نص كلمة الخميني التاريخية عشية وقف الحرب العراقية الايرانية - انكيدو محمد
نص كلمة الخميني التاريخية عشية وقف الحرب العراقية الايرانية


بقلم: انكيدو محمد - 23-01-2017
فسر ايه الله الخميني انسحاب صدام من الاراضي الايرانية بداية صيف ١٩٨٢بانه انكسار كبير لنظامه والجيش العراقي يمكن البناء عليه لاسقاط نظام البعث وانشاء ( امة شيعية واحدة .. ذات رسالة خالدة ) ويكون هو ( القائد الضرورة ) عليها مثل هذه الاحلام الوردية كانت ايضا عميقة جدا في مخيلة ايات الله العظام( خامنئي ورفسنجاني) وهما من شجعا الخميني بوضع ارواح الملايين من الشباب الايراني والعراقي على ( طاولة القمار ) من صيف ١٩٨٢ الى صيف ١٩٨٨ . ولكن (حساب الحقل ليس كحساب البيدر ) . كان بامكان هذا الثلاثي المغامر ( خميني - خامنئي - رفسنجاني ) ان يوقفوا الحرب بعد طرد صدام بالقوة من الاراضي الايرانية نهاية ايار ١٩٨٢ ليثبتوا للعالم حسن نواياهم وبان صدام شخص مجرم وعدواني . ولكن الله لم يساعدهم على اغتنام هذه الفرصة وهذا الانتصار الواضح والجلي . لانهم كانوا يتاجرون ويزورون ويكذبون ويقتلون باسمه ومنحوا انفسهم وكالات عامه مطلقة للتصرف بكل ممتلكاته بذريعة ( الواجب الشرعي ) . من قال ان الشعب العراقي كان يكره صدام والبعث صيف ١٩٨٢ وانه يريد ( نظام اسلامي ) انا اتكلم كشاهد عيان على تلك الفترة! اقول الشعب العراقي لم يكن يكره صدام ولا يريد ( حكم اسلامي ) . ولم يكن يعرف محمد باقر الصدر ولا محمد باقر الحكيم وكنا نسمع باسمائهم من راديو الاهواز وطهران فقط واتذكر جيدا كلام صدام على شاشة التلفازصدام اثناء الحرب قائلا( طلب مني الشاه بالجزائر التخلص من الخميني .. فقلت له هذا ضيف عندنا و انت خايف من خميني واحد بالعراق عدنه الف خميني اومانخاف ! و عندما اصدر حكم الاعدام بحق الصدر المخابرات طلعت شائعة بان الصدر اعدم لترى ردود فعل جماعته بالشارع ! وعندما لم يسأل احد عليه نفذ حكم الاعدام بحقه ! واتذكر عندما بعثت للخميني رسالة بعيد الثورة رد عليها برسالة ختمها والسلام على من اتبع الهدى ونسى اجدادنا نقلولهم الاسلام بالسيف ) . ان ارواح الملايين من ضحايا تلك الحرب تطارد من اشعلوها ومن اصروا على استمرارها بالدنيا والاخرة . وللحقيقية تقدم ادناه نص كلمة الخميني التاريخية عشية موافته على قرار الاممي المرقم ٥٩٨ لوقف الحرب بعد اكثر من سنه على رفضه :
((( التاريخ / ٢٩ تير ١٣٦٧ هـ.ش/ ٥ ذو الحجة ١٤٠٨هـ / ١٩ تموز ١٩٨٨
