مشكلة الموصل بعد الاحتلال البريطاني - شهاب وهاب رستم
مشكلة الموصل بعد الاحتلال البريطاني


بقلم: شهاب وهاب رستم - 27-01-2017
ظهرت مشكلة الموصل نيتجة اندحار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى والاحتلال البريطاني للولايات العثمانية الثلاث ومن ثم تاسيس الدولة العراقية ، حتلت بريطانيا الموصل بعد إعلان هدنة مودروس في (30 تشرين الأول 1918) فاعتبرت تركيا ذلك الاحتلال غير مشروع فجرت مفاوضات حول الموصل بين اللورد كيرزون وزير الخارجية البريطاني وعصمت أينونو وزير الخارجية التركي وقدم كلا منهما مذكرات مكتوبة احتوت على وجهة نظرهما حول القضية وكانت وجهة النظر التركية تتركز حول الأمور التالية :

1 - الزعم بأن العراق (الولايات الثلاث) لازال يعتبر جزءاً من الإمبراطورية العثمانية.

2 - أن فرض الانتداب البريطاني على العراق تم بدون أخذ رأي الشعب العراقي

3- المطالبة باستفتاء المنطقة.

لكن وجهة النظر الحكومة البريطانية كانت مرتبطة بثلاثة وعود هي:

1 - وعد بريطانيا العراقين بعدم إرجاعه للحكم التركي

2 – وعد بريطانيا للملك فيصل الذي انتخبه العراق بأجمعه بما فيه الموصل.

3 - وعد بريطانيا لعصبة الأمم كدولة منتدبة على العراق وبموافقتها.

فشل الطرفان في التوصل الى صيغة اتفاق بينهما، واقترح كيرزون أن يعهد الى عصبة الأمم بدراسة المشكلة، طلبت الحكومة البريطانية من السكرتير العام للعصبة في (6 آب 1924) وضع قضية الحدود العراقية – التركية في جدول أعمال العصبة القادم، وبعد مناقشات طويلة استقر الرأي على تأليف لجنة تحقيق مرضية للطرفين، وقامت اللجنة بدراسة جميع الوثائق المتعلقة بالمشكلة وقررت زيارة المنطقة لاستطلاع آراء سكانها، فوصلت اللجنة الى بغداد في 16 كانون الثاني 1925 أجرت اتصالات مع الشخصيات البارزة وممثلي الطبقات والطوائف ولم تقتصر على دراسة النواحي السياسية بل درست نفسية الشعب ومشاكله الاقتصادية.

وضعت لجنة التحقيق تقريرها في 16 تموز 1925 وألحقت به إحدى عشرة خارطة تناول دراسة الحجج الجغرافية والعنصرية والتاريخية والاقتصادية والعسكرية والساسية وجاء فيه أن عواطف سكان الموصل كانت الى جانب العراق وأوحت اللجنة بعدم تقييم المنطقة المتنازع عليها وربطها بالعراق شرط مراعاة الأمور الآتية:

1 - يجب أن تبقى المنطقة تحت انتداب العصبة لمدة (25) سنة.

2 - ويجب مراعاة رغبات الأقليات فيما يخص تعيين موظفين لإدارة أمورهم، وقد اجتمع مجلس العصبة لدراسة تقرير لجنة التحقيق فوافق في 16 كانون الأول 1925على القرار التالي بالإجماع :

1 – اتخاذ خط بروكسل كخط حدود بين العراق وتركيا.

2 – دعوة الحكومة البريطاينة لتقدم للمجلس معاهدة جديدة مع العراق تضمن استمرار نظام الانتداب لمدة خمس وعشرون سنة.

3 – دعوة بريطانيا لأن تقدم للمجلس التدابير لتأمين الضمانات المطلوبة.

4 – دعوة بريطانيا لأن تطبق توصيات اللجنة الخاصة.

قوبل قرار مجلس العصبة بالابتهاج والسرور في العراق مع التحفظ على الفقرة الثانية التي أوصت باستمرار الانتداب لمدة خمس وعشرين سنة.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google