( عراقيات ) في المشهد السياسي العراقي - ماجد الكعبي
( عراقيات ) في المشهد السياسي العراقي


بقلم: ماجد الكعبي - 02-01-2017

ليست وجهة نظر ماسأقوله في هذه الوقفة العاجلة هنا بقدر ماهي حقيقة تبلورت في ذهني وأنا أتتبع المشهد السياسي العراقي منذ 2003 وحتى الآن .
ولعل لا أحد ينكر ما حفل به هذا المشهد من خلط للأوراق، وإضطراب وتباين في وجهات النظر جعل الأمور تتجه إلى المزيد من التعقيد والإرباك والإحباط ، مرجع ذلك كله إلى إن السنوات الماضية بما مرَّ في صفحاتها كانت سنوات إضطراب في الأحداث وتصارع في الرؤى ، وتباين في المصالح وفي الأهداف أيضاً .  
وقد شهدت الساحة العراقية السياسية صراعات مردها إلى أن القوى السياسية التي ظهرت على المسرح السياسي لم تكن كلها مؤهلة لدخول هذا المعترك ، ولم يكن لديها تراث سابق في ممارسة الحكم ، والإنتقال من مرحلة الشعار إلى مرحلة التطبيق .
وحدث ما حدث بين غموض الرؤية وبين التجريب وبين تضارب الإرادات بل وحتى تناقض الأهداف.
أقول :- إن ممارسة الحكم وتولي المسؤولية ليس بالأمر الهين ، إنه التطبيق العملي لمرحلة الشعارات والأهداف المعلنة لهذه الكتلة السياسية أو الحزبية أو تلك ، وكان المفترض أن يتولى المسؤولية من هو القادر على تحقيق الأهداف وتطبيقها وتحقيق مضمون الشعارات المعلن عنها .
وليست نظرتنا إلى الأمور نظرة مثالية ، ولكن هو إستقراء مما حدث على المسرح السياسي العراقي من تجريب وممارسات كشفت ماكشفت من الأخطاء والإخفاقات وبعض النجاحات الجزئية ، كل ذلك يدعوني إلى القول إن غالبية القوى السياسية أخفقت في التعبير عن أهدافها وشعاراتها ، ولم يستطع ممثلوها من كسب ثقة الناس لأنها لم تقدم لهم شيئاً بل وإرتكبت من أخطاء أدت بالبلد إلى أن يصل حافة الهاوية الاقتصادية التي نمر بها الآن .
ولست هنا في صدد تعديد الأسباب التي دفعت الكتل والأحزاب السياسية إلى الفشل ، فقد بات أغلب الأسباب معروفاً ، لكن الذي يعنيني هنا قوله وبإخلاصٍ تامٍ وبتجرد كمراقب سياسي وككاتب و\صحفي أن الحزب الشيوعي بإنكفائه طوعاً عن السلطة بعد أن جرَّبها إتخذ الموقف الصحيح الذي لايمكن أن يلام عليه ، فليس المهم عنده أنْ تحكم بل المهم عنده_ كما أتيقن _ هو كيف تحكم، وبهذه الكيفية فهو يستند إلى تراثه الثقافي والفكري الذي لا يماثله تراث أيٍ من القوى السياسية والحزبية المتواجدة على الساحة العراقية .
وتبقى مسألة السلطة في العراق شائكة وحلها صعب، ويحتاج إلى حنكة وصبر وتضحية وإعادة نظر في صياغة القوانين واللوائح والإستعانة بذوي الخبرات والعقول، وإلا فإنَّ المتصدين للعملية السياسية القائمة لن يحصدوا سوى الفشل وعليهم _ إنْ كانوا مخلصين _ أنْ يوفروا هذا العناء على أنفسهم وعلى وطنهم ، فذلك أجدى وأنفع .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google