بقلم: خضير طاهر -
02-01-2017 نحن بحاجة الى شجاعة الإعتراف بأننا شعب غير متحضر ومتخلف وفاشل في قيادة نفسه وإدارة شؤونه منذ تأسيس العراق الحديث عام 1921 ولغاية الآن والأخطاء والمآسي والكوراث السياسية تتكرر من دون ظهور محاولات جادة للإصلاح والبناء !
لقد مضى 96 سنة على عمر الدولة العراقية المعاصرة وهي تعاني من سيطرة أفكار التيارات : الشيوعية والقومية والإسلامية .. وكانت طروحات وممارسات هذه التيارات ومعها كل الطبقة السياسية المستقلة والتي تطلق على نفسها وطنية .. كل هؤلاء هم جزء مشارك في تدمير العراق ، وبعد مضى 96 عاما على قيام الدولة ولايزال الشعب العراقي كله عاجز عن إنجاب أحزاب وساسة شرفاء يستطيعون إنقاذ البلد من دوامة المشاكل والصراعات وتبديد وسرقة المال العام ووالإنقلابات العسكرية والحرب الأهلية !
ماهو الحل ؟
الحل هو البحث عن أفكار جديدة خارج إطار العقل السياسي العراقي التقلدي الفاشل في قيادة بلده
، وبرأيي الشخصي يجب تحطيم روتين الفكر السياسي السائد ، والخروج من سجنه بحثا عن فرص تنقذ ما تبقى من العراق ، شرط ان نقر ونعترف بفشلنا في قيادة أنفسنا على مدى 96 عاما ، ثم نبدأ بالتفكير خارج المألوف وبعيدا عن الفكر السياسي التقليدي الذي لم يعد يملك حلولا لمعالجة مشاكل البلد .
وضع العراق تحت الوصاية الأميركية :
من يفكر بمصلحة الإنسان ويتحرر من سجن الشعارات الوطنية الفارغة .. عليه ان يستفيد من تجارب الشعوب الناجحة ، والتاريخ والواقع يؤكد على نجاح نظام الوصاية الأروبية - الأميركية على الشعوب المتخلفة العاجزة عن إدارة شؤونها بنفسها كالشعب العراقي ، فقد استطاع نظام الوصاية بناء العديد من البلدان والسير بها في طريق الإستقرار السياسي والإجتماعي والتقدم ، على سبيل المثال هذه بعض الشعوب التي خضعت للوصاية الأجنبية :
جنوب أفريقيا :
كانت تعيش في قارة كانت ولاتزال متخلفة في كل شيء ، لكن ما أن جاء المستعمر الأوربي حتى استطاع تحويلها الى دولة متطورة علميا وصناعيا وسياسيا لدرجة أصبحت تصنع حتى أسلحة نووية .
أستراليا :
عاشت دولة متخلفة لمدة آلاف السنين ، لكن بمجرد مجيء المستعمر البريطاني ووضعها تحت وصايته نجدها تبدلت كليا وتحولت الى دولة حديثة متطورة في كل شيء .
كندا
دولة عاشت التخلف مدة طويلة جدا .. وشهدت التطور لأول مرة على يد المستعمر الأوربي الفرنسي - البريطاني وأصبحت دولة حديثة عملاقة .
الولايات المتحدة الأميركية :
كانت دولة متخلفة بدائية جدا .. لكن بمجرد دخول المهاجرين الأوربيين وسيطرتهم عليها حتى بدأت معجزة ظهور أميركا للعالم بإعتبارها أعظم ماانجزه الفكر البشري من تطور إجتماعي وسياسي وعلمي وإقتصادي.
دول الخليج العربي :
كانت مجرد صحراء فقيرة .. لكن بعد وضع نفسها تحت الوصاية الأميركية .. أصبحت دولا متطورة ومستقرة سياسيا واجتماعيا لدرجة ان المواطن العراقي يتمنى ان يصبح العراق مثلها .
وعليه بما انه لايوجد حل عراقي من الداخل على يد تنظيمات وساسة البلد .. وبما ان الشعب فشل في كافة نشاطاته الجماعية مثل : النقابات والجمعيات والأحزاب ، بل فشل حتى على صعيد نشاط إتحاد لكرة القدم ... وبعد أن تأكد ان المجتمع العراقي معاق نفسيا وعقليا ويتصرف بشكل طفولي صبياني وعدواني مدمر لنفسه .. وطبيعي مجتمع بهذه الحالة المأساوية يجب وضعه تحت الوصاية الأميركية لضبط سلوكه التدميري وتصحيح مساره ووضعه على طريق الصواب والبناء والتطور ، وليس مهما الثمن الذي تفرضه أميركا مقابل وصايتها على العراق ، فمهما يكن مرتفعا فهو أقل من الثمن الحالي الذي يدفعه الشعب حيث تسرق معظم ثرواته المالية من قبل الساسة ويٌحطم كل شيء فيه وتستمر الصراعات والحروب والقتل بين أبنائه .
هذه الأفكار سبقت ان طرحتها قبل سقوط نظام المقبور صدام حسين في بعض وسائل الإعلام الألكتروني وحذرت حينها من ان المجتمع العراقي فاشل في قيادة نفسه ويجب وضعه تحت الوصاية الأميركية ، واليوم أكرر طرحها بدافع الحرص على مصلحة الناس بعد ان ثبت صحة رؤيتي الدائمة من عدم قدرة العراقيين على قيادة أنفسهم ، وهذه الرؤية السياسية العملية التي أقدمها هي الحل الوحيد لمشاكل العراق ان اراد الحياة المريحة والتقدم والإستقرار ، وكل الإعتراضات على هذه الرؤية مؤكد هي لاتستحق الإصغاء لها ومجرد ثرثرة تتمشدق بالشعارات الوطنية الطنانة البائسة ، فالفاشل لايحق له الكلام والنقاش ونحن كشعب بمختلف طبقاته ومؤسساته ليس عندنا ما نقدمه لأنفسنا غير الكلام الإنشائي والخطب المصدعة للرؤوس.. وعلى الجميع الصمت و الشعور بالخجل والعار .