بقلم: خضير طاهر -
28-01-2017 أحيانا يتعارض مبدأ السيادة الوطنية والإستقلال مع مصالح البلد ، ونسمع الذين ( يعبدون الأفكار ) يفضلون بشكل حازم السيادة ويضحون بمصالح شعوبهم نتيجة الجمود العقلي وعدم المرونة في التفكير ، وإهمال مصلحة الإنسان التي يفترض ان تكون أهم من الأفكار والشعارات .
الواقع العملي أثبت ان التضحية بمدأ السيادة الوطنية كانت فيها فائدة عظمى لمصالح الشعوب ، فعلى سبيل المثال : دول مثل اليابان وكوريا ضحت بسيادتها وفضلت مصالحها وسمحت بوجود قواعد عسكرية على أراضيها ، وكانت ثمار هذه العلاقة ان هاتين الدولتين حققتا التطور والإزدهار الإقتصادي والصناعي والإستقرار السياسي .
وأيضا دول الخليج العربي فضلت مصالحها على السيادة وإرتبطت بتحالفات مع أميركا ووافقت على وجود قواعد عسكرية لها على أراضيها ، وفي المقابل حصلت دول الخليج على الحماية من الخطر الإيراني ، وحققت الإستقرار والرفاهية .
في العراق كانت خسائرنا متتالية بسبب الغوغائية السياسية ، وغياب الرؤية الوطنية العملية ، والتشدق بشعارات السيادة الوطنية ، فقد خرجنا من حلف بغداد في العهد الملكي وكانت فرصة لنا ان نرتبط ببريطانيا وأميركا وننقل شعبنا الى مستوى حضاري وعلمي وإقتصادي متطور ، لكن غوغائية الشيوعييين وعمالتهم للإتحاد السوفيتي ، والمهرجين القوميين أضاعت الفرصة على العراق .
ثم جاء إنقلاب 1958 وقضى على فرص إرتباط العراق بالعالم المتحضر والإستفادة منه ، عندما أنهى العلاقة مع بريطانيا وأميركا .
وعادت الفرصة الذهبية حينما حرر الجيش الأميركي العراق ، وكنا بأمس الحاجة للإستفادة من الخبرات السياسية والعلمية والإقتصادية للولايات المتحدة الأميركية ، لكن الغباء السياسي والفكر الإجرامي للبعث وعملاء إيران حرم العراق من فرصة العمر الذهبية وخسرنا أهم محطة تاريخية وفقدنا ثقة وإحترام أميركا لنا !
للأسف نحن شعب تفكيره السياسي أعوج ومشوه ، ولانبحث عن مصالحنا ، بل نمارس عملية التدمير الذاتي في كل اليوم !
* - طالع مقالة : فشل الشعب العراقي في قيادة نفسه .. يجعله بحاجة للوصاية الاميركية
http://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=221377#axzz4WjUJyLRV