بقلم: مهدي قاسم -
28-01-2017
الضحايا الأوائل لترامب هم من عراقيين !
على عكس ما كان متوقعا أي :
أن تتركز إجراءات ترامب بخصوص منع الهجرة إلى أمريكا على السعوديين والباكستانيين و الأفغان والشيشان ـــ مثلا و ليس حصرا ــ باعتبارهم يشكّلون النسبة الأكبر من الإرهابيين في العالم ، ولكن إجراءات ترامب اقتصرت على العراقيين و السوريين و الإيرانيين واليمنيين ، وصلت إلى حد اعتقال أحد العراقيين في أحدى المطارات الأمريكية ، و كذلك في عدم إعطاء سمة دخول لأحد المخرجين العراقيين لحضور مهرجان سينمائي لعرض الأفلام ، و هذا يعني أن المصالح لا زالت هي البوصلة الموجهة والمؤشر الأول للسياسة الأمريكية ، و بغض النظر عن أي حزب يحكم في البيت الأبيض..
سواء كان ترامب أو حصرم !!..
من حيث يمكن ملاحظة " أبو اللسان الطويل " و المجعجع المتشدق تهديدا ضد الإرهابيين مثل ترامب يتجنب استفزاز الحكومة السعودية أملا بصفقات أسلحة جديدة !! ..
بينما ما من بؤرة للإرهابيين في العالم وإلا يكون السعوديون قد شكّلوا " الأغلبية الساحقة " بين الإرهابيين هناك ..
و المثير في الأمر هو : مهما اختلفنا مع النظام الإيراني فلابد من الإشارة إلى أنه في الوقت الذي هددت فيه الحكومة الإيرانية باتخاذ إجراءات مماثلة ضد المواطنين الأمريكيين كرد فعل مماثل ، و ندا لند ، أي المعاملة بالمثل ، و ذلك حفاظا على الكرامة الوطنية والهيبة القومية للإيرانيين ، فأن الحكومة العراقية بلعت الإهانة الأمريكية ، صامتة ، و خرساء ، و كأنها بذلك إنما تعترف بأنها حكومة ضعيفة وواهنة ، ولا تمثل مصالح مواطنيها في العالم و إنها راضية و مرضية بما تفعل الإدارة الأمريكية الجديدة بالمواطنين العراقيين من تمييز مجحف و معاملة سيئة ..
إذ إننا لم نسمع حتى ولا احتجاجا شكليا ، على الأقل و كأضعف إيمان ، على قرار الإدارة الأمريكية الجديدة التمييزية المتعسفة ضد العراقيين ، ناهيك عن اتخاذ إجراءات مماثلة ..
ولكن لِمَ الاستغراب ؟ ..
فأليس ترامب نفسه هو القائل بأنه لا توجد في العراق حكومات مخلصة ، أنما لصوص فحسب ؟! ..
وهو كذلك !..
أن شئنا أم أبينا ..
