جولة في مدينة الثورة الصدر حاليا ً - سالم سمسم مهدي
جولة في مدينة الثورة الصدر حاليا ً


بقلم: سالم سمسم مهدي - 23-01-2017
قبل أيام معدودات قادتني سيارتي إلى مدينة الثورة ذات الملايين التي تجاوزت الثلاثة إلى مثابات معلومة بينها شخص مريض وجبت زيارته كما فعل الصالحون ولأرحامهم ذاكرون ...

ابتدأ القرف من نقطة تفتيش الدخول من الشارع المتصل بحي البلديات والمتجه نحو محطة وقود شارع الداخل لأنها أخذت من الوقت نصف ساعة وأكثر ولم نسمع باكتشاف سيارة مفخخة لداعش في هذه النقطة وغيرها وأن كان قد حصل ولم يعلن فهذا قصور إعلامي ...

بعد اجتياز النقطة بدأ نوعا أخر من الامتعاض والحزن على واقع المدينة الذي تفضحه عشرات الأطنان من الأنقاض والفضلات والمزابل المنتشرة عشوائياً في كل قطاع وزقاق يصاحبها اندثار للساحات العامة والأرصفة والكثير من الشوارع الخدمية ...

لقد كان هناك تجاوز لا مثيل له على الارصفة الضيقة والعريضة التي أراد لها من خطط للمدينة فيما سلف أن تكون باباً من أبواب الترفيه لتصبح نقمة على المارة والعجلات وحركة المرور فأخذت أشاهد معامل للحدادة وغيرها تحتل هذه الأرصفة بالمجان بعد غياب الدولة ...

وكلما تقدمنا في العمق داخل المدينة تتعمق الفوضى والقذارة لتبث الشوارع المهملة شكواها لأنه ليس هناك من يرحمها من الفضلات والأتربة المتطايرة أما المطبات والحفر العميقة فأنها تُذكرنا بما كان عليه الحال في دبي والمنامة وقطر قبل ستين عاما فصاعدا ...

أما فوضى حركة السيارات فحدث ولا حرج وكل شيء عائد لضمير من يمسك مقود العجلة فلا نظام مرور ولا شرطي مرور يستطيع أن يقول كلمته مع انهم كانوا بعدد الاصابع في هذه المدينة المترامية ولا وجود لأي أشارة ضوئية تتفضل علينا بلحظات نظام ...

بدلا من أن تتسابق الأحياء على النظافة وجدتها تفتخر بأطنان المخلفات المنزلية حتى وصل الأمر إلى شيء لا يُصدق عندما غيرت اتجاهي من شارع الداخل باتجاه منطقة الجوادر مرورا بشارع الفلاح ليصعقني وجود حصان نافق أحتل جزءاً متبقي بالقدرة من رصيف الجزرة الوسطية وقد تجمع حوله الأطفال وكأنهم يبحثون عن شيء مجهول وهم يتحدون ما يتطاير من هذه الفطيسة من جراثيم وأمراض ...

أما المستشفيات فلقد تحدث لي عن واقعها الكسيف المريض الذي قصدته والذي أصر أن ينقل إلى مستشفى خارج المدينة بعد أن صُدم بما فيها من انحلال وخربطة ...

وأذا أردنا أن نتحدث عن البشر فالحمد لله ما أكثرهم بعد أن لفظتهم بيوتهم التي لا تستطيع استيعابهم وهم في اليقظة فأصبحت مأوى لهم عند تلاقي الجفون وكان بالإمكان استغلال هذه الكتلة البشرية لتنظيف المدينة إذا كان هناك أخلاص وحسن إدارة وشعور بروح المواطنة من أمانة بغداد ومحافظتها ...

ما شاهدت ولد لدي قناعة أن المدينة لم يصل أليها مسؤول محلي وإذا كان هناك من يقول أنه زارها فالخزي سيظل يلاحقه لأن السؤال الذي يطرح نفسه عليه وغيره ماذا حققت من هذه الزيارة ؟؟؟ ...

الشيء الوحيد الذي تمتاز به المدينة هو لافتات التعزية لشهداء القوات المسلحة والشرطة الوطنية والحشد الشعبي التي تكاد أن لا يخلو منها شارع أو زقاق وهم بذلك قد حققوا أمان وسلامة العراق فماذا حقق لهم الآخرين .

أنتهت الجولة !!!

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google