همسات فكر(113) - عزيز الخزرجي
همسات فكر(113)


بقلم: عزيز الخزرجي - 25-12-2016
الفرق بين آلحكمة و الفلسفة و الفقاهة:
الفقه شيئ و الحكمة شيئ آخر .. و قد إختلف (العرفاء) بكون (الحكيم) هو (العارف) أم العارف هو الحكيم, و نعني بآلتسمية (الصفة) و ليس (الأسم) إلا أن فلاسفة القرون الأخيرة توصلوا إلى معادلة مقبولة في تصنيف أهل العلم و الفقه و الحكمة و الفلسفة, و لعله مقتبس من تفسيرات الفيلسوف الحكيم (فيثاغورس)(1), حيث كان تصنيفه مقارباً إلى الترتيب التالي:
العالم الفقيه هي المرتبة الأولى؛ و آلمفكر, يأتي بآلمرتبة الثانية, أما الفيلسوف فهو المرتبة الثالثة؛ أما الحكيم فهو المرتبة الأخيرة ما قبل النبوة , و يشمل أهل الحكمة فقط, لكن ما هي المميزات التي يحققها الحكيم بآلقياس مع الدرجات العلمية الآخرى, هذا هو السؤآل الذي نريد الجواب عليه في همستنا الكونية هذه؟

قد يرتقى الأنسان مراتب عالية من الأختصاص في علم معين أو في مجموعة من العلوم , لكنه لا يصل درجة الحكمة مهما بلغ علمه ما لم يكن متديّناً بصدق, لكن لا آلديانة التقليدية و التطبع المعروف و المنتشر بين الناس خصوصا في بلاد العرب و المسلمين, بل التدين بدين المحبة و الوعي و العمق و الشفافية, لذلك من البديهي حين يعجز المؤمن التقليدي بلوغ الحكمة .. فإن الكافر أيضا محروم من نيل درجة الحكمة مهما إرتقى مدارج العلم و الأختصاص و بنى العمارات و الحضارات, سواءاً في علم (الأديان) أو (الأبدان), الحكمة بحاجة إلى مؤهلات تفوق الفقه و الدّراسات الحوزوية أو الأكاديمية المعروفة, لأنها قضية ذات بعدين أحدها يتصل بخالق الكون و الآخر بآلأنسان!
و من أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.
إنّ إنساناً أوتي كل علوم الفقه .. بل أوتي الدّنيا كلها؛ أوتي الملك؛ أوتي المال؛ أوتي المنصب؛ أوتي القوة؛ إستمتع بكل قواه, هذا كله عند الله قد أوتي خيراً قليلاً, لأنه محدود بإنعدام الحكمة معها, و ينتهي جملةً و تفصيلا بمجرد موت الأنسان, و أحياناً قبيل موت الأنسان بزمن, (قل متاع قليل) أو (قل متاع الدنيا قليل)!
بآلحكمة تُسعد بزوجة من الدرجة الخامسة؛ و من دون الحكمة تشقى بزوجة من الدرجة الأولى, بآلحكمة تسعد بدخل محدود, و بدون حكمة تشقى بمال كثير؛ بآلحكمة تسعد بأولادٍ عنيين, و من دون حكمة تشقى بأولاد نجباء, بآلحكمة تسعد بعشر بنات صالحات, و بدون الحكمة تشقى بعشر أولاد نجباء, لأن:
[من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا ًكثيرأً], و [و لما بلغ أشده آتيناه حكما و علماً].

باب النبوة مختومٌ بمحمد و آل بيته الأطهار عليهم افضل الصلاة و السلام, لكنّ
باب الحكمة مفتوح , فهل طرقه عباد الله أو حتى علماء الأمة رغم كثرتهم و كبر مدّعياتهم لأنقاذ الناس من المحن و المآسي و آلحروب بعد ما أصبح بعضكم لبعض عدوٍ!؟
و آلحكمة مباح و محمود من قبل الله تعالى, و هو السبيل الوحيد لنجاة الناس .
و مفتاحها الصّدق؛ ألصّدق مع آلذّات أولاً ثمّ مع خالق الكون و كلّ الكون ثانياً.
ملاحظة نقدية: إن كنت حقا لا تستطيع بلوغ الحكمة و هو ليس بشيئ هين على الأطلاق, ففي كل قرن قد يبرز شخص أو لا؛ [إذا كنت عاجزا على بلوغ الحكمة حاول أن تكون صادقا مع نفسك و زوجتك كي تخلق عالماً مثاليا ًداخل بيتك على الأقل].
عزيز الخزرجي
مفكّر كونيّ
للتّواصل؛ عبر(المنتدى الفكري)؛
https://www.facebook.com/AlmontadaAlfikry
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) للمزيد من التفاصيل حول التفاضل بين اهل العلم و الحكمة و الفلسفة و العرفان؛ راجع مباحثنا بعنوان:
[أسفار في أسرار الوجود].



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google