بقلم: ثائر الربيعي -
01-02-2017 كنت ذاهباً لمنطقة المنصور فركبت باص (الكيا) قيمة الاجرة من العلاوي (500) دينار,فأعطيت للسائق (1000) الف دينار,فأرجع لي ماتبقى (500) دينار,كانت أحدى الورقتين النقديتين لفئة (250) دينار,وضعها مزري وقديمة ولاتصلح لشراء أي شيء ,فقلت للسائق : هل يمكن لك استبدالها لي بغيرها لأنت تستطيع تمشيتها في محطة البنزين عند تعبئتك للوقود .
فقال لي :لا أملك غيرها ,إذا لم تعجبك فرمي بها من النافذة .
فكان أحد الموجودين في الكيا ,رجل عجوز واضحة عليه اثار التعب من الدنيا ومساوئها,لكن الحكمة تحيطه من خلال حديثه عن الالام والمآسي التي تعرض لها الشعب ,فبادر وبكل رحابة صدر قائلاً لي : أنا أعطيك غيرها جديدة وتصلح للشراء
فقلت له : شكرا جزيلاً جناب الحجي والعم العزيز ,لكن لدي سؤال يتفرع لعدة أسئلة أود أن أطرحه عليك أن تفضلت .
فقال أسال ما شئت :
جناب الحجي ماذا لو قدر لك أن تكون مسؤول رفيع المستوى وصانع قرار في العملية السياسية والحكومة ؟هل سيكون لديك نفس الإيثار في مساعدة الضعفاء وعونهم وتقديم ما يحتاجونه منك ؟هل سيغيرك كرسي السلطة ويذهب بتواضعك وبساطتك ومحبتك التي عرفت بها بين الناس ؟هل سيبقى رقم الجوال نفسه دون أن تغيره برقمٍ جديد ؟هل ستغير اثاث بيتك بأثاث فخم مستورد من ارقى المناشىء العالمية ؟هل ستبقى ابواب بيتك مشرعة مفتوحة يلجأ اليها القاصي والداني القريب والبعيد على حدٍ سواء ؟أبتسامتك البهية وحبك للخير وتعاملك مع الاخرين دون تكلف وتصنع ماذا سيحل بها ؟هل ستسمر بإشعال النار في أعلى بيتك كعلامة دالة للسائلين عن مرادهم ؟مناصرتك للمظلومين والمستضعفين ماذا سيحل بها ؟
عندئذ أجابني : أسئلتك محرجة لا أعرف من أين أجيبك ,لأنني لا أمتلك الاجابة والرد عليها فجميعها محرجة وتحتاج لأن أكون في الممارسة الفعلية للمنصب وبعدها يمكنك الحكم علي .
فقلت له : جناب الحجي هنالك مثل انكليزي يقول :{ إذا أردت معرفة معدن رجل فأعطه سلطة أو مال ومن ثم يمكنك الحكم عليه}
