بلاد الرافدين; بعيون دونالد ترامب - مهند ال كزار
بلاد الرافدين; بعيون دونالد ترامب


بقلم: مهند ال كزار - 27-01-2017
أسقطت الجيوش الأمريكية حكومة صدام حسين خلال أسابيع، وجردت دكتاتورها الذي تجاوز حكمه الثلاثين عاما، وهو على رأس السلطة، من كل مقومات القوة، التي كان يمتلكها في ذلك الوقت، وهذا الموضوع لم يأسف عليه أحدآ في العالم، الا الرئيس المنتخب دونالد ترامب، والذي قالها بكل بصراحة; "صدام حسين كان رجلاً سيئاً، أليس كذلك؟ كان رجلاً سيئاً، رجلاً سيئاً بالفعل، ولكن هل تعرفون ما الذي قام به بشكل جيد؟ لقد قتل الإرهابيين، قام بذلك بشكل جيد جداً."

قبل أن يكون مرشحا للرئاسة الاميركية، وهذا تحديدآ في عام 2006، أدان دونالد ترامب الحرب على العراق، ووصفها بأنها كارثة، وأنها لن تؤدي إلا إلى الأسوء، مطالبآ الرئيس الأمريكي آنذاك بالرحيل، وقد كان تقييمه لمجمل الحرب في ذلك الوقت، أنها سوف تكون بالضد من السلام العالمي، وأن تكاليف الحفاظ على الوجود الأمريكي تتجاوز بكثير أي مكاسب ممكنة للولايات المتحدة الأمريكية.

خلال حملته الانتخابية، تطرق مرارًا وتكرارًا، الى غزو العراق عام 2003، وقال بالحرف الواحد; أن حرب العراق أدت إلى إحداث حالة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وعملت على تعزيز قوة إيران، وإهدرت المليارات من أموال الشعب الأميركي، وأزهقت الآلاف من أرواح الأمريكيين، إلى درجة أنه لم يعد هناك شك في أن ترامب يعارض المشروع الأمريكي في العراق.

العراقيون بطبيعة الحال; أنقسموا بين مؤيدين لترامب يرون أن سياسة أوباما كانت ضعيفة، لكونها لم تكن كافية للقضاء على تنظيم داعش في العراق، وكذلك كثرة الأخطاء التي أرتكبتها أدارته، وسحبها للقوات الاميركية من دون تقديرها لجاهزية القوات العراقية، وعدم التزامها بالدعم اللازم للحكومة العراقية، وبين من يرى أنه سيشن حربا على كل من يؤمن بالدين الاسلامي، لما يروج له بارتباطه بالإرهاب، واعتماد ترامب في قاعدته الانتخابية على العنصرية ضد المسلمين في الولايات المتحدة.

الحكومة العراقية بدورها; هنأة ترامب بمناسبة فوزه في الرئاسة، وقد رد على سؤال وجه له بخصوص شكل العلاقة مع العراق; أن العلاقات إيجابية بين الولايات المتحدة والعراق، وأكد على احترامه كافة المواثيق والاتفاقيات المعقودة بين البلدين، وعدم نيته تغيير أي منها في الوقت القريب، لا سيما في حربه ضد داعش، ومثل هذا التصريحات تستند في الاساس الى اتفاقية إلاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين.

السياسات الخارجية الأميركية لا تختلف كثيرا عن سابقتها، خصوصاً أن الرئيس المنتخب ترامب لم يكن واضحاً في تحديد سياسته الخارجية، وكانت لهجة الهجوم، والانتقاص من سياسات أوباما هي المسيطرة على مجمل حملته الانتخابية، لكن من المؤكد أن الإدارة المقبلة سوف تواجه قرارًا صعبآ; يتعلق بالوجود العسكري الأميركي في العراق ، هل ستحافظ عليه.؟ أم أن مع زوال عصابات داعش سيكون هناك أنسحاب للقوات الاميركية من البلاد.؟

وهذا الموضوع هو من سيحدد شكل العلاقة القادمة بين البلدين.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google