بقلم: جلال باقر -
29-01-2017 ان توقيع الرئيس الامريكي دونالد ترامب امراً تنفيذياً بتاريخ 27 كانون الثاني ، يخص تعليق دخول الرعايا الاجانب من سبع دول الى الولايات المتحدة مؤقتاً وفق المادة 212 اف ، من قانون الهجرة والجنسية ، شمل الرعايا العراقيين ، ادى الى ردات فعل متفاوتة في الداخل الامريكي وكذلك في الدول المعنية بهذا القرار .
العراق البلد الذي يعاني من الارهاب والقتل والدمار على يد الدواعش ، والداعم الرئيسي لهؤلاء يعرفهم القاصي والداني وهذه من مفارقات السياسة الامريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب المستعجل باصدار القرارات في فترة قصيرة من تواجده في البيت الابيض والذي يجب ان يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية .
ان دخول العراق ضمن قائمة الدول السبعة قد تكون لها اسباب ادت الى ان يتخذ الرئيس الامريكي قراره هذا ، وراى ان العراق البلد الذي حررته الولايات المتحدة الامريكية من براثن ابن ابيه الذي دمر العراق بارضه وشعبه ، ادت الى ظهور الدواعش وزعزعة الاوضاع في الشرق الاوسط واندلاع نزاعات مسلحة داخلية في ليبيا وسوريا وكذلك ازمة اللاجئين التي تواجهها اوربا وزيادة الخطر الارهابي ، واعتبر ان قرار واشنطن تحرير العراق اسوء قرار اتخذته امريكا .
ان كان دونالد ترامب يعتقد ان تحرير العراق هو السبب في ظهور الدواعش وهذا خطأ يرتكبه ، وهو يعلم والجميع يعلم علم اليقين مصدر الارهاب ، فلماذا لم يمنع رعايا الدول الراعية والممولة للارهاب ، وهو الذي صرح سابقاً بان ليس للعراق يداً في احداث 11 سبتمبر ، واللذين نفذوا العملية الارهابية هم من السعودية ودول اخرى ولا علاقة للعراق بها .
فهل يناقض الرئيس الامريكي دونالد ترامب نفسه ام ان المعادلة تغيرت واصبح العراق بلداً لايمكن الوثوق به وراعي للارهاب ؟؟؟.
قد يقول الرئيس دونالد ترامب ان الجيش الامريكي هو من حرر العراق وقدم اكثرمن خمسة الاف جندي امريكي ضحية هذه الحرب ، وفي المقابل التجأ السياسيين العراقيين الى الدول الاقليمية كالسعودية وتركيا وقطر وايران وبدأوا معاداتهم للامريكان بدلاً من رد الجميل .
فالسياسيين السنة وتوجههم صوب السعودية وقطر وغيرها من دول الخليج وشعاراتهم الرنانة بأخراج المحتل الامريكي ، وكذلك السياسيين الشيعة وموالاتهم لايران وشعارات البعض منهم بمعاداتهم لامريكا ، والصراع الدائر بين المذهبين الرئيسيين من اجل السلطة ، ادت الى ان يعاقب الرئيس الامريكي الشعب العراقي بأصدار قراره هذا .
ان كان كذلك فهل الرئيس الامريكي محقاً في اتخاذ قراره ام ان هذا القرار هو الخطوة الاولى لاجل ان تدخل القوات الامريكية مرة اخرى العراق بحجة القضاء على الدواعش اذا استمر الوضع ، وهذا ما صرح به دونالد ترامب اثناء حملته الانتخابية ؟ ام انه يريد زيادة التواجد الامريكي في المنطقة عامة والعراق خاصة لابتزاز هذه الدول والذهب الاسود مغري الى حد الجنون ؟؟
بقلم
جلال باقر
2017-01-29
