قراءة سلوكية لعام جديد!! - د-صادق السامرائي
قراءة سلوكية لعام جديد!!


بقلم: د-صادق السامرائي - 02-01-2017
الساعات الأخيرة من كل سنة تدعونا للنظر في بدن السنة الجديدة , ومحاولة قراءة مفرداتها وإجراء التشريح النفسي لتفاعلاتها وما يحتجب فيها.

وفي الساعات الأخيرة من عام 2016 , رأيت أن ألقي بعض الأضواء على ما سيبدو في خزائن الأيام المحتشدة بالطاقات المؤهلة للإنبثاق في إتجاهات متلاحية.

وهناك حقائق نغفلها دوما ونتوهم بغيرها , فتنحرف رؤانا وتخطئ حساباتنا , وتهرب عقولنا , وتتسيّد عواطفنا وإنفعالاتنا , وتتمترس في خنادق داجية دكناء.

فالبشرية ومنذ الأزل أمام ثلاثة تحديات لا تتوقف أبدا , وهي الأمراض والحروب والنواكب الطبيعية , وقد إجتهد البشر بالإنتصار على الأمراض ومقارعة الأوبئة , وبدأت علائم قدراتها تأتي أوكلها في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين , الذي صار فيه للمضادات الحيوية ومن ثم اللقاحات دور فعّال في التصدي للأوبئة والأمراض.

وخلال العقود الخمسة الماضية أنتجت مصانع الأدوية الكثير من الأدوية واللقاحات , والمضادات الحيوية التي تقتل البكتريا والجراثيم الحالة في الأبدان , فتنقذها من أخطارها الفادحة , لكن الميكروبات بأنواعها تعلمت وأوجدت مهارات تقاوم بها المضادات الحيوية , مما تسبب بظهور أجيال ميكروبية ذات قدرات قتاكة قد تعجز البشرية عن مواجهتها , وربما ستستكين لوبائيتها وعنفوان إبادتها للجنس البشري , بذات القدرة التي تمكن فيها البشر من إبادتها ومنعها من قتل البشر , وبهذا تنامت الأعداد وستتجاوز السبعة مليارات عمّا قريب.

وفي ذات الوقت فأن الحروب تشتد , ومصانع الأسلحة تمكنت من تصنيع ما يمكنه أن يبيد ما فوق الأرض بوقت قصير , فالأسلحة الفتاكة التي تمتلكها البشرية أخطر وأفدح من أي وباء قد يجتاح الدنيا في المستقبل.

ويُخشى ان يُمسك بمفاتيح الوباء التدميري الفتاك شخص واحد لا يحتاج إلا لضغطة زر, ليبدأ بمتوالية هندسية من الإبادات المروعة في أرجاء الأرض.

ومن المعروف أن البشرية يقرر مصيرها ومسيرتها الأفراد دوما.

أما بخصوص النواكب الطبيعية , فأن البيئة الأرضية تتعرض لأخطار كبيرة وتغيرات سيئة , يتسبب فيها الإنحباس الحراري الناجم من إحتراق النفط فوقها , فالنفط يدير المحركات في كل بقعة ويُطلق الغازات , التي تساهم في هلهلة الغلاف الجوي للأرض , مما سيستجلب إليها نيران الشمس المحرقة وبكثافة قد تهدد الحياة على سطحها.

ووفقا لهذه المخاطر الجوهرية الثلاثة , فأن البشرية ستتفاعل بأساليب تعززها وتديمها على أكثر تقدير , وفي هذا مجلبة للويلات الجسام , لأن الأرض كائن حي ومتفاعل مع إرادات الأكوان , ويسعى للبقاء والدوام في رحلة الدوران , وأي إختلال في بدن الأرض يؤثر على علاقتها بنظامها الكوني , مما ينذر بزوالها أو بإنتفاء الحياة عليها , وهذا ما لا ترضاه ولا تسمح به , وستقاومه بعنفوان غير مسبوق في تأريخها , وقد تستعدي على البشر طاقاتها الميكروبية الفتاكة , لأنها تخشى من قدرات حروبه وصراعاته , لأنها تزعزع ذات الأرض وتؤذي قلبها.

وفي نفس الوقت فأن النفط مخزون الأرض الطاقوي , الذي ربما يكون هو الذي ساهم في ديموتها الدورانية , ونحن نسرقه منها , ونخنقها به , بعد أن كانت تكنزه كوسيلة دفاعية من حرارة الشمس والطاقة الواردة إليها منها , ومعنى ذلك أن لابد له أن يكون آلة الأرض للحد من الوجود البشري وقمع السلوك , مما سيؤدي لتفاعلات مريرة وإنهيارات شديدة حول خزائنه.

وعليه فأن السلوك الأرضي في السنين القادمة سيبقى مرهونا بهذه التحديات الثلاثة , التي سترسم خارطة الحياة للأجيال القادمة , ولا بد للعبة أن تدور , وبدون قدرة دورانية , يتحقق الفناء الحتمي المطلق!!

د-صادق السامرائي
31\12\2016



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google