المكان / طهران- جمران
الموضوع / قبول القرار ٥٩٨
المخاطب / الشعب الايراني
.....اما بالنسبة لقبول ٥٩٨ فقد كان حقا امرا قاسيا للغاية ومؤلما للجميع لاسيما بالنسبة لي اذ اني والى ايام معدودة كنت أومن بهذا النهج للدفاع والمواقف المعلنة في الحرب ، وكنت ارى مصلحة النظام والبلاد والثورة في ذلك. ولكن وبسبب مااستجد من احداث وعوامل اخرى امتنع في الوقت الحاضر عن ذكرها ستتضح في المستقبل بعون الله ، ومع الاخذ بنظر الاعتبار اراء كبار الخبراء والسياسين والعسكريين في البلاد ممن اثق بالتزامهم وصدقهم واخلاصهم ، قررت وقف اطلاق النار . اذ اني اعتبر ذلك في الظرف الراهن لصالح الثورة والنظام . ويعلم الله لو لم يكن واقعنا
جميعاالتضحية بانفسنا وعزتنا ومصداقيتنا على طريق مصلحة الاسلام والمسلمين ، لما قبلت ذلك ابدا ، ولكان الموت والشهادة بالنسبة لي اعذب لي بكثير. ولكن مالحيلة حيث يجب علينا جميعا التسليم لرضا الحق تعالى . ولا شك ان الشعب الايراني كان الشجاع البطل وسيبقى كذلك . وانني هنا اتقدم بالشكر والتقدير لجميع ابنائي الاعزاء الذين لايألون جهدا في جبهات النار والدم منذ بداية الحرب وحتى يومنا هذا، وبذلوا كل مافي وسعهم لتلبية احتياجات الحرب . وادعوا الشعب الايراني بأسره بالتحلي بالحيطة والصبر والمقاومة . فمن الممكن ان يلجأ البعض عن وعي او بوحي من جهلهم ، الى تأجيج مشاعر الناس من خلال اثارة هذا التساؤل اين اضحت ثمرة كل هذه الدماء والشهادة والايثار؟ لاشك ان امثال هؤلاء لاعلم لهم بعوالم الغيب وفلسفة الشهادة ، ويجهلون بأن الذي يتوجه للجهاد من اجل رضا الله تعالى فحسب ، ووضع روحه على طبق من الاخلاص والعبودية ، ليس بوسع حوادث الدهر ان تسيء الى خلوده وبقاءه ومنزلته الرفيعة . وكي يتسنى لنا ادراك قيمة وعظمة النهج الذي اختطه شهداؤنا ، لابد لنا من طي طريق طويلة وان نبحث عن ذلك في رحاب الزمن وتاريخ الثورة واجيال المستقبل . فمن المؤكد ان دماء الشهداء هي التي صانت الثورة والاسلام . وهي التي اعطت دروس المقاومة لشعوب العالم الى الابد . ويعلم الله ان طريق ونهج الشهادة ليس له نهاية ، وستقتدي الشعوب والاجيال القادمة بنهج الشهداء. وستكون تربة الشهداء الطاهرة مزارا للعشاق والعرفاء والمخلصين ودار الشفاء للاحرار الى يوم القيامة. فهنيئا لاولئك الذين التحقوا بركب الشهادة وهنيئا لاولئك الذين ضحوا بارواحهم ونفوسهم في قافلة النور هذه ، وهنيئا لاولئك الذين ربوا في احضانهم امثال هذه الجواهر .
