الامبراطورية الفرنسية تنحني اجلالا واحترام للعراق! - محمد حسب
الامبراطورية الفرنسية تنحني اجلالا واحترام للعراق!


بقلم: محمد حسب - 03-01-2017
خلال متابعتي لبث احدى الفضائيات الكردية يوم امس, والتي غطت زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند الى اربيل بعد اتمامه الزيارة الى العاصمة العراقية بغداد واللقاء برئيسي الجمهورية والوزراء حيث استقبله وزير الخارجية ابراهيم الجعفري صباح امس الاثنين على ارض مطار بغداد الدولي وبعد اختتامه لزيارة بغداد توجه الى عاصمة اقليم كرستان اربيل, فالاحظت انحناء الرئيس الفرنسي اولاند بينما هو يسير بمعية رئيس اقليم كرستان بارازاني فكان الاول يحيي العراق بالتحية لعلمه على ارض مطار اربيل الدولي ظهر الاثنين.
نقطتين مهمتين اردت الاشار اليمها, اولها ما وراء تلك التحية من اسباب فهي ليست وليدة الفراغ, فخلال السفرات التي ذهبت بها الى العاصمة الفرنسية باريس ودراستي للبروتوكول الرسمي المتنافي مع ما قام به اولاند, فهو يحي التأريخ المجيد لبلاد الرافدين وليس تملقا منه او تقربا كما اعتقد البعض القليل بذلك, ففرنسا الدولة العظيمة ليست بحاجة العراق سوى اعتباره المركز القوي لتنظيم داعش الذي هدد فرنسا على مدى اكثر من سنة حيث التقجيرات التي حصلت في مدينة باريس عشية مبارة لكرة القدم حضرها الرئيس ذاته وجماهير كبيرة وكذلك التفجيرات التي وقعت في مدينة نيس جنوب فرنسا وغيرها من تهديدات امنية ضربتة الجمهورية الفرنسية, فزيارة اولاند للقطعات العسكرية بالقرب من جبهات القتال ولقائه العديد من كبار القادة العسكريين العراقيين وقادة التحالف الدولي جائت كجس لنبض داعش ومشاهدة اخر رمقه كما يقول المثل الشعبي (أقتل الحية من راسها).
النقطة الثانية التي احزنتني اكثر من فرحي بالاولى, هو عدم اكتراث بارازاني لذلك ولم يحيي علم بلاده العظيم, حيث رفرف علم كردستان بقرب علم العراق الذي وصفه صفي الدين الحلي ببيته :
بيض صنائعنا, سود وقائعنا ... خضر مرابعنا, حمر مواضينا!
فمر بارازاني مرور الضيف المتعالي على مضيفه, متناسيا ان سيادة العراق هي سيادته, وهو يشاهد ما قام به الرئيس الفرنسي دون احتراما منه لرمز بلاده وهيبتها كي يحيي ولو بالشكل البسيط دولته العراق.
كذلك ادهش حزنا وانا اشاهد التسيس الحاصل في اقلام وكاميرات العائلة الاعلامية, فعدم اعطاء هذا المشهد الحجم اللائق للحدث وتجاهله بصورة الجبن والتملق لساسة الانفراد الهادفين للانشقاق وقيام دولة كردية تولى من قبل تركيا.
الشهادة للتأريخ, ما حدث ليس بالبسيط بل هي اشادة واضحة من احدى عظمى الدول الخمس للعراق بدوره التأريخي للبشرية ورمزه العلمي للانسانية وتقبيلا لتربة ارض سكنها الانبياء ولحضارة لم تغطيها شمس!
محمد حسب
3/1/2017



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google