استعادة حلب... وضياع الحس الانساني في متاهات الطائفية. رد على مقالة د. عبد الخالق حسين - مؤيد راعي البله
استعادة حلب... وضياع الحس الانساني في متاهات الطائفية. رد على مقالة د. عبد الخالق حسين


بقلم: مؤيد راعي البله - 29-12-2016
في مقاله نشرت على صفحة صوت العراق الإلكترونية بعنوان استعادة حلب.. انتصار بطعم الهزيمة، لاحظ رابط المقاله للدكتور عبد الخالق
http://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=220527#axzz4SYke1mC9
وهي مقاله متناقضة الى حد ما، فمن ناحية فيها نقد للنظام السوري وهذا ايجابي طبعا ومن ناحيه أخرى دفاعا عنه وجاء فيها .. انتصر الشعب السوري وحلفائه على أعداء الإنسانية..الخ. السؤال هو.. كيف انتصر الشعب السوري ونصفه نازح ومهجر اما داخل سوريا او في دول الجوار اولاجئ في الغرب الأوربي والنصف الاخر يرزح تحت نظام بعثي وفاشي والذي ليس له مثيل الا في عراق البعث سابقا ونحن العراقيين عانينا كثيرا من جرائم هذا الحزب الذي حكم العراق وسوريا منذ عام 1963 وتخلص العراقيين منه عام 2003عندما أسقطت أمريكا صدام. وعندما انتفض الشعب السوري 2011 سلميا على هذا النظام ورفع المتظاهرين شعارا (سوريا بدها حريه)، قمعت السلطه البعثية الاسديه هذه التظاهرات بالنار وادعت بانها طائفية اي انها سنية وكان هدف النظام من هذا الادعاء هو حرف مطالب الجماهير السياسية بالحريه الى انتفاضة طائفية، وطلب المساعده من ايران وحزب الله في لبنان وشيعة العراق واستعداء دول المنطقة السنيه مثل تركيا والسعودية وقطر بحجه حماية السنه وجعلها حرب إقليمية لعدم إمكانية النظام من الدفاع عن نظامه والقضاء على هذه الانتفاضة لقوتها وشعبيتها، وابتلعت دول المنطقة السنيه الطُعم فدعمت وأسست منظمات إسلامية سنية متطرفة ومسلحه مما مكن هذه المنظمات ليس فقط مقاتلة النظام بل مقاتلة والقضاء على فصائل الجيش الحر والغير متأسلمه بسبب الدعم المادي والعسكري التي تتلقاه. فتم لها بالإضافة الى عسكرة الانتفاضة بل اسلمتها وجعلها طائفية. اما إذا تحدثنا عن من تأسس جبهة النصره وتنظيم الدوله الإسلامية وكلنا يتذكر بعد سقوط نظام صدام عندما أرادت وسوريا وايران محاربة أميركا في العراق، لافشال هذا المشروع فكانت سوريا مركز استقطاب المجاهدين العرب من جميع الدول العربيه وتدريبهم في مراكز خاصة في المدن السوريه ومنها مدينة الاذقيه وباشراف المخابرات السوريه وهذا ما عرضته قناة الفيحاء وقتها وارسالهم الى العراق لقتل الامريكان والعراقيين لافشال المشروع الامريكي حتى لايتكرر على دولهم. وبعد انتفاضة الشعب السوري تم اطلاق سراح اكثر من الف سجين اسلامي سوري وعلى رأسهم ابو محمد الجولاني الذي أسس جبهة النصرة. وتهريب إرهابيي سجن ابو غريب الى سوريا واجتيازهم عشرات السيطرات دون حسيب او رقيب وهذا ما اغاض وزير العدل وقتها الدكتور الشمري وقال معلقا هناك مسؤولين في الدوله ساعدوا على ذلك.. وبعدها تم تأسيس الدولة الإسلامية في سوريا والعراق والتي سيطرة على ثلث مساحة سوريه وثلث مساحة العراق دون ان يتصدى لها النظامين السوري والعراقي بقيادة المالكي سيء الذكر! ومقتل عشرات الالاف من المواطنين وتهجير ونزوح الملايين من الشعبين وعدم مسائلة ومحاسبة احد. كل هذه الاحداث الكارثيه لم تحرك اقلام الكثير من المثقفين والكتاب وبالأخص الدكتورعبدالخالق!.وأقول للدكتور ان الذي دمر البنيه التحتية والمنشآت المدنية هو نظام بشار وروسيا بالقصف الجوي. وسياسة الأرض المحروقه اي قصف اي مكان او منشأه تتواجد فيها المعارضة مما تسبب بنزوح الملايين!


