسي و ضمن هاجس تاريخي و رؤية مستقلبية للبناء والتعمير والتحديث و التطوير ..
بينما جسد العراق قد أصبح ضعيفا و واهنا ، مثقلا بجراح نازفة و بأزمات خانقة من جميع النواحي ، فهو ــ حقيقة ــ أشبه بجسد من مصاب بمرض سرطان بحاجة إلى عملية راديكالية عاجلة لوقف التدهور العام و المطلق ، وكل تآخير يعني خسارة فادحة للوقت و فرصة لانتشار المرض نحو مساحات و مناطق جديدة و جديدة ..
إلا أن الأسوأ من كل ذلك هو التظاهر من قبل الساسة المتنفذين بعدم وجود هذه الأمراض الفتاكة ، أو إنها سوف تُحل تلقائيا أما بإرادة الله أو بقدوم المهدي المنتظر!! ..
فلِم الاستعجال والقلق ؟!..
، و بالتالي فأن كل شيء تمام و على أحسن ما يرام !!.
ففي الواقع إن كل جهد يُبذل لقرع أجراس الخطر و نواقيس الأنذار ، ليس له أي معنى ، ما دامت الأزمات ترواح في مكانها حينا ، لتصبح أسوأ حينا آخر ..
بل و حتى الكتابة نفسها لم تغد لها أي معنى أو فائدة ..
لإنها بكل بساطة لا تجد أذانا صاغية لها أو مجيبة ..
فأضحت المسألة كلها كمن يجلب الماء بالغربال ..