مَنْ يَنْسَى؟ مَاذا؟! [٢] - نــزار حيدر
مَنْ يَنْسَى؟ مَاذا؟! [٢]


بقلم: نــزار حيدر - 29-12-2016
مَنْ يَنْسَى؟ مَاذا؟!
[٢]
نـــــــــزار حيدر
كنتُ في زيارةٍ [تاريخيَّةٍ] الى مدينة النّاصريّة مركز محافظة ذي قار [أصل نشوء الحضارات] لأكونَ صدفةً شاهد عيان على ذلك الاستقبال [التّاريخي] الذي حظِي به رئيس الحكومة السابق والقائد العام السابق للقوّات المسلّحة، من قبل مجموعات كبيرة من الأهالي أَغلبهم من الشّباب الذين لم تتجاوز أعمارهم العقد الثّالث من العمر، ما يعني أَنّهم لم يكونوا يبلُغوا الحلُم عندما سقط نظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين في التّاسع من نيسان عام ٢٠٠٣!.
وبذلك فليس من واجبهم ان يتذكَّروا الزّمن الأغبر الذي مضى، كما أَنّهم ليسوا مُجبَرين على المُقارنة بين زمنَين، لانّهم فتحوا عيونهم في هذا الزّمن الأغبر! عندما استيقضوا صبيحةَ أَحد الأيّام ليصدمهم خبر ذبح أَكثر من [١٧٠٠] من أَقرانهم وإِخوانهم وجيرانهم وأصدقائهم في [سْبايْكَر] في عهد الموما اليهِ بسببِ غفلةٍ مِنْهُ او عن تغافلٍ وسوء إِدارة وفساد وفشل في المؤسّسة الامنيّة والعسكريّة التي كان يُديرها نجلهُ الأَكبر بالنّيابة عنه وعن طريق بيع وشراء المواقع الاولى في هذه المؤسسة السّياديّة الخطيرة، من دون ان يعرفوا حقيقة ما جرى في ذلك اليوم الدّامي الى الآن! وهم الآن بانتظار ان يُشاركوا في مراسيم تشييع ودفن الشُّهداء الأَبرار!.
إِنَّهم، إِذن، تظاهروا ضدَّ زيارة الموما اليه الى مدينتهِم المنكوبة في العَهدَين الأَغبر الاوّل والأَغبر الثّاني ليذكِّروه بواجباتهِ إِزاء أُسر شهداء [سْبايْكَر] لا أَكثر ولا أَقلّ!.
مع ذلك، فلقد كانت أَبواق القائد الضّرورة جاهزة لإطلاق أَقذع التُّهم ضدّ المتظاهرين! أقلها أَنّهم ينفِّذون أَجندات خارجيّة وأنّهم من أيتام الطّاغية وأنهم خارجين عن القانون! والى غير ذلك من التُّهم التي يواجهها المتظاهرون ضدّ الطُّغاةِ على مرّ التّاريخ، كما يحدّثنا القرآن الكريم في صورة مشابهةٍ بقولهِ {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}.
كان من الطبيعي جداً ان نسمع هذه الابواق تتحدّث بهذهِ الطّريقة، فَلَو كان المتظاهرون قد ردَّدوا شعار [بالرّوح بالدّم] لكانت نفس هذه الأَبواق نعتتهم بقول الله تعالى {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} أَما وأنّهم واجهوا [مُختار العصر] بشعاراتٍ معاديةٍ وهو الذي سَمِعَ في نفس هذا المكان قبل عدّة سنوات ما تطربُ له الآذان وتنتعشُ به الرُّوح ويتضخّم بسببهِ التجبّر والاستبداد ومقولة فرعون {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ} من المديح والثّناء والاطراء بعد ان وزّع المال والسِّلاح والمناصب على بعضهِم! لدرجةٍ انّ النَّشوة التي أَصابت الرّوح من شدّة الإطراء أَنستهُ موقعهُ الرّسمي ليُطلق مقولتهُ المشهورة [بعد ما ننطيها] فلا ينبغي أَن يمرّ مثل هذا الموقف [المُعادي] مرورَ الكِرام، فهو نوعٌ من أَنواع الكُفر بأنعُم الله تعالى لا ينبغي ان يمرَّ من دونِ عقابٍ!.
وبالفعل فلقد ظهر في اليوم التّالي أَحد اأَابواق المستفيدة من الفساد والفشل من على إِحدى القنوات الفضائيّة، تابعتُ حديثهُ عن طريق الصُّدفة، ليهدّد المتظاهرين المعتدين المتجاوزين بصولةِ فرسانٍ جديدةٍ لا تُبقي ولا تذر، بماذا؟ اذا لم يعد صاحبهُ قائداً عامّاً للقوّات المسلّحة؟! أضاف بالسِّلاح الجاهز الذي سنوزّعهُ على مُحازبينا وأَنصارنا وعشائرنا اذا اقتضت الضّرورة!.
وفي زلّةِ لسانٍ [تاريخيّة] اعتبر [البوق] انّ كل فصائل الحشد الشّعبي هي ليست أَكثر من ميليشيات مسلّحة! وهي نفسها التي طالما ادّعى الموما اليه انّهُ هو الذي شكَّلها من قَبْلُ حتّى قبل إِعلان فتوى الجهاد الكِفائي من قِبَلِ المرجعِ الأَعلى! رافضاً تسميتها بالميليشيا!.
*يتبع
٢٩ كانون الاول ٢٠١٦
لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google