وينتقد الدكتور موقف الحكومات الأوربية ويقول.. لذلك نرى الحكومات الغربية الآن وقفت إلى جانب المنظمات الإرهابية في سوريا بحجة معاناة المدنيين!... الخ . لاافهم هذا الكلام الا يتوجب على الانسان الأوربي ان يدافع عن الناس المدنيين والأطفال الذين يُقصفون ويُقتلون يوميا بأحدث أنواع الأسلحة الفتاكة والمدمرة وبدون اي ذنب بمجرد وجود مسلحين معارضين او إرهابيين في مناطق سكنهم، الا يحق للاوربيين ان يعبروا عن انسانتهم! كذلك ان تبعات هذه الحرب تصيبهم يوميا فالارهاب الذي انتشر في سوريا بعد 2011 جاء من سوريا وتدفق مع مئات الالاف من اللاجئين الى بلدانهم وحتى خروج بريطانيا من أوربا جاء بسبب ممارسات هذا النظام بحق شعبه ولولا هذا النظام لما شاهدنا لا داعش ولاغيرها، ولِما تأسست ونمت العشرات من المنظمات الإرهابية، لقد عانى العراقيين ومنهم الدكتور.. من النظام السابق حيث وقفت أوربا نفس هذا الموقف من صدام وساهمت في اسقاطه. ففي هذه الحاله يُستنتج ان الدكتور يعتبر ان كل من يعارض النظام البعثي في سوريا هو ارهابي وهذا ما يررده النظام وروسيا (اي ان المعارضة تنتمي الى طائفه واحده!) ومن حق النظام تدمير كل شيء من اجل بقائه.

وقول الدكتور ان الشعب السوري انتصر مع حلفائه..الخ فهذا غير صحيح بالمطلق، ان الحرب لم تنتهي بعد ومازالت سوريا ممزقه ومقسمه بين تنظيم الدولة والاكراد والنصره والجيش الحر والأتراك والنظام الاسد وميليشياته ..الخ من التنظيمات. ان الذي انتصر في معركة حلب هي القوه الروسية المدمره من الجو والقوات الإيرانيه ومليشياتها على الأرض مثل حزب الله اللبناني والنجباء وغيرهم والذي انهزم هو الشعب السوري المشرد والمقسم ما بين النظام وحلفائه من جانب ومن الحركات الإسلامية المتطرفه والحركات الكرديه ومناطق الجيش الحر... الخ ان ما يجري في سوريا من قتل الأبرياء والأطفال نتيجة القصف ما هو الا جرائم حرب! وسوف يحاسب يوما هؤلاء القتله.


اليوم هناك حربان مختلفتان تماما وتجريان في وقت الأولى في سوريا والثانيه في العراق، في سوريا حرب متشعبه تخوض غمارها عدة جهات وعلى عدة جبهات، جهات تحارب لمصالح طائفيه وإقليمية كروسيا.. وايران ومليشياتها لصالح بقاء لنظام الذي يحكم منذ 53 عاما ولخدمة مصالحها وأهدافها وأخرى تحارب لمصالح قوميه كالمنظمات والأحزاب الكردية، وتنظم الدولة الإسلامية الأقوى من الجميع وهو الأقل تعرضا من قبل النظام وحلفائه، ومنظمات إسلاميه وهابيه كالنصره وتوابعها وجيوش مدعومه من قبل أمريكا وأخرى من قبل تركيا لها اجنداتها وهي معروفة، وقوى وطنية تعمل من اجل دوله مدنيه تجمع كل مكونات المجتمع السوري والمطالبة بالديموقراطية وهي الأضعف بسبب قلة الدعم مع الأسف!


اما الحرب في العراق فهي حرب وطنية بامتياز، ضد الإرهاب والارهابيين من تنظيم الدوله وهي نتيجة احتلال تنظيم الدوله لمحافظة نينوى والتي سلمت لهذا التنظيم بعد انسحاب القوات العراقية بكافة صنوفها وترك أسلحتها بأوامر واضحة من القائد العام للقوات المسلحة السابق نوري المالكي والتي تسببت بكارثة انسانيه لم تحدث في تاريخ العراق، والحرب لاتستهدف اي معارض، فلا يوجد اي معارضه تقاتل الدولة العراقيه الان، ولاتستهدف المدنيين ولا البنية التحتية ولا المنشآت العامة الا ما ندر بالخطء طبعا، وهذا عكس ما يحدث في سوريا من وحشية النظام وحلفائه كروسيا وايران.

فتحية للقيادة العراقية الوطنية المتمثلة بالدكتور حيدر العبادي وجميع الضباط الوطنيين الذين رفضوا الضغوط من قبل إيران ومليشياتها لاستعمال القسوة والقوه على الطريقه السورية اي الأرض المحروقه.

هناك واجب على كل كاتب ومثقف الابتعاد عن النفس الطائفي في المواقف الإنسانية وخاصة في الحروب والأزمات ومراعاة سلامة الأبرياء من المدنيين وخاصة الأطفال الذين يتعرضون للقصف اليومي من قبل روسيا والنظام السوري.

اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر

مؤيد راعي البله



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google