بقلم: مهدي قاسم -
01-01-2017 نموذج من عملية الاستسخاف بعقول القراء
بدءا نشكر الأخ الكاتب نعيم الهاشمي الخفاجي على كلماته الطيبة بحقنا و تقديره الكريم لجهودنا ، و استمرارا لمقالنا السابق والمتعلق بعملية الاستسخاف بعقول القراء فقد كتب أحدهم مقالةــ لن نذكر اسم كاتبها طبعا ترفعا و ليس خوفا ــ ولا اسم الموقع المشبوه أصلا ، لكي لا نعمل له دعاية مجانية ــــ حيث حاول صاحب المقالة تصوير ما جرى في حلب هزيمة لبوتين و روسيا و نهاية لحكم بشار الأسد ؟!! ..
بينما حتى الساذج و الأبله قد بات متيقنا بأن ما جرى في حلب من انتصار ساحق على المعارضة المسلحة قد شكلت منعطفا كبيرا وحاسما نحو تقوية موقع النظام السوري من جهة و إضعافا شديدا و ضربة قاصمة لهذه المعارضة من جهة آخرى..
بدليل موافقة تنظيمات مسلحة عديدة من المعارضة السورية والتي عدد عناصرها تتجاوز خمسين ألف عنصرا ــ على خطة وقف النار التي تقدم بها الرئيس الروسي بوتين ، والتي لا زالت صامدة منذ ثلاثة أيام وحتى الآن ..
ولكن مع ذلك فأن بعضا من خريجي المدارس الإعلامية ــ البعثية ــ الغوبلزية يصّرون على تصوير الأمر على عكس من ذلك ، أي أن روسيا و نظام بشار الأسد هما من منيا بهزيمة نكراء !! ، وما هي المسألة إلا مسألة وقت ليستسلم بشار الأسد هاربا إلى الخارج بينما أنف روسيا سيُلطخ بالوحل السوري !!..
بطبيعة الحال أن القارئ الذي لا يعرف حقيقة مثل هؤلاء " الكتّاب " يتصورهم ساذجين أو أغبياء أو مجانين أو معتوهين في أفضل الأحوال ، لأن معتوها وحده قادر على تصوير الانتصار من هذا النوع ــ مثلما جرى في حلب ــ هزيمة و المهزومين بحكم المنتصرين ..
لا .. هم ليسوا كذلك ...
إذ إن هذا النمط الغوبلزي من "الكتّاب " ليسوا لا هذا ولا ذاك ، إنما تعوّدوا على تسطير الأكاذيب و تلفيق الأخبار و تضليل الأحداث أو حتى اختلاقها بهدف استغفال القارئ ، تمهيدا للاستسخاف بعقله ، بغية التأثير عليه و إقناعه بشيء ليس له أساسا من الصحة أو الواقع الفعلي ..
ولكن من حسن الحظ أن القارئ المتنور والمتطلع و بالأخص صاحب تفكير منطقي ، و الذي بإمكانه الحصول على سيل هائل من معلومات في غضون بضعة دقائق ، فلم تُعد تنطلي عليه مثل هذه الأكاذيب والتلفيقات المختلقة ، ولا حتى دفعه إلى هضم عمليات الاستسخاف والاستهبال هذه بعقله ، بسهولة و يسر ، مثلما يتصور هؤلاء الغوبلزيون " المعاصرون " ..
