بقلم: خضير طاهر -
24-01-2017 وصف الرئيس الأميركي ترامب دول الخليج (( بالحلفاء )) في مؤتمر خصص للطاقة .. وهذا الوصف الودي للخليج يعرفنا بطبيعة العلاقات التي ستنشأ مستقبلا بين أميركا والسعودية ومعها دول الخليج .
العلاقات الدولية يحكمها معيار المصالح المشتركة ، ورؤية ترامب : (( أميركا أولا)) أعطى لهذا المعيار دفعة قوية ومؤكد سيفعله أثناء تحديد بنود التحالف الإستراتيجي بين اميركا ودول الخليج ، ومما لاشك فيه ان دول الخليج بعد حالة الخوف التي عانت منها بسبب إهمال أوباما لها وتقربه من إيران .. أصبحت هذه الدول جاهزة ، بل تطالب بإلحاح عقد صفقة مع أميركا للحصول على حمايتها مقابل المال الخليجي .
ولابد من الإشارة هنا ليس عيبا ان يسعى الرئيس ترامب من اجل مصالح بلده من خلال عقد الصفقات ، بل هو تصرف ينبع من إخلاصه لوطنه والبحث عن فوائد للشعب الأميركي .
والسؤال : ما تأثير هذا التحالف الأميركي الخليجي على التمدد الإيراني في المنطقة وخصوصا العراق ؟
ستكون نتائج هذا التحالف مؤثرة حتما ، فأهداف هذا التحالف هو حماية دول الخليج من الخطر الإيراني وتمدده في المنطقة ، وسيكون العراق هو الهدف رقم واحد كونه يمثل أكبر تواجد للنفوذ الإيراني ، ويستعمل ملايين من شيعة العراق كأدوات بيده سواء كانت سياسية أو عسكرية عن طريق تشكيل الميليشيات .
سياسة العصا الغليظة للرئيس ترامب ، وغضب قيادات الحزب الجمهوري من غدر شيعة العراق ونكرانهم لجميل أميركا عليهم .. سنشهد تطبيقات هذه الأفكار والمشاعر على الأرض ، وستكون الأحزاب الشيعية تحت ضغط كبير ، وربما ستلجأ الإدارة الأميركية الى وقف التعامل معها بإعتبارها أحزابا فاسدة وعميلة وتمتلك ميليشيات مسلحة ، وهنا قد تبحث أميركا عن طواقم علمانية لتولي قيادة العملية السياسية .
ماذا عن العملية الديمقراطية التي جاءت بالأحزاب الشيعية ؟.. يبدو ان إدارة ترامب غير مهتمة بالديمقراطية ، وهي تعرف ان الديمقراطية فشلت بالعراق ، وان الإنتخابات مزورة .. ولهذا سنشهد سياسة فرض شخصيات سياسية بالقوة من قبل أميركا ، ومع التهديدات الأميركية الجادة ستتراجع إيران بكل جبن ، وقد نشهد إزدهارا أقوى للمجتمع المدني في العراق يثور على الإسلاميين ويرميهم في مزبلة الإحتقار .
