مقتدى الصدر في الخضراء لا فاتحا ولا محررا - ثامر الحجامي
مقتدى الصدر في الخضراء لا فاتحا ولا محررا


بقلم: ثامر الحجامي - 27-12-2016
بعد سبات طويل, تلا اعتصامه في الخضراء, ونصب خيمته فيها, ثم اعتزاله العمل السياسي واعتكافه, خرج علينا مقتدى الصدر, في المنطقة التي كان يسميها الغبراء.

وعودة للوراء, لاستذكار اخر مشاريع مقتدى الصدر, الذي سبقته مظاهرات واحتجاجات, في ساحة التحرير, ودخول المتظاهرين للمنطقة الخضراء, واعتدائهم على بناية البرلمان واعضائه, ثم اعتصام الخيمة, والذي انتهى بمشروع الظرف المغلق,والذي كاد ان يطيح بالحكومة والبرلمان, وربما بالعملية السياسية برمتها.

فما الذي جعل مقتدى الصدر, يتنازل عن كل تلك الخطابات الرنانة, التي شحن بها جمهوره, من قبيل (شلع قلع ), و(كلهم حرامية ), ويأتي الى رئاسة الوزراء, ليجلس مع العبادي ؟,هل هو شعور بفقدان الدور السياسي, أم هو مشروع أخر, كالمشاريع السابقة؟ .

ورغم ان اللقاء, تضمن إعتذارا من مقتدى الصدر للعبادي, وعدم رضاه عن احداث البصرة, في الوقت الذي كان يجب توجيه الاعتذار, لحزب الدعوة وامينه العام, إلا انه حمل في طياته, اتفاقات سياسية اخرى, كشفت عنها الاحداث التي سبقتها.

فما يتعرض له محافظ بغداد, من عملية استجواب, وربما إقالته, وكذلك المشاكل التي تجابه محافظ ميسان, والتي دعت مقتدى الصدر, تحريم التدخل في عمله !, والتي جاءت ردا من دولة القانون, عن ما تعرض له زعيمها نوري المالكي, من مظاهرات في ميسان والبصرة, كلها جعلت الصدر, يدخل المنطقة الخضراء.

لاشك ان فقدان, مقتدى الصدر للزعامة السياسية, التي كان يطمح لها, وتتغنى بها جماهيره, خلال الفترة الماضية, وما طرأ من تغيرات, على زعامة التحالف ومأسسته, أجبره على العودة للمعترك السياسي, والظهور اعلاميا بطريقة جديدة, لاحظناها خلال لقائه, مع العبادي.

فقد تعودنا من مقتدى الصدر, الحماس الذي يصل الى الانفعال, ومهاجمة الشركاء والعملية السياسية برمتها, ولكنه خرج في اللقاء الصحفي, الذي اعقب هذا الاجتماع, بأريحية وابتسامة, ربما تدل على حصوله على مبتغاه, بعدم اقالة محافظي التيار الصدري.

وبالتأكيد؛ إن جميع الكتل السياسية, تفكر بمرحلة ما بعد داعش, وان يكون لها دور سياسي فيها, وهذا ما جعل العبادي ومقتدى الصدر, يطرحان مشروعا جديدا, عنوانه "المصالحة المجتمعية ", بعيدا عن ما يتبناه, التحالف الوطني ويسعى له, من تسوية سياسية شاملة.
بالمحصلة؛ فأن مقتدى الصدر عاد الى الخضراء, ليؤكد للسياسيين, انه لازال لاعبا في الساحة السياسية, وانه يجب ان يكون له دور في ما يجري, ولا نستغرب في الايام القادمة, من حصول لقاء له, مع المالكي وبرعاية العبادي, فقد تعودنا ذلك, في الولايتين السابقتين



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google