عالمنا الغريق في ضحالته الموحلة - مهدي قاسم
عالمنا الغريق في ضحالته الموحلة


بقلم: مهدي قاسم - 01-02-2017
كل شيء أخذ نحو فقدان طعمه ونكهته ودفئه الأليف ،
ولا شيء غير هذه المرارة المترسبة تحت اللسان ..
مساحات شاسعة من جليد و قفار بيني و بينكم .. بيننا و بينهم ..
أنت وأنا هو و نحن وأنتم وهم ..
نرتجف من شدة قرفنا وغثياننا ..
فيا لهذا الخواء المغبر و الزاحف ،
، يجعل من العالم طبلا أجوف ..
فثمة ضحالة موحلة أخذت بخناق العالم كقيود سميكة ..
عالم سيركي باهت و بارد لحد اللعنة ..
فاتفرج ، أنا الغريب ، وأنا اللامنتمي ،
على نازي جديد بلباس مهرج رديء و على عبيد جدد مفتونين به لاحتقاره لهم ! ..
فاهتف متذكرا : هم .. هم .. أنفسهم ..أولئك العبيد الأذلاء بالفطرة ..
أبا عن جد ، كانوا دوما ... وسيبقون هكذا ........
عبيد الأمس و عبيد اليوم و عبيد الغد .
بينما أنا ــ كعادتي ــ أعلن عصياني مجددا ..أنا الغريب و اللامنتمي دائما و أبدا ..
و كم كنتُ غريبا عنهم مثلما حتى الآن و دوما ..
وكلما حاولوا جري إلى خندقهم المظلم والخانق ببخور قبورعطنة ،
كنتُ أبتعد عنهم بعيدا ، بعيدا ، على مسافة سنة ضوئية !..
و سنبقى غرباء ولا منتمين ، نحن أيتام كل عصر يمضي و عصر يجيء !..
وما من سلطة أو مال سيغوينا أو يروق لنا ..
ليغيرنا نحوهم لنكون مثلهم رجال جوف و غربان خراب ..
تلك كانت قوتنا العظمى و سلطتنا الكبرى ..
و ستبقى هكذا لتزخم روحنا عصيانا و تمردا بين دهر و آخر ..
نخطو نحو نجمة حلمنا البهية ،
كمهرة تعدو صاهلة في شساعة برية غربتها السعيدة ..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google