تبا لكل مسؤول باع عز العراق وشرفه - سعد الكناني
تبا لكل مسؤول باع عز العراق وشرفه


بقلم: سعد الكناني - 30-01-2017
لم تكن الأوطان يوما سلعة تباع ..أو غرضا يشترى.بكل أسف تفشت الخسة لدى الخونة الذين ضعفوا أمام إغراءات المادة وتنامى في نفوسهم الجشع مدوا أيديهم على المال العام وسرقوه (والخالق لا يغيب ولا تأخذه سنة ولا نوم) .. تباً للمال الذي جعل من الحفاة العراة أسيادا ويتكلمون.. .. تبا لمن باع الوطن وضيع معه شرف العراق .

نعيش اليوم في زمن أصبح فيه الخطأ مباحا والخيانة وجهة نظر ومبدأ من مبادئ حقوق الإنسان وبوابة (الديمقراطية(.الخيانة صفة نكرة لمن خان الأمانة والعهد فباء بغضب على غضب ، هي جريمة بشعة ووصمة عار تلاحق صاحبها، أينما حل وارتحل .وللخيانة أوجه مختلفة ومتعددة ، لكن عندما يتعلق الأمر بالوطن لا فرق بين الخطأ والخيانة لان النتيجة واحدة ، لا تغتفر ومن يقدم عليها يستحق أقصى العقوبات ، ثمنها كبير ، من باع ضميره وأدار ظهره .

بيع الوطن والتأمر عليه خيانة عظمى ، اكبر مما تتحمله أي نفس لان كل عمل مشين يمكن للمرء أن يجد مبررا لفاعله إلا خيانة الوطن لا مبرر لها ، قد يلصقها البعض بمفهوم العامية ، فقط بمن ارتمى في أحضان العدو ، لكن ليس هو الخائن الوحيد بل هناك أوجه كثيرة لممتهني هذه المنبوذة منها : سرقة المال العام ،التأمر،إفشاء الأسرار العامة ، العمالة والتجسس ، الارتباط الخارجي ،التقصير في العمل وإهمال الممتلكات العامة ، الإرهاب، عمليات الاختطاف والقتل على الهوية ، تجارة المخدرات ، الضرر بالاقتصاد الوطني ،وكل ما من شأنه أن يمس بوحدة وأمن الوطن ، ويقول عز وجل "إنا أنزلنا عليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولاتكن للخائنين خصيما"سورة النساء .


الخيانة آفة من الآفات وكارثة من الكوارث، هي عدم المروءة ومن ليست له مروءة يمكن أن يبيع عرضه وشرفه ، لا مبرر لها ولا شفاعة لمرتكبها مهما كانت منزلته ومهما كان السبب الذي يدفع لها فهي في خانة القدر والنفاق، لها وجهان مختلفان قد يستغلهما الصديق والعدو معا ، قد يمتطيها السياسي الصديق لتوزيع صكوك الوطنية، وإلصاق التهم بمن يخالفه الرأي ،أو من اجل منفعة خاصة ، أما استغلال العدو لها فلا يعد ولا يحصى وتضاعف الكارثة إذا كان من يخون لا يدري انه خان ولا يحس بقذارة الوحل الذي غرق فيه.


قد نختلف في أفكارنا ومصالحنا ، وقد يظلمنا من يسيرون شؤون بلادنا وأبناء جلدتنا، لكن الوطن لا يظلم أبنائه وما من عرف أو دين يبرر خيانته , ومرتكبها ستناله يد العدالة في يوم من الأيام وسيلحق العار بنفسه وبكل من حوله بنظرات الناس له ، لكن للأسف هناك من يرضون لأنفسهم بيع الضمير والشرف والتعاون مع أعداء الوطن والتاريخ والحقيقة ، لينالوا الخسران والعار والخجل في الدنيا والآخرة، رؤوسهم مشدودة إلى الأرض كالنعاج .

ثمن الخيانة كبير،من يبيع وطنه قد يبيع أوطان الأخريين ، ليس غريبا إن يحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه وشب على ثراه ، وترعرع بين جنباته لكن الغريب والضال والغير مقبول خيانته، يذهب كل شيء ويبقى الوطن .عندما نرى وفاء الكلب يصعب علينا حال البشر،حب الوطن فرض والدفاع عنه شرف ووطن لا تحميه لا يحق لك أن تعيش فيه.. تبا لكل مسؤول عراقي عميل متواطئ مع الخارج، حرامي فاسد، نهب خيرات الوطن ، وباع معه عز الوطن وشرف الوطن .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google