تسوية تاريخية بمطبات بعثية عويصة و شائكة .. - مهدي قاسم
تسوية تاريخية بمطبات بعثية عويصة و شائكة ..


بقلم: مهدي قاسم - 27-12-2016
قلنا مرارا وتكرارا أنه : لا يبني أو يشيد دولة إلا رجل دولة ..
أو رجال دولة إذا وجُدوا إطلاقا .
و هذا ينعكس أيضا على أمور وشؤون آخرى ، كتسويات تاريخية أو أشياء من هذا القبيل ..
فهناك أمثال عديدة ولعلها على رأسها مانديلا ـــ كمثال تاريخي قريب ــ الذي عقد تسوية تاريخية مع العنصريين البيض ، و وضع أسس دولة ديمقراطية حديثة و ذات مؤسسات قانون مدنية ، ومن ثم سلم السلطة والحكم لغيره ، ليبقى هو نزيها نظيفا و مخلصا لأفكاره ومبادئه و عقائده التي كافح من أجل تحقيقها وتجسيدها وترسيخها في جمهورية جنوب أفريقيا ..
و لأنه كان صاحب رؤية تاريخية كان يعمل من أجل المستقبل ، و ليس تكريس الماضي التليد بظلامه المجيد !! ..
علما بأنه لم يكون عنده مزاعم وتظاهرات أو استعراضات ذات مفاصل" قدسية أو " مقدسة " ..
فقد أدرك بأنه بدون حل عقدة و معضلة العنصريين البيض ــ بشكل من الأشكال ــ حلا نهائيا و جذريا شاملا ، لا يمكن ضمان الاستقرار في بلده المضطرب آنذاك ..
بينما عندنا في العراق تُركت مشكلة البعثيين معلقة و سائبة ، دون إيجاد لها أي حل يُذكر ، لا بوسائل ديمقراطية و قانونية وضمن إجراءات تأهيل و اندماج ممن لم يجرموا بحق الشعب ، ولا بأعمال قمع وتصفيات شاملة على غرار ما حدث في أوروبا ضد النازيين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، و التي أدت إلى تنظيف أوروبا من النازيين تنظيفا كاملا و شاملا !..
و هكذا بقي البعثيون ـــ بعد سقوط نظامهم الدموي ــ مصدر و عوامل أضطراب و أوكار عنف و عقد تحالفات مع تنظيمات إرهابية وافدة ، وهنا يجب القول بأنه لولا تعاون وتحالف البعثيين مع هذه القوى الإرهابية لما تصاعدت في العراق أعمال العنف والإرهاب مؤدية إلى مقتل عشرات الآف أشخاص من أناس مسالمين سنويا ، ومنذ عشر سنوات و حتى الآن ، طبعا بتواطؤ و تفرج من قبل زعماء " الأحزاب الشيعية " الحاكمة و الفاسدة والمستفيدة من الصراع الطائفي ..
فمن الغباء السياسي الفادح الاستهانة بقوة البعثيين ومكائدهم و ذلك بدغدغتهم بما يسمى بقانون الأجتثاث المضحك و ثم تركهم يصولون ويجولون إرهابا و عنفا على هواهم وكيفهم ومزاجهم على لا طول العراق و عرضه ..
لذا فأن أية تسوية أو مصالحة تُقدم يجب أن لا تستثني أو تتجاهل إشكالية البعثيين في العراق ، وخاصة إن هؤلاء البعثيين تماثلوا مع طوائفهم و مكوناتهم بحيث أي مساس بهم يعد مساسا بالطائفة ذاتها ، ولا يتوقفون عن مكائدهم ومؤامراتهم وغدرهم طالما هم أحرار و خارج السلطة ..
هذا .......
إذا كانت ثمة جدية في طرح مثل هذه المشاريع لتسويات مرحلية أو تاريخية !!..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google