( عيش فاطمة ) و خبز العباس .. في مدينة الرمادي - د . خالد القره غولي
( عيش فاطمة ) و خبز العباس .. في مدينة الرمادي


بقلم: د . خالد القره غولي - 30-01-2017
ما نراه الآن على الساحة السياسية يظهر العكس تماماً فما نراه أن آخر الحكماء والعقلاء هم السياسيون وآخر من يتحدث في المصلحة العامة وحقوق الآخرين هم ( السياسيون ) وددت أن نكمل أنا وعسى أن يشترك معي غيري فيما وأن يكون المنشور المذكور مفتاحاً لنقاش هادف وليس ( استعراضاً ) على مبدأ الغالب والمغلوب وأنا لا أشك في النية الصادقة للجميع ولكنه أرادنا أن نبتعد عن المجاملات وعن الموروثات الدينية والمذهبية ، وأنا سأبتعد عن المجاملات ولكن الموروثات المذهبية لا أنا ولا الإخوة الأعزاء من ( الزملاء الآخرين ) يمكن أن نبتعد والذي يجب أن يكون إذا أردت أن تبتعد عن الموروث المذهبي .. لأن توجيه الرسالة باتجاه مذهب واحد يعطي انطباع الاستثناء للمذهب الأخر وكأنك تلقي باللوم على الشيعة أو السنة وهذا ما تدل عليه نهاية الأمر .. ومن وجهة نظري يجب علينا أن نتمسك بموروث العراق المذهبي وندرس كيف ننتقل بهذا الموروث ليحقق اللحمة بين المسلمين وليس العكس ( أي ليس لغرض تحقيق اللحمة يجب أن نتنازل عن موروثنا المذهبي ) وللعلم يا إخوان أنا سني وأعتز بمذهبي ومعتقدي وكذلك أفتخر أنني ما فرّقت يوماً بين شيعي وسنّي , وسأطرح وجهة نظري وأنا لست مختصّاً بالشأن الديني ولكن سأنظر إليها نظرة أكاديمية ..
وخير دليل ما حدث معي شخصياً عام ( 1965 ) عندما كنت في السنة الثامنة من عمري .. عندما وجدت والدتي رحمها الله في احد الأيام منهمكة في الصباح الباكر لإعداد وجبة ( طعام كبيرة ) وعندا تقربت من الوالدة وما هو الأمر .. إجابتني لا تتكلم وبعد إعداد الطعام في بيتي الفقير في منطقة القطانة احد أحياء مدينتي الخالدة الرمادي وكان باب دارنا ستائر من القماش وكنت ولدها البكر وتسلمت زمام الأمور في توزيع الطعام على جيران الطرف وعند تكرار سؤالي لامي المسكينة الفقيرة الحنونة الغالية ما المناسبة يا أمي .. قالت لي نوزع ( عيش فاطمة ) وخبز العباس وكنت في حيرة من الأمر.. وبعد عودتي إلى داري الفقير كررت السؤال للوالدة .. يا أمي شاهدت الجميع يلبسون اللبس الأسود .. ويدخنون السكائر بالعامية يطلق عليها سكائر ( المزبن ) قالت لي يا ولدي اليوم

( يوم عاشوراء )

وأحب أن أضيف للجميع .. كان يسكن في الشارع اقصد هنا شارع ( بالهميم ) في وسط مدينة الرمادي أي منطقة ( القطانة ) العائد لداري عوائل وافدة كثر منهم الأجناب المسلمين وغير المسلمين عائلة أبو نكت باكستانية رجل يعمل خياط للملابس الرجالية .. وعائلة ميرزا عائلة كردية أبو كمال وعائلة من أخواننا في الجنوب أبو ولي عائلة من الصويرة ( الكوت ) وعائلة مسكين كارص حسين رجل ايزيدي من الموصل صاحب فرن الصمون يطلق عليه (الصادق ) الوحيد في مدينة الرمادي من الموصل .. وعائلة بن جدو المسيحي مجبر الكسور .. وهنالك عوائل كثر من مختلف الأديان والأطياف والمكونات العراقية الأخرى .. ويشاركني الرأي اليوم في الحديث الأخ والزميل والصديق الدكتور عبد اللطيف الهميم رئيس الوقف السني العراقي جاري وصديقي العزيز ..

( الزبدة ) الشارع الساكنين فيه قبل أكثر من

( 50 ) عام لا توجد فيه طائفية مثل ما حدث ويحدث (الآن ) يعني شارع الأمم المتحدة المصغر .. والسؤال يطرح نفسه إمام الجميع من كان وراء إشعال فتيل الطائفية بين مكونات الشعب العراقي بعد عام ( 2003 )

محبتي : للجميع

تصبوا ......... بالفرح



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google