العراق بلا تسوية - عمار العامري
العراق بلا تسوية


بقلم: عمار العامري - 01-01-2017
التسوية؛ مبادرة سياسية مجتمعية, أتفق عليها التحالف الوطني, أن تكون خيار استراتيجياً لعراق ما بعد داعش, الا إن القوى الشيعية كانت نواياه, بين مؤيد ومتحفظ ومعارض, وبعد التحرك الاقليمي, أطلق الناطق باسم المرجعية حامد الخفاف؛ تصريحاً كشف الستار عن, النوايا "الصادقة والكاذبة" للقوى الشيعية, والمستقلين المؤدلجين من أتباع المرجعية العليا.
بعد زيارة وفد التحالف للنجف الاشرف, ولقاءه المراجع الكبار, باستثناء المرجع الاعلى؛ أعلن عن الخفاف, تصريح شكل صدمة للجميع؛ حيث فهم خلاف لحديث المرجعية العليا في خطبتها السياسية, بتاريخ 16/1/2016, والذي دعت فيه الى "ضرورة اجتماع القلوب وليس الاجساد, والبدء بصفحة جديدة, وانهاء حالة الصراع وتعزيز التعايش السلمي" كما أكدت المرجعية على "كفانا في العراق ما عشناه من صراعات ومآسي".
افرز التصريح نفسه؛ الوجه الحقيقية للقوى الشيعية, التي لم تسترشد في يوم من الايام بهدي المرجعية الدينية, فقامت وسائلها الاعلامية "بتحريف نص التصريح" فتلقفت الصفحات الممولة, لجناح المالكي والتيار الصدري وحزب الفضيلة, وبعض المحسوبين على خط المرجعية, بشكل رهيب الجانب الظاهري له, ليس من باب الطاعة لإرشادات المرجعية العليا, بقدر تأجيج الشارع ضد مسودة مشروع التسوية, واستهداف السيد الحكيم شخصياً.
الامر المستغرب؛ انتشار مقال لاحد الكتاب المحسوبين على خط المرجعية العليا, يتهم فيه التحالف الوطني, بانه يأتمر بولاية الفقيه, وهذا بحد ذاته إتهام سياسي خطير, يفتح الباب علناً للصراع بين مقلدي المرجعيتين الشيعيتين "النجف وقم", ويدلل على وجود نفس طائفي, يهدف الى ضرب الوحدة الشيعية من داخلها, بتجاهله خطابات المرجعية السابقة بالشأن العراقي, فيما يدعي الكاتب "إن التسوية مشروع ايراني".
كما بدأ يشاع, إن مشروع التسوية لا يمكن التعويل عليه, ومع هذا الرؤيا القاصرة, واستبعاد تدخل المرجعية الدينية في جزئيات العمل السياسي, خوفاً من الوقوع بالمحذور, وعدم طرح الاحزاب السياسية الرافضة للتسوية, أي مشروع يمكن الاعتماد عليه, مقابل التحرك الدولي, لفرض مشروع سياسي من الخارج على العراق, فالبلاد مقبلة على صراع, ربما يكون مسلح لا تنفع معه المهادنات أو الترضيات.
وعليه؛ فأن القبول بالمجهول بات الحل الوحيد, الذي ينتظر العراق, لان البلد الذي لا يمتلك ساسته رؤيا استراتيجية, وشعبه يعيش ازمة وعي, لا يمكن أن يصمد أمام التحديات الخارجية؛ المتمثلة في صراع الارادات, بين قوى التحالفين الشرقي والغربي, والتحديات الداخلية؛ المتمثلة في التخبط السياسي, والفوضى الاعلامية, وعدم الاسترشاد بهدي الأصلح.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google