بقلم: نعيم عبد مهلهل -
28-12-2016 1
حين تحترفكَ الأشواق وتصبحُ معكَ القميصُ على جسد ، وتصير الذكريات صحن لشوربة العدس ، وموسيقى المُلايات سمفونيات سبابا جمهورية السيد زينب وصابئة جرمانا .
ينحني الموسيقي بتهوفن احتراما لهم .
لقد عرفنا متآخرين أن بين الصابئة فقراءٌ معدمين .
ومنهم راجي الذي درجته في إمتحان الرياضيات كل عام مئة بالمئة.
هذا ليس أسطرة لطائفة .
أنما هم مثل لحية ماركس .
يتساوى صوت المشط فيها .
وخلسة امهاتنا يشترين ثياباً مقلمة لراجي .
وكأنه أبن لزكريا كما يحيى.
وفي النهاية .
تلك البلاد البعيدة هي من تقبلها الآن انجيلا جولي من خدها.
2
عند نهاية البيدر نسمعُ زغاريد القمح.
وفي بداية سوق الصاغة ستكون هناك العروس هاشمية .
تتغندج في مشيتها الموسيقية وهي تعلم أن رنة أسوارة الذهب تشبه اللهجة الجلفية لسكان غرناطة .
سأتذكر الآن وأنا في أوربا بطاقة تموين التسعينيات .
كان بعض المندائيين يهدونها لعابري السبيل.
لهذا .
في توقيت البندول لدمعة غاليلو.
هناك معلم رياضيات في مدرسة السيف
إذا أتى درس الأسلامية .
قرأ سورة الاخلاص
احتراما لمشاعر بابا الفاتيكان اتجاه شيخ الأزهر.
نسيت أسم المعلم .
ولكني لن انسى أن نادية لطفي هي من تبادلت القبلات الساخنة مع عبد الحليم في ابي فوق الشجرة.
3
أجيء من تلك الأيام
أنا أبن بطوطة .
ومن هم حولي جيراننا المندائيين .
معهم أيضا اللاعب الارجنتيني (ميسي ) ووكيلة الحصة التموينية.
وكيل مادة الطحين ليس معهم.
هو يمشي سيرا على الاقدام للوصول الى كربلاء
هذا الجمع الروحي
مثل كيس الدراهم في جيب أبي.
كلما يرن .
الكنزفرا زهرون يفتح باب المندي.
المسلمون اول من يدخل لقراءة الفاتحة على روح الشيخ المندائي عبد الكريم فرحان.
4
ذلك الضوء .
وتلك المراية .
وهذا الكاهن البوذي الذي اتى يسكن قضاء الكحلاء
تلك الأم الصابيئة الطيبة.
لاتعرف مثل بقية النسوان .
كيف تُصوت حين اتى ولدها شهيدا من الحرب.
ذهبت الى وسادته .
ورسمت وجه أبراهيم وزقورة أور .
ثم قررت ان تهاجر وأولادها الاحياء الى أوسلو.
تلك بعض معاضل التأريخ في الدستور الفرنسي
أن يكون ديغول اسما في بطاقة التموين وقد ارتدى الرسته.
5
أحتفلت بيوم ميلادي وأنا في غربتي.
أسمع صوت فيروز
وأسمع طفولتي ...
تذهب الى سوق الخضرة.
لتقول للمتسوقين : كلٌ له عطره.
ضحكنا .
لاننا نعرف .
المسلم مسلم
المندائي مندائي
اليهودي يهودي
المسيحي مسيحي
كلٌ بالفطرة ...
ونعرف ايضا ان تايتانيك غرقت في البحر قطرة قطرة..
أيها المندائيون
ليس سفسطة ما أكتبه الآن.
أنها خواطركم المكبوتة..!
6
في النهاية .
سأذهب الى تلك الذكريات .
روحي هناك...
سبع شوارع لها
وفي كل شارع عشرين بيت
إذن هم في التعداد مئة واربعين عائلة.
الكل مندائيون
لكل وكيل المواد الغذائية مسلماً.
دوسلدورف 26 ديسمبر 2016
