" ما قصة الوفود الايزيدية التي تجوب العالم من الجهات الأربع ! " - سندس النجار
" ما قصة الوفود الايزيدية التي تجوب العالم من الجهات الأربع ! "


بقلم: سندس النجار - 27-01-2017
ما حكاية الضياع الايزيدي ، والفوضى والحيرة الطاغيتين على كل شيء ؟
هل يجيبني احد ممن يدعون تمثيل الايزيدية في المحافل المحلية والدولية ، لماذا نحن عاجزون عن القيام بانجازات جماعية ايزيدية بحتة تبني لنا مكانة رفيعة بين الشعوب والأمم ، وبشكل مستقل عن الافراد والانتماءات والأحزاب كباقي العالمين ؟
ما قصة الوفود الايزيدية التي تجوب العالم من الجهات الأربع ؟
وما الأسس وما الغايات التي تبنى عليها مشاريعهم ؟
ماهي الأسس التي يطمح الايزيديون ان يقيم عليها قضيتهم وأين تكمن حلولها الناجعة ؟

حين تكون الخطة جزءا من خطط الاخرين ، وعندما لا تكون هناك جهة واضحة تقصدها تتساوى جميع الاتجاهات ، وجميع الأبواب تؤدي الى ذات المكان ، فتُفتقد ، ولن يكون لها قيمة ووزنا يذكر، والنتيجة ليست اكثر من الإخفاق المنظم .
ليس الشعب الايزيدي ينقصه العقل ولا الكفاءة ، لكنه يفتقر للفكرة الجامعة والغاية الواضحة ووحدة الصف.
فبعد ان خرجت المانيا من الحرب العالمية الثانية وتم تدمير البلد عن بكرة ابيه ، لكنها عادت للمنافسة اقتصاديا وصناعيا على مستوى العالم من جديد وخلال سنوات قليلة .
الحقيقة هي ان ، الرصيد الضخم في الأفكار التي اجتمع عليها الشعب الألماني التي جعلت من جهوده كلها الاتجاه باتجاه واحد وغاية واحدة وليست الإرادة فقط ، فالارادة وحدها لا تصنع المستحيل .
والايزيديون ها هنا ، وان يجمعهم دين واحد ولغة واحدة ، لكن من المؤسف لا يجمعهم الفكر والغاية الواحدة ولا وجهة واحدة يتفق عليها ، وذلك هو الضياع ، فالايزيديون اليوم واكثر من كل الأزمنة العصيبة التي مرت عليهم من دمار وابادات جماعية وانتهاكات الأرض والعرض والتهميش الرسمي ، تجدهم مقسومون راسيا الى عدة اتجاهات ومشاريع محلية وعالمية وسياسية . والبعض ينكر حتى تاريخه وهويته ودينه ناقما على الجميع دون الوصول لاي غاية إيجابية تذكر.
والمغزى من بيت القصيد هاهنا :
ما الضير حين يعتمد الايزيديون على انفسهم بمعزل عن انتماءاتهم واحزابهم للوصول الى غاياتهم والانخراط في المجتمعات العالمية وبناء مكانة مرموقة وعلاقات دبلوماسية مع الحكومات والامم بمفردهم ؟
ما الضير من زيارة مجموعة من النشطاء الايزيديين الى جمهورية ايران الإسلامية الدولة الاقليمية الهامة جدا على مستوى العالم ،
التي طرحت عليهم باب الدعم والتعاون الفعلي لعلها تكون المنقذ الأمين لمخطوفاتنا من جحيم داعش ومستنقعات الخيم والحياة الذليلة للنازحين ، ولا سيما السؤال الذي يطرح نفسه بشدة على حكومة الإقليم ، وممثلي الايزيدية هناك ، لماذا اعطى الجميع ظهره للمختطفات الاسيرات في جحيم داعش وهن يعشن الويل الأسود ، في حين يمكن شراءهم بالمال مثلما تم شراء الالف ناجية بالمال ؟
والسؤال ذاته الذي يطرح على منظمة يزدا أيضا :
منظمة يزدا للإغاثة الإنسانية التي لم تدخر جهدا اتجاه الايزيدين من خدمات ودعم على جميع المستويات ، وتمكنت من بناء تعاطف و مكانة تذكر للايزيديين في العالم ، وحصلت على كثير من الجوائز العالمية لمعتمدتها الناجية الطاهرة ناديا مراد ومساعدات لا تحصى من المال وهذا يسعدنا بلا حد بطبيعة الحال ،ولكن السؤال الموجه ليزدا وأتمنى الإجابة عليه كما يتمنى الكثير الذين يتداولون التساؤل بالخفاء لا بالعلن ؟
لماذا رغم كل هذا الدعم المادي والمعنوي لم تتمكن يزدا من تحرير مختطفة واحدة مع ان تحرير المختطفات له الأولوية والاهم في جميع مشاريعهم التي يخدمون بها المتضررين ؟
لذلك من حق كل من يشاء ،ومن يجد بنفسه الامكانية والكفاءة لبناء جسور إيجابية وودية مع العالم بما فيه خير ومنفعة للايزيديين في محنتهم التي طغت على كل المحن التي سجلها التاريخ الإنساني القديم والمعاصر ، ان لا يتردد .. !
والغاية من كل ما اشرت ، ان الايزيديون ليس لهم منقذ سوى ( الفكرة الجامعة ) التي ستوحد جهودهم نحو غاية واحدة وطريق واحد ، والا سينتهي المطاف بهم الى : اما يطغى الأقوى على الأضعف ويستبد الناس ببعضهم ويبقون عبيدا للناس بواسطة احزابهم طبعا ، او ~ قد تتساوى قوتهم ليست الفردية وانما التابعة ، فتعارض اتجاهاتهم فيبقون متبعثرين ضعفاء مستجدين النعمة من الاخرين وسيبقون ابد الدهر بين الحفر والمستفيد جهة واحدة وهم الأعداء ...

سندس النجار

...



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google