عودة الى الازمة وقد أنشبت اظفارها بساسة هرعوا يُسَوون خلافاتِهم تحَسُبا لما بعد داعش. - أ.د. عبدالحميد العباسي
عودة الى الازمة وقد أنشبت اظفارها بساسة هرعوا يُسَوون خلافاتِهم تحَسُبا لما بعد داعش.


بقلم: أ.د. عبدالحميد العباسي - 28-12-2016
تسوية ماذا؟ انتم لم تفعلوا اكثر مما فعله المسلمون في *أحُد* هم انقضوا على ما ترك المشركون من غنائم وتركوا الساحة للعدو وانتم كان لكم العراق غنيمة
وتركتم الشعب فريسة للاعداء والمارقين. تقولون لا غالب ولا مغلوب. نعرف من هو الغالب هم ابناء العراق الغيارى فهلا بصرتمونا بالمغلوب. غلبت داعش فهل ستنفتحون عليها ايضا ام انكم تقصدون الدواعش حلفائكم في العملية السياحية اقصد السياسية.

تقولون لا تفاوض مع ازلام العهد السابق, لماذا هل لأن الاقطاب المتشابه تتنافر؟ قانون العفوا العام لا يختلف عن العقوبة الجماعية فكلاهما يساوي بين المجرم والبريء. وبعد ان تضع الحرب اوزارها وتنتهي مسرحية داعش التي فشلت كل دول العالم في القضاء عليها ردَحا من الزمن إإإ سيعود الجندي والحَشدي والشرطي الى اهليهم ولكن بدون اخوة رافقوهم عندما هبّوا جميعا لحماية الشعب والوطن. ستقول لكم الثكالى وتقول الارامل ويقول الايتام اين احبتنا؟ لماذا لم يعودوا ويقول لكم الجند لقد دفعنا بدمائنا ثمن خياناتكم ايها الساسة. لقد حققنا نصرا, نحن فقط الحريصون على حمايته. انتم تريدون ان تسرقوا نصر شعبنا وتتقاسموه مع العدو المغلوب.
لم تكن هناك داعش قبل ان تتكالبوا على النهب والكسب الحرام والعمالة لدول الجوار (الجَور) وغيرها. وتريدون اليوم عودة القديم الى قِدمه. نحن نعلم انكم مأزومون وان الارض تضيق بكم بما وسعت. *قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل واذا لا تمتعون الا قليلا* صدق الله العلي العظيم
اقرأوا ما لا تعرفونه عن الأزمة التي انتم فيها وهل تعرفون شيئاإإ.

الازمة
ربما كانت كلمةُ *الازمة* اكثرَ كلمة يتداولها الاعلام وتَرِدُ في لغوِ السياسيِّن (اللغو كلام ليس فيه قول) وهم يستعملونها مُرادفا لاشتداد التوتر وزيادة المصاعب وكثرة التحديات ونُدرة الحلول ولو ان هذه كلها قد تشكل ارضية مناسبة لوقوع الازمة ولكنها قطعا ليست هي الازمة, فما هي الازمة إذن؟

الازمة نفسُها كظرفٍ آنيِّ, تبدأ عندما تساور المرء الشكوك في قدرته على مواجهة ما يُحدقُ به او التحكم في مَجراه, اكان ذلك نازلة ام ظرفا غيرَ مُحتَسب أو إرتيابا بمَن أو بما جاءه من مَعلومة خطيرة.

ولكلمة الازمة مُرادفاتٌ منها: المُفترق والمُنعطف والمِفصل ولحظة الحسْم. ةكلها تشير الى ما تفعله الازمة من تغيير الحال الى نقيضه: البندقية الى غَصنِ زيتون والصُمودُ والتصدي الى خوار واستكانةٍ والمُحرم الى حَلال.

