( عراقيات ) أعياد ليس للناس منها سوى أسمائها - ماجد الكعبي
( عراقيات ) أعياد ليس للناس منها سوى أسمائها


بقلم: ماجد الكعبي - 01-01-2017
أعياد ليس للناس منها سوى أسمائها
ماجد الكعبي

وأظنني لا أتجاوز الشاعر الذي عبر عن حرقته ببسمة الشفاه الزائفة بتتالي الأعياد وتتابعها وفي القلوب آلام وآلام ، هكذا حالنا مع الأعياد ودورات السنين إذ لم نعد فيها شيئأً يفرحنا بقدر ما نجد فيها من الأوجاع والجراح والآلام حد الفجيعة .
أختلط الألم والبكاء بنداءات الله أكبر في المساجد , واختنقت دقات أجراس الكنائس بتأوهات الناس وأنينهم بسبب ما يجري على ساحة الوطن مشرقه ومغربه .
فمن أين يأتي الفرح والفضاء يمطر حمماً تحرق أخضر الناس ويابسهمم..؟؟ ومن أين يأتي الفرح وأفواج المشردين تلتحف برد الشتاء وحر الصيف ..؟ وتصرخ أين المعين ..! والمعين في أذنيه وقر يسد عليه منافذ سماع الأنين والصراخ ..!!
لاحرمة لبيوت الله مساجدها أو كنائسها وأديرتها ، ولا حرمة لطاعن في السن ولا لامرأة عجوز ولا لطفل رضيع ولا لمشرد عن الديار ، كلهم دارت عليهم دوائر الحروب والسياسة لتجعلهم وقوداً يتدفأ بآلامهم اغلب أصحاب الكراسي المحصنون في قصور لا يؤذيها صيف حارق ولا شتاء جامد ، ولا يهمهم طفل رضيع يلوب من جوع ولا عجوز يصرخ من ضمأ، ولا مهجر ضاقت عليه السبل ، لايهمهم مسجد يهدم ولا كنيسة تُمحى ، ويريدوننا أن نبتهج بالأعياد ودورات الأعوام ..!!
أيةُ سذاجة هذه التي ترى الدماء تسيل ، وبيوت الله تهدم مساجد وكنائس ، وأعداد غفيرة من نازحين ومشردين يلتحفون السماء غطاءً والأرض فراشاً وتطالبنا بالفرح ، فرحنا سيظل غائباً حتى يسكت الرصاص ، وفرحنا سيظل مؤجلاً حتى يعود النازحون إلى مأمنهم ، وفرحنا سيظل مؤجلاً حتى تصدح المنائر بنداء الله وتدق الكنائس مبتهجة بالميلاد السعيد .
أما ومانحن فيه من آلالام وصراخ ووجع فلا عيد ولا أعياد ، وعسى أن نجد من يعي ممن رانت الغفلة على قلوبهم وغطت سكرة الباطل على عقولهم أقول عسى أن يفيقوا ، فما أقصر الأماني التي يعقبها شقاء طويل ..!!



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google