السيد "عبد الباري عطوان" تنطلي عليه دعوة خطيب "داعشي" يهدد بإقامة الولايات في الخليج!!؟ - سالم لطيف
السيد "عبد الباري عطوان" تنطلي عليه دعوة خطيب "داعشي" يهدد بإقامة الولايات في الخليج!!؟


بقلم: سالم لطيف - 26-12-2016
في مقال له اليوم – عبد الباري عطوان - على صفحته "رأي اليوم" في الفيس بوك في زاوية "كلمة رئيس التحرير" تحت عنوان {لماذا هدد أحد خطباء "الدولة الإسلامية" فجأة دول الخليج.. وتوعد}.. وهذا الـ "أحد خطباء"!! كان في أحد جوامع "الموصل" كما ذكر السيد عطوان! وبنى على "خطبته" العصماء! مستقبل المنطقة وإمكانية "الدولة الإسلامية"! - كما يفضل وصف عصابات القتل والحرق والغرق! والسرقة والإعتداءات الوحشية والقتل الجماعي والدفن أحياء والقيام بالسرقات وابتزاز المواطنين- كل تلك الجرائم الوحشية البشعة لا يذكر منها شيئاً في كلمته!! بل يكاد يهاجم كل مَنْ يصف هذه العصابات المأجورة بالدواعش!...



ثم ينتهي السيد عطوان بأن لا أحد يستطيع هزيمة "الدولة الإسلامية" سواء كان هذا الأحد "أميركا" أو "تركيا" أو "العراق" أو "سوريا" وإن الأحداث الأخيرة في سوريا والعراق لا تشير إلى هزيمة "الدولة الإسلامية"! بل إلى قوتها وقدرتها على "البقاء والتمدد"! والتأثير والتهديد بإقامة ولايات إسلامية في الخليج "العربي"!



لا أدري هل يكتب السيد "عطوان" هذه الأيام وهو في حالة صحية جيدة أو ربما تصيبه وعكات الكبر أحيانا ليكتب مثل تلك الكلمات الافتتاحية!. التي لا يستطيع خلالها قراءة ما يجري قراءة صحيحة صحية! .. فليس من المعقول أن يعتبر ما يسمى بالدولة الإسلامية بأنها دولة حقا بكل مكوناتها وهذه العصابة هي مجرد مرتزقة مأجورين وهو يعلم علم اليقين مَنْ كان وراءهم وكيف لملموهم وجلبوهم من دول عديدة وسلموهم إلى أردوكان للتدريب والتأهيل والتسليح ثم التوزيع حسب الطلب في المنطقة وفق مخطط شارك فيه الصهاينة والأتراك لتوريط أردوكان لإضعافه ثم القضاء عليه كما حدث لصدام حسين! لأنه أصبح يشكل خطراً على أوروبا وبعد ذلك أميركا!! أما التمويل فقد تعهدت به مملكة الشرالوهابية وشارك الأردن ببعض المهمات! التي لا تجلب الانتباه ومنها تسلل المخربين!!.



أما ما يجري اليوم يا سيد "عطوان" وبعد سلسلة من الأحداث والتطورات في هذا المخطط الذي أحبطه في الوقت المناسب والحاسم السيد "فلاديمير بوتين" – المُخَلِّص – فإن الأمور تجري هكذا: أميركا تحاول الإبقاء على بعض قيادات "الدواعش" إضافة إلى الأكراد بكل أنواعهم لكبح جماح أو اندفاع "رجب أردوكان" لما صوروه له ممكناً في احتلال أراض ومناطق في العراق وسوريا!! لدفع الأكراد وخاصة البي ك ك إلى العمق السوري والعراقي الذي أصبح اليوم مستنقع بالنسبة للأتراك! وزاد الطين بلة! بدلا من تجفيف "المنابع"!! .. وسار وراء سراب هذا الأمل ووقع في الفخ الآن! ويسعى للتخلص منه بالتعاون مع الروس! على أمل التصدي للأكراد ومنعهم من التمركز بل القضاء عليهم قدر الإمكان مقابل تسهيل مهمة الروس في "حلب"! وهذا أمرٌ معروف للجميع!.



وأما ما وصَفْتَهُ بالإخفاقات في العراق وفي معركة تحرير الموصل والخسائر "الفادحة" التي تحملها الجيش العراقي والحشد الشعبي فهو بسبب عدم رغبة أميركا في القضاء على عناصرها من الدواعش وبعض قادتهم! بل تسعى إلى دعمهم في الخفاء للتصدي لقوات الجيش العراقي وفرقه التي اكتسبت خبرة واسعة وسمعة جيدة وحققت انتصارات سريعة وأصبح الجيش العراقي والحشد الشعبي خطراً يهدد حلفاء أميركا وخاصة إسرائيل التي يقلقها ما يحققه الجيش العراقي من انتصارات وما يتمتع به من قوة وبأس يخشى منه في المستقبل المنظور! لهذا السبب تعرضت بعض وحدات من الجيش العراقي هجمات معاكسة شرسة وتعرض لاستنزاف منظم! حتى لا يخرج من معارك تحرير الموصل قويا معافى بل يخطط له أن يخرج منتصراً انتصاراً مخطط له ولكنه منهك ومجروح! ويطلب مساعدة أميركية أكبر لتبدو أميركا والحلفاء أنهم الورقة الحاسمة والضرورية؛ بعد أن يسمح لما تبقى من الدواعش أن يخرجوا منها بحماية أميركية وبأسلحتهم للزج بهم في معارك سوريا المتعددة الجوانب وربما يعيدوا احتلال "حلب"! أو يحققوا أو يضمنوا مصالحهم أو بعض مطالبهم بالتفاهم مع الروس مباشرة هذه المرة!.



أما الجانب الآخر من هذه "الخطبة" والتلويح بإقامة الولايات في "محميات الخليج"! فهي مقدمة وتمهيد لمرحلة حكم "ترامب"! وتحضير الأذهان لدى أشباه الرجال في محميات الخليج بأن ما صرح به "ترامب" من أنه سوف لا يتعهد بحماية حكام الخليج من دون أن "يدفعوا" وإلا فعصابات "الدواعش" قادمون أو "الدولة الإسلامية" كما يحلو للسيد عطوان وصفهم!.. بعد أن تنتهي مهمتهم في سوريا والعراق فهم سيزحفون ويتمددون لإقامة الولايات بدل الإمارات!! إذا لم يدفعوا الجزية وهم صاغرون.. نتمنى أن يكون ذلك حتى يدفعوا ثمن الدماء التي تسببوا في إراقتها في بلداننا إرضاء لأميركا وإسرائيل على حساب الإسلام والمسلمين.



تلك هي حقيقة "دولتك الإسلامية" يا سيد عطوان .. مجرد عصابات مرتزقة مأجورة تتلاعب بهم وتوجههم إرادات خارجية وليس لديهم كيان مستقل ولا إرادة حرة ولا إمكانيات مادية أو تسليحية تنزلها الملائكة عليهم من السماء؛ ومن بين تلك العصابات عناصر تكتشف حقيقة الغدر بهم والكذب عليهم ثم يتمردوا على "أسيادهم"و يقومون بأعمال إرهابية انتقامية في هذا البلد أو ذاك وهؤلاء تحت السيطرة في أكثر الأحيان.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google