يمكن إستشفاف مفهوم الازمة ( crisis) من معنى هذه الكلمة في اللغة اللاتينية إذ انها مشتقة من الكلمة crucible و معناها *البودقة* وفي البودقة تُصهَر
الاشياءُ لتصبَ الى ما يُراد لها من اشكال. والى هذا جُندَت الازمة منذ اقدم الازمان: ترويض الفرد وكسر
إرادة الجماعة ( شعبا كانت ام امة) وجعلها سليبة الارادة والفرد مِطواع لدِن. وهذا هو الغرض من إدخالنا في ازمة (بودقة) تِلو أخرى لإمرارِ ما كان إمرارُه صعبا او مُحالا وقد راينا كيف تفننت الفئات اياها في خلق الأزمات لابتزاز الحكومة مرّاتٍ منذُ التفيير والى الآنَ.

إن وقع الظروف القاسية على الفرد لا يعتمد فقط على عِظمِها, سَطوتِها ومَداها, بل كذلك على قرائته لها وعلى بُنيانه النفسي والمَعرفي ودرجة تماسِّه بالاحداث وفهمها على ضوء احداث مقاربة وإلمام بحركة التاريخ.

بمَن تنشبُ الأزمة اظفارها وتحقق ما جُنِدَت من أجله:
اولا. عموم الشعب. ظلَّ شعبُنا خلال عقودٍ من الزمن, في حَيرة من امره, يُدرك انه امام تحديات لا ردَّ لها, شدة لا تنفرج ووهن وهوان, فكانت ازمة مزمنة حققت أهدافها وصار الشعبُ سليب الارادة, سهل الترويض, ردودُ فعلهِ محسوبة وإنقيادُه تحصيلُ حاصل.

ثانيا. مراهقو السياسة وقادة الصُدفة الذين وجَدوا انفسَهم, على حين غِرَّة, في ميادينَ, دون نضوج ولا إعداد, يتلفتون يمينا وشمالا, لا خبرة يُعوِلون عليها ولا
مشورة يستمعون اليها وقد بلغ بهم الغرور ان حسبوا انهم بمواقعهم جديرون. بمثل هولاء أبتلي العراق *الجديد* وصارت إطلالة العراق على العالم كالحة الوجه دَعِيِّة. أولائك هم مادةٌ لفعلِ الأزمة, سَهلة.

مَن هم مَن لا تنالُ الأزمةُ مِنهم - هم فِئة ذوي الأمر:
اولا. نوع وهُمْ كُثر, لا يَهمُه إلا شأنُه وقد ضمنَه منذ البداية, ثمن التآمر على وطنه و – أو راتب تقاعد مُجز, فلا خِشية ولا حَيرة, لا يَحسُّ ولا يتحسسْ أو يكترث فبينه وبين الازمة بون.
ثانيا.ٍ فريق آخر وهم قِلة, قادرون على التحكم في الاحداث وهي لا تتحكم بهم. تعودوا الصبر وقراءة ما يدور حولهم ووضعوا خبرتهم فيما فات لفَهم ما هو آت. وما داموا يعرفون ان الامر لن يفلت من ايديهم, فسيظلون عَصِّيين على الأزمة ومراميها.

والأزمات كالمنايا مَن تُصِب تُمِته أو تُبقيه ذليلا. ومَن تصدى لها وانتصر بلغ من العلياء كل مقام ولكنها في كل الاحوال لا تنحسِر الا وقد تركت على ضحاياها ندباتٍ في النفس وفي السلوك وعافت خلفها حسراتٍ
وآلامَ. وعلى الوجه تجاعيدَ وعلى الشَعر إنحسارا. بيد ان شيئا من هذا لا يصيب الطارىء والسفيه.

منذ سنوات وانا ارقبُ الازمات وهي تتسلل الى البعض وتفعل فعلها فيهم وفي الدائرة مِن حولهم كبُرت تلك الدائرة, ام صغُرت. والسؤال:

بم تتوسل الازمة كي تصل الى غايتها في التطويع وكسر الإرادة, تلك هي آلية بايولوجية مدهشة تناولها وامثلة لأزماتٍ معاصرة, سيكون مَكانُها في حلقةٍ قادمة.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google