الهي ! ليبقى هذا الدفتر وسجل الشهادة مفتوحا امام المشتاقين ولا تحرمنا من الالتحاق بهم . الهي ! ان بلدنا وشعبنا لازالوا في بداية طريق النضال وبحاجة الى مشعل الهداية . فاحفظ واحرس هذا السراج ذو النور الساطع ..هنيئا لكم ايها ايها الشعب هنيئا لكم ايها النساء والرجال ، هنيئا للمعاقين والاسرى والمفقودين ، واسر الشهداء المعظمة . وتبا لي الذي بقيت حتى هذه اللحظة وشربت كأس السم بقبول القرار . واني اشعر بالخجل امام عظمة وتضحيات هذا الشعب العظيم . وتعسا لمن تخلف عن هذه القافلة.. تعسا للذين مروا حتى الان امام هذه المعركة الكبرى للحرب والشهادة والامتحان الالهي العظيم ، اما صامتين ، او لااباليين ،او منتقدين وغاضبين . اجل بالامس كان يوم الامتحان الالهي وقد مضى وغدا امتحان اخر في طريق الينا . وفي انتظارنا جميعا يوم الحساب الاكبر . وليعلم الذين تهربوا خلال سنوات النضال والحرب من اداء هذا الواجب العظيم ونأوا بانفسهم وابنائهم واموالهم والاخرين عن اوار الاحداث ، بانهم هربوا من المعاملة مع الله ومنيوا بخسارة كبرى وسوف يتحسرون على ذلك فيما بعد ولدى محاسبة الحق . واني ادعوا ثانية جميع ابناء الشعب والمسؤولين الى ضرورة التمييز بين هؤلاء وبين المجاهدين في طريق الله . وان لايسمحوا لهؤلاء ادعياء اليوم الذين يجهلون كل شيء والقاعدين قصيري النظر في الامس بالعودة لمسرح الاحداث . سواء كنت بينكم ام لم اكن فاني اوصيكم جميعا بان لاتدعوا الثورة تقع في ايدي هؤلاء الغير المؤهلين والغرباء . لاتدعوا النسيان يلف رواد الشهادة والتضحية ويضيعوا في دهاليز الحياة وهموم معيشتهم اليومية . اني اوصي الشعب الايراني العزيز وأكد عليه بالتحلي بالحيطة والحذر، ومراقبة الامور بدقة ، اذ ان قبول الجمهورية الاسلامية الايرانية للقرار لايعني ان الحرب قد انتهت . ولكن مع الاعلان عن قبولنا القرار تكون العجلة الاعلامية للناهبين الدوليين ضدنا قد تباطئت، غيرانه لايمكن التنبؤ بمستقبل الاحداث بشكل موثوق . فالعدوا لم يكف عن عدوانيته بعد وربما سيواصل اساليبه العدائية تحت ذرائع مختلفة ، لذا يجب ان نكون على اهبة الاستعداد للرد على اي اعتداء محتمل . ويجب ان لايعتبر شعبنا ان القضية قد انتهت . طبعا نحن نعلن رسميا بان هدفنا من قبول القرار ليس تكتيكا جديدا لمواصلة الحرب ، فربما يحاول الاعداء مواصلة حملاتهم تحت هذه الذريعة . ويجب ان لاتغفل قواتناالمسلحة عن كيد الاعداء ومكرهم مطلقا.ففي كل الظروف يجب ان تبقى البنية الدفاعية للبلد في افضل حالاتها. ان شعبنا الذي لمس عن كثب طوال سنوات الحرب والنضال ابعاد حقد وقسوة وعدوانية اعداء الله واعدائه ، يجب ان لايغفل عن خطر الناهبين الدوليين في اساليب واشكال مختلفة . وفي الوقت الحاضر ينبغي لكافة القوات المسلحة وكما في السابق من جيش وحراس ثورة وقوات تعبئة ، مواصلة مهامهم في جبهات القتال في التصدي لشيطنة الاستكبار والعراق . فاذا تجاوزنا هذه المرحلة من عمر الثورة كما ينبغي ،فأن ثمة ملاحظات فيما يتعلق بالمرحلة القادمة واعمار البلد والسياسات العامة للنظام والثورة ، وساعلن عنها في الوقت المناسب . اما في المرحلة الراهنة فاني اطلب من جميع المتحدثين والمسؤولين في البلد ومن وسائل الاعلام والصحافة ، بأن ينأوا بانفسهم عن اثارة المعارك الجانبية والخوض فيها ، ويجب ان يحذروا لئلا يصبحوا دون قصد الة بأيدي اصحاب الافكار والاراء المتطرفة . وان يتحلوا بالحيطة والحذر الى جوار بعضهم البعض في رصد تحركات العدو . اذ من الممكن ان يتحدث كثيرون بوحي من احاسيسهم ، عن لماذا وكيف وما يجب وما لايجب . فعلى الرغم من حرية الرأي والتعبير تعد مسألة هامة وذات قيمة كبيرة ولكن ليس الان وقت الخوض في مثل هذه الامور .