لابد من استحداث صيحة صحوة بين الشيعة العراقيين - مهدي قاسم
لابد من استحداث صيحة صحوة بين الشيعة العراقيين


بقلم: مهدي قاسم - 23-01-2017
لو قارننا مصير الشيعة العراقيين بمصير شيعة العالم لوجدناه أسوأ و افظع مصير مزرِ و مفجع حقا ، حتى من مصير الشيعة السعوديين العائيشين في عرين وحوش الوهابية المسعورة والمستنفرة إرهابا دائما و سفحا للدماء ..
ومثلما أشرنا في مقالات سابقة لنا إلى إنه نادرا جدا ما تتعرض مناطق الشيعة السعوديين إلى تفجيرات إرهابية ، بالرغم من كونها محاطة بضباع وهابية وتكفيرية شرسة و حاقدة ، و ذلك لكونها محمية ومحروسة من قبل الأجهزة الأمنية السعودية التي تجد نفسها مضطرة لحماية الشيعة السعوديين ــ حتى ولو على مضض على طريقة " أخوك مجبر ولا بطل " لأنها تشعر بأن ذلك من مسئوليتها الوظيفية والحكومية أولا ، و لحفاظ على قوة و هيبة الدولة ثانيا ..
و نفس الشيء يمكن أن يُقال عن شيعة البحرين البعيدين عن تفجيرات الإرهابيين ، نقول ذلك ، بالرغم من أعمال العنف والقمع التي تُمارس ضدهم بين حين و آخر بصفتهم كمعارضة سياسية ولكن بصبغة مذهبية ..
بينما في العراق لا يمر يوم دون أن تحدث تفجيرات ذات طابع طائفي في عدة مناطق و أحياء ذات الأغلبية الشيعية مع سقوط أعداد كبيرة من قتلى و جرحى ، مع العلم أن الأحزاب الشيعية هي الحاكمة في العراق .بصفتها الأكبر تكتلا برلمانيا ...
و يُفترض فهم ــ أي شيعة العراق ــ أولى بالدفاع والمناصرة والتضامن من غيرهم ، وهم يمرون بمحنتهم التاريخية الاستثنائية ..
ولكن ما من أحد يتضامن معهم ..
بينما هم يتضامنون مع الجميع ..
إذن فأن الشيعة العراقيين هم أكثر تضررا وتعرّضا لأعمال القتل و الإبادة اليومية ومنذ سنوات طويلة ، ومع ذلك فلم نسمع بأن شيعة إيران أو البحرين أوالسعودية أو لبنان و باكستان أو غيرهم قد تظاهروا أو احتجوا دفاعا عن شيعة العراق ــ دون أن يعني ذلك بأن موقفهم هذا خاطيء ــ فلماذا إذن يندفع الشيعة العراقيون بالدفاع عن شيعة العالم في مناسبة و غير مناسبة ..
فمن هي الأصابع الخفية و الأجندة المستفيدة سياسيا ، التي تدفعهم إلى تظاهرات في يوم القدس العالمي في الوقت الذي فلسطينيون أنفسهم لا يخرجون ، و كذلك القيام بالدفاع عن شيعة فلان و شيعة علان ؟! ..
بينما هم أولى بالتضامن والمناصرة لكونهم يتعرضون ــ يوميا ــ نكرر يوميا ــ لعمليات إبادة وتطهير مذهبيين شرسين و بتصميم لا يلين ، وحيث تجاوزت أعداد ضحاياهم الملايين من ضحايا الإرهاب اليومي بين قتيل و جريح ومعوق و مفقود ..
فضلا عن ملايين آخرى من أيتام و أرامل ..
فالأحزاب الشيعية الحاكمة والفاسدة الفاشلة و كذلك النظام الإيراني قد جعلوا من الشيعة العراقيين مجرد أضحية مجانية و رخيصة تُنحر في محراب مصالحهم السياسية و الفئوية أي : بسط نفوذ وهيمنة على حساب أهرامات من جماجم ضحايا ..
و كراس مخملية مقابل شلالات دماء مسفوحة وغزيرة ..
ولكن بدون أي توقف أو نهاية قريبة ..
و لهذا .........................
فلابد من استحداث صيحة صحوة بين الشيعة العراقيين ، ليستعيدوا صوابهم و وعيهم التاريخي بفظاعة و فداحة مصيرهم المهدد ، بل و بأهمية قيمتهم البشرية و كرامتهم الإنسانية المهدورة ... حتى ...
حتى يكفوا أن يكونوا مجرد قرابين ونذور بشرية رخيصة تُذبح في محراب مصالح أحزاب فاسدة و دسائس أجهزة دول جوار و بعاد ..
فالمرء عندما لا يحترم قيمة وقدسية حياته فلا ينتظر أن يحترمها أو يجلها شخص آخر أو يأسف على هدرها المجاني و الرخيص ..
فحياة الشيعي العراقي ايضا قيّمة وثمينة و جديرة بصون وحماية أسوة بحياة باقي البشر ..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google