فربما يحاول اولئك الذين كانوا يتخندقون حتى الامس في جبهة لمواجهة النظام وكانوا في الظاهر يتحدثون عن وقف اطلاق النار والسلام بدافع احراج النظام واسقاط الجمهورية الاسلامية فحسب ، فربما يحاولون اليوم ايضا اثارة كلام مخادع اخر من اجل الهدف ذاته . ان عبيد الاستكبار هؤلاء الذين كانوا حتى الامس ومن وراء نقاب السلام الكاذب ، يطعنون الشعب بخناجرهم من الخلف ، من الممكن ان يصبحوا اليوم انصار الحرب . وسيبدأ القوميون عديمي الثقافة ، ومن اجل مصادرة دماء الشهداء الاعزاء ، والقضاء على عزة وافتخار الشعب ، اعلامهم المسموم . وسيقوم شعبنا العزيز انشاء الله بالرد على كل الفتن ببصيرة وحنكة وفطنة . اقول مرة اخرى ان قبول القرار كان بالنسبة لي أمر من الزهر . ولكني راض برضى الله . وقد تجرعت ذلك من اجل رضاه . وما ينبغي التنويه اليه هو ان المسؤولين الايرانيين هم وحدهم الذين توصلوا لهذا القرار ،بناء على قناعاتهم . ولم يكن لاي شخص او بلد دور في ذلك . ايها الشعب العزيز النبيل ! اني اعتبركم فردا فردا كأبنائي ، وتعرفون باني اعشقكم واعرفكم مثلما انتم تعرفوني جيدا . وان مادعانا لذلك في الظروف الراهنة هو الواجب الالهي . فكما تعلمون اني كنت قد عقدت عهدا معكم بالقتال حتى قطرة دم وأخر نفس . غير ان القرار الذي تم اتخاذه اليوم كان بناءا على تشخيص المصلحة فقط . وقد تناسبت ماقلته من قبل املا في رحمته و رضاه فحسب . واذا كانت لي مصداقية فقد تعاملت بها مع الله . اعزتي تعلمون جيدا باني قد حرصت بأن يكون رضا الله وراحتكم مقدم على راحتي .الهي ! انت تعلم باننا لانساوم الكفر .. الهي ! انت تعلم بأن الاستكبار وامريكا ناهبة شعوب العالم قطعت اشلاء زهور رياض رسالتك..الهي ! انت معتمدنا في عالم يسوده الظلم والكبت والاظطهاد . ونحن وحيدون لانعرف احدا غيرك ولا نريد ان نعرف احدا غيرك . فكن عونا لنا انك افضل المعينين..الهي ! عوضنا عن مرارة هذه الايام بحلاوة فرج سيدنا بقية الله - ارواحنا لتراب مقدمه الفداء والتحاقنا بركبه . ياابنائي الثوريين ! يا من غير مستعدين للتخلي لحظة واحدة عن غروركم المقدس ! اعلموا ان كل لحظة من عمري مكرسة لخدمتكم على طريق العشق المقدس . اعلم ان الامر صعب عليكم ، ولكن ألا يمضي بصعوبة اكبر على والدكم العجوز ؟ اعلم ان الشهادة احلى من العسل بالنسبة لكم ، وهل هي غير ذلك بالنسبة لخادمكم ؟ فاصبروا ان الله مع الصابرين ، وابقوا على غضبكم وحقدكم الثوري في صدوركم ، وتطلعوا بغضب الى عدوكم ، وكونوا على ثقة بأن النصر حليفكم . واعلموا بأني لست بعيدا عن اجواء الحرب والمسؤوليين عنها ، بل ان المسؤولين عنها موضع ثقتي ، فلا تشمتوا من الذين اتخذوا هذا القرار ، لانه كان صعبا ومؤلما بالنسبة لهم ايضا . نسأل الله تعالى ان يوفقنا جميعا لخدمته....
الخامس من ذي الحجة ١٤٠٨
روح الله الموسوي الخميني)))
ملاحظة / مصدر هذا المقال هو ( صحيفة الخميني - الجزء ٢١ - ص٨٦)
و مصدر مقال( رسالة الخميني التاريخية للشعب العراقي في ١٣ تموز ١٩٨٢ ) هو - صحيفة الخميني - الجزء١٦- ص ٢٨٦



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google